[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أفتونى بارك الله فيكم

أنا أصل الى بيتى من العمل وقت صلاة العصر وحين أتناول طعام الغداء

تقام صلاة العصر ولم أنهى طعامى فهل أترك الطعام وأذهب للصلاة

أم أنهى طعامى وبذلك تفوتنى صلاة الجماعة.

بارك الله فيكم




الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك

قال الإمام البخاري : باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة . وكان ابن عمر يبدأ بالعشاء . وقال أبو الدرداء : مِنْ فِقْه المرء إقباله على حاجته ، حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ .
ثم ساق بإسناده حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا وُضِع العَشاء ، وأقيمت الصلاة ، فابدؤوا بالعشاء . والحديث رواه مسلم أيضا .

وعند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا صلاة بحضرة الطعام ، ولا هو يُدافعه الأخبثان .

وهذا مُقيّد بقيدين :

الأول : إذا كانت نفسه تتوق للطّعام بحيث يُشغل عن الصلاة ولا يحضر قلبه فيها

والثاني : إذا كان الطعام جاهزاً بحيث يُمكنه تناوله .

فلو كان حاراً لا يستطيع تناوله ، أو كان الطعام لم يجهز بعد ، فإنه يذهب للصلاة ثم يرجع إلى طعامه .

ومع ذلك يُوصى المسلم بالحرص على صلاة الجماعة ، وأن يجتهد في حضورها .

وأن لا تكون عادته وديدنه التخلف عن صلاة الجماعة بحجة أنه بحضرة طعام .

والله تعالى أعلى وأعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

[عبق]

شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم / حفظه الله ,,,


أحد الإخوة يسأل :

هل يجب أنه في حالة حضر الطعام وأقيمت الصلاة أن نؤجل الطعام ونصلي في المسجد أم أنه في هذه الحالة

نكمل الطعام ثم نصلي جماعة ؟؟


وجزاكم الله عنا كل الخير .



الجواب/

حضور الطعام ليس عُذرا في التخلّف عن صلاة الجماعة ، وإنما يُرخّص لمن كانت نفسه تتوق إلى الطعام ، كأن يكون جائعا ويوضع الطعام ، لا أنه يتعمّد وضع الطعام عند الإقامة ، ليتخلّف عن صلاة الجماعة .

والطعام الذي يُرخّص لصاحبه في التخلّف عن صلاة الجماعة ، ما كانت تتوق النفس إليه وينشغل الذهن به ، ويكون مَقدورا على تناوله .

وفي حديث أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قُدِّم العشاء فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ، ولا تعجلوا عن عشائكم . رواه البخاري ومسلم .
ففي حديث أنس هذا ما يُفيد ذلك ، فقد جاء فيها أن المقصود بالصلاة : صلاة المغرب ، وجاء في بعض روايات الحديث : إذا وُضع العَشاء وأحدكم صائم ، فابدؤا به قبل أن تُصلّوا .
قال ابن الملقِّن : ينبغي أن يدور الحُـكم مع العلّة وجودا وعدماً ، فحيث أمِـنّـا التشويش قُدِّمت الصلاة . اهـ .
ويدلّ على ما ذهب إليه ابن الملقن ما رواه البخاري ومسلم عن عمرو بن أمية أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده ، فدُعي إلى الصلاة فألقاها والسكين التي كان يحتـزّ بها ، ثم قام فصلى ولم يتوضأ .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قام إلى الصلاة وترك الطعام .

وفي حديث أنس هذا التنصيص على أن المقصود بالصلاة هي صلاة المغرب ، ويُفهم منه أن المقصود بالعشاء إفطار الصائم .

وحديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا وُضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه . وكان ابن عمر يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيها حتى يفرغ ، وإنه ليسمع قراءة الإمام . رواه البخاري ومسلم

لماذا يُقدَّم الطعام هنا على الصلاة ؟

لأجل أن يُصلي وهو حاضر القلب .
قال الإمام البخاري :
باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة ، وكان ابن عمر يبدأ بالعشاء ، وقال أبو الدرداء : مِنْ فقه المرء إقباله على حاجته حتى يُقبل على صلاته وقلبه فارغ .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد