[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا فاتتني الصلاة هل يجب أن أقيم للصلاة وماذا لو تركتها متعمد وكبرت للصلاة وكذلك لو أتت جماعة ثانية وصلوا بدون إقامة فما حكم صلاتهم وهم متعمدين ؟
وهل إذا فاتتني صلاتين أو أكثر وكبرت بدون إقامة للصلوات هل تصح ؟
وجزاكم الله خير الجزاء




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

تصِحّ الصلاة مِن غير إقامة قبلها ، ولو تُرِكَت الإقامة عمدا .

وكَرِه العلماء تَرْك الأذان والإقامة معا .

قال الخرقي : وَمَنْ صَلَّى بِلا أَذَانٍ وَلا إقَامَةٍ ، كَرِهْنَا لَهُ ذَلِكَ ، وَلا يُعِيدُ .
قال ابن قدامة : يُكْرَهُ تَرْكُ الأَذَانِ لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ صَلَوَاتُهُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ ، وَالأَئِمَّةُ بَعْدَهُ ، وَأَمَرَ بِهِ ... وَإِنْ صَلَّى مُصَلٍّ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إقَامَةٍ ، فَالصَّلاةُ صَحِيحَةٌ ... لِمَا رُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ ، أَنَّهُمَا قَالا : دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَصَلَّى بِنَا ، بِلا أَذَانٍ وَلا إقَامَةٍ . رَوَاهُ الأَثْرَمُ . وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا خَالَفَ فِي ذَلِكَ إلاَّ عَطَاءً ، قَالَ : وَمَنْ نَسِيَ الإِقَامَةَ يُعِيدُ . وَالأَوْزَاعِيُّ قَالَ مَرَّةً : يُعِيدُ مَا دَامَ فِي الْوَقْتِ ، فَإِنْ مَضَى الْوَقْتُ فَلا إعَادَةَ عَلَيْهِ .
وَهَذَا شُذُوذٌ ، وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ؛ لِمَا ذَكَرْنَا ، وَلأَنَّ الإِقَامَةَ أَحَدُ الأَذَانَيْنِ ، فَلَمْ تَفْسُدْ الصَّلاةُ بِتَرْكِهَا ، كَالآخَرِ . اهـ .

وقال النووي : في مذاهب العلماء في الأذان والإقامة : مذهبنا المشهور أنهما سُنة لكل الصلوات في الحضر والسفر ، للجماعة والمنفرد ، لا يَجِبَان بِحَال ، فإن تَرَكهما صَحّت صلاة المنفرد والجماعة ، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وإسحاق بن راهويه ، ونقله السرخسي عن جمهور العلماء . اهـ .

وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
هل الإقامة للصلاة المفروضة واجبة أو سنة ، وما حكمها لصلاة السنة ؟
فأجابوا : الإقامة للصلوات الخمس المفروضة فَرْض كِفاية كالأذان ، ولا إقامة لغيرها مِن الصلوات . اهـ .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد