نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما هي علامات بغض الله للعبد ؟
قديم بتاريخ : 05-02-2016 الساعة : 11:09 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير شيخي الكريم
كيف يعرف الإنسان أن الله يبغضه ؟ وما هي علامات بغض الله للعبد ؟
بارك الله فيكم

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

نعوذ بالله من غضبه وأسباب سَخطه .

يُعرَف ذلك بِعلامات ، منها :
* أن يَجد الإنسان بُغضا له في قلوب الْخَلْق ، فإن الله إذا أبغض عبدا بغّضه إلى الْخَلْق ، فأبغضوه ونَفَرُوا منه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أحبّ عبدا دَعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه ، قال : فيُحبّه جبريل ، ثم يُنادي في السماء فيقول : إن الله يُحبّ فلانا فأحِبّوه ، فيُحبّه أهل السماء ، قال ثم يُوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دَعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه ، قال فيُبغِضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يُبغِض فلانا فأبْغِضُوه ، قال : فيُبْغِضُونه ، ثم تُوضَع له البغضاء في الأرض . رواه البخاري ومسلم .

* أن تُسهّل له المعاصي ، ويُيسّر له طريقها ، ولا يُمنع منها .
ففي الحديث : مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ؟ قَالَ : أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) . الآيَةَ . رواه البخاري ومسلم .

قال الحسن البصري في أهْل الْمَعَاصِي : هَانُوا عليه فَعَصَوه ، ولو عَزُّوا عليه لَعَصَمَهم .

* أن يُشغِل الإنسان نفسه بِما يُباعِده عن الله ، ثم يُصْرَف عن الخير جزاء وِفاقا .
وكثير مِن الناس يُشغل نفسه بالناس ، وبالقِيل والقال ، ولسانه يَفْرِي في أعراض عِباد الله ، ويَستثقِل ذِكر الله أثقل ما يكون !
ومِن الناس مَن يُشغل نفسه بقراءة كل شيء غير نافع ، كالصُّحُف والمجلاّت ، ويُتابِع مواقع التواصل ، وأخبار العالَم ، ويستثقِل أن يَقتَطِع مِن وَقته رُبع ساعة لقراءة جزء مِن القرآن .

*ومِن أعظَم ما يُقرِّب إلى الله وتُنال به : حُبّ ما يُحبّه الله .
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : لو طَهُرت قلوبكم مَا شَبِعت مِن كلام الله عز وجل .
وقال الحسن : اعلم أنك لن تُحبّ الله حتى تحب طاعته .
وقال سَهل التستريّ : علامةُ حُبِّ اللَّهِ ، حُبُّ القرآنِ .
وقال أبو سعيدٍ الخراز : مَن أحبَّ اللَّهَ أحبَّ كلامَ اللهِ ، ولم يشبَع من تلاوته .
وسئل ذو النون : متى أُحِبّ ربي ؟
فقال : إذا كان ما يُبغِضه عندك أمَرّ مِن الصَّبِر .
قال ابن رجب : ثمَّ بعدَ ذلكَ الاجتهادُ في نوافلِ الطاعاتِ ، وتركُ دقائقِ المكروهاتِ والْمُشْتَبِهاتِ ، ومن أعظم ما تحصُل به مَحبةُ اللَّهِ من النوافلِ تلاوةُ القرآنِ وخصوصًا مع التدبرِ .
قال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه : لا يسألُ أحدُكم عن نفسِهِ إلاّ القرآنَ ، فمنْ أحبَّ القرآنَ فهو يحبُّ اللَّهُ ورسولَه .
ولهذا قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمنْ قالَ : إني أحبُّ سورةَ " قلْ هو اللَّهُ أحدٌ " لأنَّها صفةُ الرحمنِ فقالَ : " أخْبِرُوه أنَّ اللَّهَ يُحِبُّه " . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : كُلّ مَن أبغض شيئا مِن الكتاب والسنة ، ففيه من عداوة النبيّ بِحَسب ذلك ، وكذلك مَن أحب ذلك ، ففيه مِن الولاية بِحَسب ذلك . اهـ .

وقد ذمّ الله الغفلة والغافلين .
وقد أمَر الله تبارك وتعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم بالذِّكْر في أطراف النهار ، ونَهَاه أن يَكون مِن الغافلين ، فقال عزَّ وجَلّ : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) .

*أن يُعرِض الإنسان عن تعلُّم دِين الله وأحكامه .
وبعض الناس يَعرِف أخبار العالَم ، ودقائق الأمور ، ولا يَعرِف أكثر أحكام دِينه .
ولا شكّ أن الموفّق مَن وفّقه الله للتفقّه في الدِّين ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ . رواه البخاري ومسلم .

قال الباجي : وقوله صلى الله عليه وسلم : " مَن يُرد الله به خيرا يُفقّهه في الدِّين " يُريد - والله أعلم - أن الفِقه في الدِّين يَقتضي إرادة الله سبحانه وتعالى الخير لعبيده ، وأن مَن أراد الله به الخير فَقّهه في دِينه ، والخير - والله أعلم - دُخول الجنة والسلامة من النار ، قال الله عز وجل : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَن يُرد الله به خيرا يُفَقِّهه في الدِّين " ولازِم ذلك أن مَن لم يُفَقّهه الله في الدِّين لم يُرد به خيرا ؛ فيكون التفَقّه في الدين فَرْضا .
والتفَقّه في الدِّين : معرفة الأحكام الشرعية بأدِلّتها السّمعية .
فمن لم يَعرف ذلك لم يكن مُتَفَقِّها في الدِّين ، لكن مِن الناس مَن قد يَعجز عن مَعرفة الأدلة التفصيلية في جميع أموره ، فيَسْقُط عنه ما يَعجز عن مَعرفته لا كُلّ ما يَعجز عنه مِن التفقّه ، ويَلْزَمه ما يَقْدِر عليه .

وقال أيضا : وكُلّ مَن أراد الله به خيرا لا بُدّ أن يُفقّهه في الدِّين ؛ فمن لم يُفقّهه في الدِّين لم يُرد الله به خيرا .
والدِّين : ما بَعَث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وهو ما يَجب على المرء التصديق به والعمل به . وعلى كل أحَد أن يُصدِّق محمدا صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به ، ويُطيعه فيما أمر تصديقا عاما ، وطاعة عامة ، ثم إذا ثَبَت عنه خَبَر كان عليه أن يُصَدِّق به مُفَصّلا ، وإذا كان مأمورا مِن جِهة بأمْر مُعَيِّن كان عليه أن يُطيعه طاعة مُفَصّلة . اهـ .

وقال ابن القيم في قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ " :
وهذا يَدلّ على أن مَن لم يُفقّهه في دِينه لم يُرِد به خيرا ، كما أن مَن أراد به خيرا فَقّهه في دِينه . اهـ .

وسبق الجواب عن :
ما هي الأعمال التي يحبها الله ، وكيف يعرف العبد أن الله راض عنه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14208

أرشدوني إلى ما يحبب إليّ ربي ، والأمور المعينة على ذلك .
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5008

علامات محبة الله للعبد ...
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1132

ما النوافل التي يحب الله بها عبده ؟وهل قراءة القرآن من النوافل؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5010

هل يمكن أن تكون العبادات استدراج من الله للعبد وهو غاضب عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8547

هل عذاب الاستدراج لا يصيب إلاّ مَن علِم الله منه أنه لا يتوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11944

كيف نُوفّق بين حديث " إن العبد ليُحرم الرزق من ذنب يصيبه " ، وبين التوسيع على العُصاة في الرزق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10428

و ..
خُطبة جُمعة عن .. (محبة الله)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13548

خُطبة جُمعة عن .. (غرس محبة الله في النفوس)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16833

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
للعبد بين يدي الله موقفان طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 1 13-10-2015 06:07 PM
ما هي أعلى يمكن للعبد أن يصلها في العبادات ؟ نبض الدعوة قسـم الفتـاوى العامـة 0 25-12-2012 01:12 AM
هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بأن (كثرة السمنة) بأنها من علامات الساعة ؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 17-09-2012 10:46 PM
هل يمكن أن تكون العبادات استدراج من الله للعبد وهو غاضب عليه ؟ راجية العفو قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 31-03-2010 11:34 PM
علامات محبة الله للعبد ... رولينا قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 13-02-2010 08:47 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى