[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الفاضل جزاكم الله خيرا
رجل أميريكي مسلم مسن في إحدى المستشفيات النصرانية لا يقدر على الحركة من نفسه بسبب مرضه وخلال وجودي أنا وصديق لي نعينه على الاغتسال والوضوء ولكن في حال غيابنا لا يستطيع الوضوء من نفسه ويقول لي بأنه لا يصلي دائما بسبب هذا
في مثل حالته أسال الله له الشفاء ولكل المسلمين ماذا عليه أن يفعل ؟ أفيدونا حفظكم الله
وهل عليه إثم ويتوجب عليه قضاء ما فاته من الصلاة ؟



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

يجب عليه أن يُصلّي بحسب استطاعته ؛ لقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، وقال عَزّ وَجَلّ : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : صلَّ قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب . رواه البخاري .

ويجب عليه أن يقضي الصلوات التي تركها .

قال شيخنا العثيمين رحمه الله : الواجب على المريض الذي معه عقله أن يصلي الصلاة على حسب حاله، قال الله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران بن الحصين : " صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ". فالواجب على المريض ما دام عقله ثابتا أن يُصَلِّي ، يُصَلي قائما فإن لم يستطع فقاعدا ، فإن لم يستطع فعلى جَنْب ، يُومئ برأسه ، فإن عَجِز فَقِيل يومئ بعينيه ، وقِيل يُصَلِّي بِقَلْبِه ، وأما أن يترك الصلاة مِن أجل أنه يتعب وهو قادر عليها فهذا خطأ عظيم ، ثم المريض قد يَسَّر الله له مِن وَجْه ثالث وهو أن يَجْمَع بين الصلاتين بين صلاة الظهر والعصر ، أو بين صلاة المغرب والعشاء ، إذا كان يَشُقّ عليه أن يُصَلِّي كل صلاة في وقتها ، وأما ترك الصلاة فهذا حرام لا يجوز ، وعلى هذا الأخ السائل أن يتوب إلى الله مما صنع ، ويقضي الصلاة التي تركها .

وسبق :
كيف يصلّي المريض إذا كان مُقعَدا وتوجِد نجاسات تحته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11862

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض