العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما معنى (والشوق إلى لقائك) ، وهل هو من تمنّي الموت ؟
قديم بتاريخ : 07-04-2021 الساعة : 06:02 PM

هل شوْق المسلم لِرَبّه ، تعني تمني هذا المسلم الموت لنفسه ؟ أم ماذا تعني ؟

لأنني أخاف من هذه الدعوة كثيرًا ؟



الجواب :

لا يَعني ذلك تَمنِّي الموت ، بل المسلم يَرجو لِقاء الله ، ويَشتاق إليه .
وهذا المعنى تكرر في الكتاب والسُّنَّة .

قال تعالى : (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .

وقال عَزّ وجَلّ : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) .

وقال تبارك وتعالى : (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
وعكسهم الكفار الذين قال فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .

وقال عنهم : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) .

فالمسلم يَرجو لقاء الله ويشتاق لرؤية ربِّه ، ورؤية نبيِّه صلى الله عليه وسلم ..
والكافر لا يَرجو ذلك .

وكان مِن دُعائه عليه الصلاة والسلام أن يسألَ الله الشّوقَ إلى لقائه ، مع أنه عليه الصلاة والسلام نَهى عن تمنِّي الموت .
فالشّوق إلى لقاء الله ليس هو تمنِّي الموت .

عن قيس بن عباد قال : صَلّى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخَفّها ، فكأنهم أنْكَرُوها ، فقال : ألَمْ أُتِمّ الركوع والسجود ؟
قالوا : بلى .
قال : أمَا إني دَعَوتُ فيها بِدُعَاءٍ كان النبي صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِه :
اللهم بِعِلْمِك الغيب ، وقُدْرَتِك على الْخَلْق ، أحْينِي ما عَلِمْتَ الحياة خيرًا لي ، وتَوفّني إذا عَلِمْتَ الوفاة خيرًا لي ، وأسألك خَشْيَتك في الغيب والشهادة ، وكلمة الإخلاص في الرِّضَا والغَضَب ، وأسألك نَعِيمًا لا يَنْفَد ، وقُرّة عَين لا تَنْقَطِع ، وأسألك الرِّضاء بالقضاء ، وبَرْد العيش بعد الموت ، ولَذّة الـنَّظَر إلى وَجْهِك ، والشَّوق إلى لِقائك ، وأعوذ بِك مِن ضَرّاء مُضِرّة ، وفِتْنَةٍ مُضِلّة ، اللهم زَيِّـنّا بِزِينَةِ الإيمان ، واجعلنا هُداة مُهْتَدِين . رواه الإمام أحمد والنسائي . وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال ابن القيم رحمه الله :
فَجَمَعَ في هذا الدُّعَاء العَظِيم القَدْر بين أطْيب شيء في الدنيا ، وهو الشَّوق إلى لِقائه سبحانه ، وأطْيب شيء في الآخرة وهو الـنَّظر إلى وَجْهِه سبحانه .
ولما كان كمال ذلك وتمامه موقوفا على عدم ما يَضُرّ في الدنيا ، ويَفْتِن في الدِّين قال : " في غير ضَرّاء مُضِرّة ، ولا فِتْنَة مُضِلّة " ولما كان كمال العبد في أن يكون عَالِمًا بالحق ، مُتّبِعًا له ، مُعَلِّمًا لِغَيره ، مُرْشِدًا له ، قال : " واجْعلنا هُداة مُهْتَدِين "
ولما كان الرِّضا النافع الْمُحَصِّل للمقصود هو الرِّضا بعد وقوع القضاء لا قَبْلَه ، فإن ذلك عزم على الرضا ، فإذا وقع القضاء انْفَسَخ ذلك العزم ، سأل الرِّضا بَعْدَه ، فإن المقدور يَكْتَنِفه أمْرَان : الاستخارة قَبل وُقُوعِه ، والرِّضا بَعد وُقُوعِه ؛ فَمِن سَعادة العَبْد أن يَجْمَع بينهما . اهـ .
وقال أيضا : فالشَّوق يَحْمِل المشتاق على الْجِدّ في السير إلى مَحْبَوبِه ، ويُقَرِّب عليه الطريق ، ويَطْوِي له البعيد ، ويُهَوّن عليه الآلام والْمَشَاقّ ، وهو مِن أعظم نِعْمَة أنْعَم الله بها على عَبْدِه . اهـ .

وقال ابن رجب رحمه الله : وأما الرُّوح فهي لطيفة ، وهي روحانية من جنس الملائكة ، فَقُوتُها ولَذّتها وفَرَحُها وسُرُورُها في معرفة خَالِقِها وبَارِئها وفَاطِرِها ، وفي ما يُقَرِّب منه مِن طاعته في ذِكْرِه ومَحَبّته والأُنْسِ به والشّوق إلى لقائه .
فهذا هو عَيش الـنَّفْس وقُوتُها ، فإذا فَقَدَتْ ذلك مَرِضَتْ وهَلَكَتْ أعظم مما يَهْلِك الجسد بِفَقْدِ طعامه وشرابه . اهـ .

قال ذو النون : ما طَابَتِ الدنيا إلا بِذِكْرِه ، ولا طَابَتِ الآخرة إلا بِعَفْوِه ، ولا طَابَتِ الجنة إلا بِرؤيته .
وقال بلال حين حضرته الوفاة : غدا نَلْقَى الأحبة = محمدًا وحِزْبَه

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : أُحِبّ الموت اشتياقا إلى ربي .

وكانت بعض الصالحات تقول : أليس عَجَبًا أن أكون حَيّة بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل شُعل النار التي لا تطفأ ؟
[ ذَكَره ابن رجب ]

وهذا لا يَدخل في تمنِّي الموت الْمَنْهِيّ عنه .

قال ابن رجب : وإنما قال : " مِن غير ضَرّاء مُضِرّة ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَة " لأن الشوق إلى لقاء الله يَسْتَلْزِم محبة الموت ، والموت يَقَع تَمَنّيه كثيرًا من أهل الدنيا بِوقوع الضَّرّاء الْمُضِرّة في الدنيا ، وإن كان منهيا عنه في الشرع .
ويَقَع من أهل الدِّين تَمَنِّيه لِخَشْيَة الوقوع في الفِتن الْمُضِلّة .
فسأل تَمَنِّي الموت خاليا من هذين الحالين ، وأن يكون ناشئا عن مَحْض مَحَبَّةِ الله والشوق إلى لقائه . اهـ .

فقول ابن رجب رحمه الله : " ويَقَع من أهل الدِّين تَمَنِّيه لِخَشْيَة الوقوع في الفِتن الْمُضِلّة " يَعني تمنِّي الموت ، فإنه قد يَقع مِن أهل الدِّين خشية الوقوع في الفِتَن .

ولذلك جاء في أخبار آخر الزمان عنه عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لا تَذْهَب الدنيا حتى يَمُرّ الرَّجُل على القبر فَيَتَمَرّغ عليه ، ويقول : يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر ، وليس بِه الدِّين إلاّ البَلاء . رواه البخاري ومسلم .
ففي قوله عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لا تَذْهَب الدنيا حتى يَمُرّ الرَّجُل على القبر فَيَتَمَرّغ عليه ، ويقول : يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر ، وليس بِه الدِّين إلاّ البَلاء .
قال ابن عبد البر : قد ظن بعض الناس أن هذا الحديث معارض لنهيه عن تمني الموت لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يتمنين أحدكم الموت لِضُرّ نَزَل به .
ولقول خباب بن الأرَتّ : لولا أن رسول الله نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به .
قال: وفي الحديث إباحة تمني الموت . وليس كما ظن ، وإنما هذا خبر أن ذلك سيكون لِشِدّة ما يَنْزِل بالناس مِن فساد الحال في الدِّين وضعفه ، وخوف ذهابه ، لا لِضُرّ يَنْزِل بالمؤمن يَحطّ خطاياه . اهـ .

وقال ابن حجر : ويمكن أخذ الْحُكم مِن الإشارة في قوله : " وليس به الدِّين ، إنما هو البلاء " ، فإنه سِيق مَسَاق الذمّ والإنكار . اهـ .

وقوله رحمه الله : " فسأل تَمَنِّي الموت خاليا من هذين الحالين ، وأن يكون ناشئا عن مَحْض مَحَبَّةِ الله والشوق إلى لقائه " أي أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربّه الشوق إلى لقائه مِن غير أن يكون الدافع على ذلك هو فِتَن الدُّنيا ولا فِتَن الدِّين .
فيكون الشوق صادِقًا ، وليس لِمجرّد التخلّص من هذه الدنيا وتَعبها ونَصَبها .

وهنا:
هل يجوز أن أقول (اللهم إن كنت يوما سأضطر للإخلال بحجابي فتوفني قبل ذلك اليوم) ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=79724

ما حُكم تَمنّي الموت ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%E3%E6%CA

الدعاء بــ(اللهم أحييني ما كانت الحياة خيراً لي) هل هو خاص للمتمني للموت ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%DB%D6%C8

قول: الله ياخذ الروح قبل المكروه
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%E3%E6%CA

ما حكم في هذه الأبيات (وِدّي أموت اليوم وأعيش باكِر) ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%E3%E6%CA

هل يجوز تمني الموت في زمن معين بذاته؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%E3%E6%CA

أشعر بتعاسة فهل يجوز أن أدعوَ على نفسي بالموت ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%E3%E6%CA

هل آثم عندما أقول أني كرهت نفسي ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C7%E1%E3%E6%CA

والله تعالى أعلم

المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم




إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة هذا الموضوع عن الموت؟ ناصرة السنة قسـم الجـنـائـز 0 20-12-2012 01:37 AM
ماحكم قول صباح الموت بعيونك وصبحك يالعيون الموت؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 06-12-2012 02:37 PM
ما صحة قصة فتاة ترى ملك الموت؟ *المتفائله* قسـم الأنترنـت 0 27-02-2010 11:28 PM
ما صحّة تمنّي موسى عليه السلام أن يكون من أمّة محمد ؟ عبق قسـم السنـة النبويـة 0 16-02-2010 01:41 PM
قصة فى كتاب (من عاش بعد الموت ) ناصرة السنة إرشـاد القـصــص 0 16-02-2010 01:32 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى