العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي يومٌ في حياة المغفور له
قديم بتاريخ : 06-03-2010 الساعة : 04:58 PM


يومٌ في حياة المغفور له

امتنّ الله تبارك وتعالى على نبيِّـه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ، فقال في مَعرِض امتنانه عليه : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) .
ولما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : قد غَفَرَ الله لك ما تَقدّم من ذنبك وما تأخَّـر ، قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ رواه البخاري ومسلم .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة في أوقات دون أوقات ، فيجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها .

وقد استوقفتني بعض أحواله صلى الله عليه وسلم مما لم تكن في أوقات اجتهاده ، بل هي من عامة أيامه صلى الله عليه وسلم .

أما الموقف الأول فيََرْوِيه حذيفة رضي الله عنه :

قال رضي الله عنه : صلَّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فافتتح البقرة ، فقلت : يَركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يُصلي بها في ركعة ، فمضى ، فقلت : يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مُترسِّلا ، إذا مَـرّ بآية فيها تسبيح سبّح ، وإذا مَـرّ بسؤال سأل ، وإذا مَـرّ بتعوّذ تعوّذ ، ثم رَكَع ، فَجَعَلَ يقول : سبحان ربي العظيم ، فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام طويلا قريبا مما رَكَع ، ثم سجد ، فقال : سبحان ربي الأعلى ، فكان سجوده قريبا من قيامه . رواه مسلم .

هذه ليلة ليست من ليالي الاجتهاد ، ولا من ليالي إحياء الليل ، وشـدّ المئزر ، وإيقاظ الأهل ، بل هي ليلة من عامة الليالي ، قام فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ ما يزيد على خمسة أجزاء ، قراءة متأنِّـيَـة مترسّلة ، يقف عند آيات الرحمة فيسأل ، وعند آيات العذاب فيتعوّذ ، ثم يركع بمثل هذا القَدْر من القيام ، ثم يقوم طويلاً مثل ذلك ، ويسجد مثل ذلك !

ونحن إذا اجتهدنا في قيام رمضان وقرأ الإمام جُزءاً رأينا أنه قد أطال ، ولو كان ذلك في ليالي العَشْر !

ولعلنا نتساءل :
إذا كان هذا قيامه صلى الله عليه وسلم في ليلة من ليالي العام ، فكيف به إذا اجتهد ؟

وكيف به إذا شـدّ المئزر ، وأيقظ أهله ، وأحْيـَا لَـيْـلَـه ؟

وأما الموقف الثاني :
فهو متعلق بأحاديث الاستغفار
تأملتُ في استغفاره صلى الله عليه وسلم ، وهو مَنْ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّـر .

وكيف كان استغفار من غُفِر له ؟

روى الإمام مسلم من حديث الأغر المزني - وكانت له صُحبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنه لَيُغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة .
قال النووي : والمراد هنا ما يتغشّى القلب . قال القاضي : قيل : المراد الفَتَرات والغَفَلات عن الذِّكْر الذي كان شأنه الدوام عليه ، فإذا فَتَرَ عنه أو غَفَلَ عَـدّ ذلك ذنبا ، واستغفر منه . اهـ .

وفي حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس توبوا إلى الله ، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة . رواه مسلم .

وفي رواية : إنْ كُـنّـا لَـنَعُـدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة : رب اغفر لي وتُبْ عليّ إنك أنت التواب الرحيم . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .

وفي حديث أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة . رواه البخاري .

فهذا ما يُعـدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد ، وفي يوم واحد ، وهو الذي غُفِر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّـر .
فكيف بنا نحن الذين نُخطئ بالليل والنهار ؟!

فهل قُلنا في سَنة واحدة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد ؟ أو في يوم واحد ؟

وهل فَعَلْنَا في سَنَة واحدة ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة ؟


ونحن الذين غرقنا في أوحال الخطايا
ونحن الذين تمادينا في العَصيان
ونحن الذين قصّرنا في جنب الله

فنحن أولى بِالاستغفار

فيا رب :

يارب إن عظمت ذنوبي كثرة = فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا = فإذا رددت يدي فمن ذا يَرحمُ
إن كان لا يرجوك إلا محسن = فمن الذي يرجو المسيء المجرِمُ
مالي إليك وسيلة إلا الرّجا = وجميل عفـوك ثم أني مُسلـمُ

ويا رب :
قد أسأنا كل الإساءة فاللهم = صَفْحاً عنّا وغفرا وعفوا


كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل صحيح ما ورد فى هذا الكتاب عن حياة النبى فى منازل بنى سعد؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 04-04-2010 03:55 PM
هل يجوز الحلف بصيغة ( و حياة الله ) محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 26-03-2010 06:39 AM
لمس القرآن وقراءته من غير حجاب وبدون وضوء ؟ محب السلف قسم القـرآن وعلـومه 0 19-03-2010 12:56 AM
تدخّـلات الشياطين في حياة الآدمييـن راجية العفو قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 06-03-2010 11:14 PM
هل يجوز للخاطب أن يرى مخطوبته بلا حجاب ؟ رولينا قسم الأسرة المسلمة 0 16-02-2010 11:35 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى