نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
افتراضي قبض اليدين بعد الرفع من الركوع .. هل هو بدعة ؟
قديم بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 05:20 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد

إخواني أرجوكم المساعدة في هذا الموضوع

ناقشني أحد الصوفية في موضوع قبض اليدين بعد الرفع من الركوع
و قال لي إنها بدعة ابتدعها الشيخ ابن باز رحمه الله , وقال لي حتى أن الشيخ الألباني رحمه الله بدع الشيخ ابن باز في هذا الأمر .
و قلت له أن الشيخ ابن باز هو من أهل السنة و هو أكثر الناس حرصا على اتباع سنة النبي صلي الله عليه وسلم , بل و نشر السنة بين الناس
و لكنه أصر أن الشيخ ابن باز رحمه الله هو الذي ابتدعها . و دعها الناس إليها
فقلت له انتظر حتى آتيك بالدليل إن شاء لله من السنة..
و حقيقة بحثت كثيرا و لم أستطع أن أجد الدليل حتى الآن
فأفتوني رجاء يا أهل العلم
جزاكم الله كل خير



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

قال الإمام أحمد رحمه الله : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .

ولا أعلم في كلام العلماء من الْمُتَقَدِّمِين القول بأن قبض اليدين بعد الرفع من الركوع بِدْعَة .
وكُلّ يُؤخذ من كلامه ويُرَدّ ، إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وجاء عن تلميذه مُجاهِد ومالِك رحمهم الله .

وأما هذه المسألة فالحجة فيها عند التنازع الكِتاب والسنة ، وكلام أهل العِلْم .

فقد جاءت أحاديث فيها القَبْض ، وفيها وضع اليمين على الشمال في الصلاة بعد الرفع من الركوع .
هكذا جاءت النصوص ، ومَن فَرَّق بين ما قبل الركوع وما بعد الركوع فعليه الدليل ؛ لأنه فَرَّق بين مُتَماثِلَين .

والأحاديث في هذا كثيرة ، وهي مُطْلَقَة وليس فيها تقييد أن يكون القَبْض قبل الركوع ، ففي صحيح البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد رضي الله عنه قَال : كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ . قَالَ أَبُو حَازِم : لا أَعْلَمُهُ إِلاَّ يَنْمِي ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وفي صحيح مسلم من حديث وائل بن حُجر رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر ، ثم الْتَحَف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى .

وروى الترمذي عن قبيصة بن هُلْب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَؤمّنا فيأخذ شماله بيمينه .
ثم قال الترمذي : وفي الباب عن وائل بن حجر وغطيف بن الحارث وابن عباس وابن مسعود وسهل بن سعد .
ثم قال : حديث هلب حديث حسن ، والعمل على هذا عند أهل العلم مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم ؛ يَرَون أن يَضَع الرجل يمينه على شماله في الصلاة . اهـ .

وقال ابن عبد البر رحمه الله : وأما وضع اليمنى على اليسرى ، ففيه آثار ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها :
حديث وائل بن حجر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَضع اليمنى على اليسرى في الصلاة .
ورواية علقمة بن وائل عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائما في الصلاة قَبض على شماله بيمينه .
وحديث ابن مسعود قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم قد وَضَعْت شمالي على يميني ، فأخذ يميني فوضعها على شمالي .
وحديث سماك عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضِعًا يمينه على شماله في الصلاة .
وعن علي رضي الله عنه قال : مِن الـسُّـنَّة وَضْع اليمين على الشمال في الصلاة .

ثم قال :
وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهم والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وأبو عبيد وداود بن علي والطبري : يَضَع الْمُصَلِّي يَده على شماله في الفريضة والنافلة . وهو عند جميعهم حسن وليس بواجب . اهـ .

وفي مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح ، قال : قلت : كيف يَضع الرَّجُل يده بعد ما يَرفع رأسه مِن الركوع ، أيضع اليمنى على الشمال أم يَسْدلها ؟ قال : أرجو أن لا يضيق ذلك إن شاء الله .

وقال ابن قدامة في المغني : أَمَّا وَضْعُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ ، فَمِنْ سُنَّتِهَا فِي قَوْلِ كَثِير مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ . اهـ .

وذَكَر الشوكاني مَشْرُوعِيَّة وَضْعِ الْكَفِّ عَلَى الْكَفِّ . قال : وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ .
وقال : احْتَجَّ الْجُمْهُورُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْوَضْعِ بِأَحَادِيثِ الْبَابِ الَّتِي ذَكَرَهَا الْمُصَنِّفُ وَذَكَرْنَاهَا ، وَهِيَ عِشْرُونَ عَنْ ثَمَانِيَةِ عَشَرَ صَحَابِيًّا وَتَابِعِيَّيْنِ . اهـ .

فأنت ترى هذه الآثار والأقوال ليس فيها تفريق بين ما كان قبل الركوع وما كان بعده .

بل نَصّ العلماء على أن وضع اليمنى على اليسرى في كلّ قِيام فيه ذِكْر مَسْنون .
قال العيني :
وقت وضع اليدين : الأصل فيه أن كل قِيام فيه ذِكْر مَسْنون يَعتمد فيه - أعني اعتماد يده اليمنى على اليسرى - وما لا فلا ، فَيَعْتَمِد في حالة القنوت وصلاة الجنازة ، ولا يَعتمد في القومة عن الركوع ، وبين تكبيرات العيدين الزوائد ، وهذا هو الصحيح ، وعند أبي علي النسفي والإمام أبي عبد الله وغيرهما : يعتمد في كل قيام ، سَواء كان فيه ذِكْر مَسْنون أوْ لا . اهـ .

فأنت ترى هذا القول فيه التصريح بالقبض قبل الركوع وبعده ، وأن هناك من قال به من العلماء الْمُتَقَدِّمِين ، ولم ينفرد به الشيخ ابن باز رحمه الله .

ثم إن هذا الفعل أقرب إلى الخشوع .
قال ابن حجر : قال العلماء : الحكمة في هذه الهيئة أنه صِفة السائل الذليل ، وهو أمْنَع مِن العبث ، وأقرب إلى الخشوع . اهـ .

ولا ينبغي أن تكون مثل هذه المسائل مَحَلّ اختلاف وتنازع . فضلا عن أن تكون مَحَلّ خِلاف وعداوة !
ونقول كما قال إمام أهل السنة : أرجو أن لا يضيق ذلك إن شاء الله .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث حول الرواية التي عن أم سلمة وقولها عن بيعة معاوية إنها بيعة ضلالة نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 1 12-01-2013 12:26 PM
كنت أقول الله اكبر عند الرفع من الركوع جهلاً منّي فهل عليّ قضاء تلك الصلوات ؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 23-11-2012 04:40 PM
قول الله أكبر عند الرفع من الركوع بدل سمع الله لمن حمده فهل يلزمها سجود سهو ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 14-09-2012 04:01 PM
ناقشني احد الصوفية في موضوع قبض اليدين بعد الرفع من الركوع *المتفائله* قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 24-03-2010 01:48 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى