نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي دورة سعادتي في عبادتي ... (تعريف السعادة )
قديم بتاريخ : 18-11-2012 الساعة : 07:44 AM

الحمد لله الذي بِنعمته تتمّ الصالحات
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أولئك القوم الذين ضَربوا في كل غَنِيمة بِسَهم ..
وأخذوا زِمام الدنيا حتى قادتهم إلى الآخرة ..
فكانوا هم السعداء حقا ..

قال ابن القيم : فإن السعادة بأجمعها في طاعة الرسل والإيمان بما جاءوا به . اهـ .

وأشكر إدارة هذا الصرح المبارك ، ومشرفات روضة السعداء على إتاحة مثل هذه الفُرَص ..

- تعريف السعادة
قال الراغب الأصفاني : السعادة في الأصل ضَرْبَان : سعادة أخروية ، وسعادة دنيوية .
ثم السعادة الدنيوية ثلاثة أضْرُب : سعادة نفسية، وبدنية، وخارجية .

وقال المناوي : السعادة : مُعَاونة الأمور الإلهية للإنسان على نَيْل الخير . اهـ .

وليست السعادة أن لا يُصيب الإنسان ما يَكره ، مِن هَمّ أو حُزن أوغير ذلك ..
وليست السعادة أن لا يمرّ بك نَكَد ..
لأن هذه من لوازم هذه الحياة الدنيوية ..
وقد سُئل حكيم : ما العافية ؟ قال : أن يَمُرّ بِك يَوم بِلا ذَنْب !

السعادة أن يمتلئ قلبك بالإيمان ، فتهون عندك الدنيا ، ولا ترينها إلاّ وسيلة عُبور إلى الدار الآخرة ..
السعادة أن تجد اللذة في فِعل الخيرات ، وفي تَرْك المنكرات ..
السعادة .. تُوجد حيث يُوجَد ذِكْر الله ، من تلاوة كِتابه .. وحَمْده وتسبيحه وتهليله وتكبيره .. وإقامة فرائضه على الوجه الأكمل – ما استطعت إلى ذلك سبيلا-..

وهنا :
دورة سعادتي في عبادتي ... (تزكية النفس في الكتاب والسنة)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10923

دورة سعادتي في عبادتي ... (السعادة مَطْلَب)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10928

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي (1+2+3))
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10924

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 4)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10925

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 5)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10926

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 6)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10927


كتبه فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


وهي بالمرفقات على ملف وورد .


الملفات المرفقة
تحذير : يتوجب عليك فحص الملفات للتأكد من خلوها من الفيروسات والمنتدى غير مسؤول عن أي ضرر ينتج عن إستخدام هذا المرفق .

تحميل الملف
إسم الملف : سعادتي في عبادتي .. تعريف السعادة.doc
نوع الملف: doc
حجم الملف : 157.0 كيلوبايت
المشاهدات : 6


نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نسمات الفجر المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-11-2012 الساعة : 07:48 AM

جزاك الله خيرا عنا يا فضيلة الشيخ ولدي استفسار
في بعض الأحيان أشعر بسعادة ليس لها سبب أعني هل يجب أن يكون للسعادة سبب أو أن هذه اللحظات كرما من عند الله لي والحمد لله لأن ينقلب حالي في لحظة من صمت وحزن إلى سعادة مفاجئة ! ووفقك الله إلى الخير والصلاح
وجزاك الله خيرا .. وكل من تفضل بالحضور ..

الجواب :
قد لا يكون للسعادة النفسية سبب ، وقد يُصاب الإنسان بِهَمّ يُنسيه هَمّـه ، كما قال تعالى : (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ ) ..
وقد يجد الإنسان من نفسه راحة وسعادة وطمأنينة ، إما نتيجة عمل صالح أو كلمة يسمعها ونحو ذلك مما يُغيِّر الله به الحال والأحوال ..

==================
جزاكم الله عنا خيرا شيخنا الفاضل
هل دائما ما يصاب به الإنسان من هم و حزن ، يكون مبعثه الذنوب ؟ أم أن الهم بسبب الذنوب لا يصاب به إلا المؤمن الذي يخاف الذنب ؟
متى يستشعر الإنسان حلاوة الإيمان ؟ و متى ينسيه هذا همومه الدنيوية ؟ و كيف السبيل إلى ذلك؟


الجواب :
وجزاك الله خيرا

قد تكون الذنوب هي سبب الهمّ والحزن ، ومع ذلك فهو مأجور على صبره ، ومُكفّر عنه من سيئاته .
وذلك أنه ما وقع بلاء إلاّ بِذنب ..
وسبقت الإشارة إلى هذا المعنى في مقال بعنوان :
هذا بذنبي
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/76.htm

وأما استشعار حلاوة الإيمان فيكون بالتسليم لله في مواضع القَدَر .

قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ . رواه أبو داود .

ويكون استشعار حلاوة الإيمان بتقديم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل محبة ، وتقديم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل طاعة ، وتقديم رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على رضا كل أحد .
ويكون أيضا بالحبّ في الله والبغض فيه .
ويكون أيضا بمعرفة نِعمة الله على ذلك الإنسان إذ أنعم عليه بأعظم نِعمة ، وهي نعمة الهداية والإنقاذ من الكُفر .
وفي الصحيحين من حديث أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ .

قال ابن رجب رحمه الله : فهذه الثلاث خصال من أعلى خصال الإيمان ، فمن كملها فقد وَجَد حلاوة الإيمان وطَعِم طعمه ، فالإيمان له حلاوة وطعم يُذاق بالقلوب كما يُذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم ، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام و الشراب غذاء الأبدان وقوتها ، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلاَّ عند صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك . اهـ .
وسئل وهيب بن الورد : هل يجد طعم الإيمان مَن يَعصي الله ؟ قال : لا ، ولا مَن هَمّ بالمعصية .

وينسى الإنسان مرارة الألم وقوّة الهمّ إذا كانت حلاوة الإيمان أكبر من ذلك كله ، كما قال بلال رضي الله عنه : مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان .

والله تعالى أعلم .

==================
السلام عليكم
شيخنا الفاضل أحيانا الإنسان تأتيه سعادة غامرة ثم ما تلبث أن تزول أو يأتي يوم سعيدة وآخر جدا متضايقة فما سبب ذلك؟


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يُقال : دَوام الْحَال مِن الْمُحَال .
وللنفوس إقبال وإدبار ، كما قال عمر رضي الله عنه .
أحيانا يجد الإنسان من نفسه هِمّة ونشاطا ، وأخرى يجد عكس ذلك ، إذ يجد فتورا وكسلا !
وهذا من طبيعة هذه النفس البشرية .. ومن طبيعة هذه الحياة التي لا يدوم على حال لها شأن .
والمؤمن بين هذين الشعورين لا يُخرجه الفرح إلى حدّ البَطَر ، ولا يُخرجه الحزن والضيق إلى حد اليأس والقنوط ..

والله تعالى أعلم .

==================
جزاكم الله كل خير يا شيخنا الفاضل
أصبت بانتكاسة في تأدية صلواتي ومتابعتي لقسم روضه السعداء بسبب علة مرض بالقلب أقض مضجعي وأصابني بحزن شديد وإحباط وأؤدي الفروض نعم ولكن بفوضوية لا أحبها وفقدت سعادتي ، إنني مكتئبة وحزينة يا شيخي


الجواب :
السعادة وراحة النفس وطمأنينة القلب لا تكون إلاّ بِطاعة الله .
قال تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .

وكل ضيق وضنك إنما يكون بسبب الإعراض عن طاعة الله ، كما قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) وهذا في الدنيا وفي القبور ، كما في تفسير الآية .

وقد يَبْتَلِي الله عبدَه أو أمَتَه بالبلاء ليتقرّب إليه عبده وتتقرّب إليه أمَتَه ، إلاّ أن من الناس من إذا ابتُلِي أعرض عن الله ، وربما ترك بعضهم الصلاة في حال مرضه ، فيجتمع عليه البلاء وذهاب الأجر ، وهذه مُصيبة مُضاعفة ، ولذا لَمَّا حضر ابنُ السمَّاك جنازة فعزَّى أهلها ، قال : عليكم بتقوى الله والصبر ، فإن المصيبةَ واحدةٌ إن صبر لها أهلُها ، وهي اثنتان إن جزعوا ؛ ولعمري للمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالميت ، ثم قال : لو كان مَنْ جَزِعَ على مَيِّتِهِ رُدَّ إليه لكان الصابرُ أعظم أجراً وأجزل ثواباً .

ومِن كَرَم الله تعالى أن بابه مفتوح ، فمن تاب إليه فَرِح الرّب تبارك وتعالى بِتوبته .

عودي إلى سالف عهدك ، واستمسكي بشعائر دينك ، وحافظي على صلواتك فرضا و نفلا .

قال ابن القيم :
وأنت تشاهد كثيرا من الناس إذا أصابه نوع من البلاء يقول : يا ربي ما كان ذنبي حتى فعلت بي هذا ؟!
ثم قرر ابن القيم أن " هذا امتحان منه ليرى صدقك وصبرك هل أنت صادق في مجيئك إليه وإقبالك عليه فتصبر على بلائه فتكون لك العاقبة أم أنت كاذب فترجع على عقبك " .

والله تعالى أعلم .

==================
جزاك الله خيرا عنا يا فضيلة الشيخ وهناك لدي استفسار
في بعض الأحيان أشعر بسعادة ليس لها سبب أعني هل يجب أن يكون للسعادة سبب أو أن هذه اللحظات كرما من عند الله لي والحمد لله لأن ينقلب حالي في لحظة من صمت وحزن إلى سعادة مفاجئة !
ووفقك الله إلى الخير والصلاح


الجواب :
وجزاك الله خيرا
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر

هذا كما قلت سابقا : قد يكون له سبب نفسي ، وقد يكون سببه راجعا إلى طبيعة النفس ، وما يكون فيها من إقبال وإدبار ، ونشاط وكسل ..

ولا شك أن للطاعة تأثيرا في السعادة ..

والله تعالى أعلم .

==================
شيخنا أحس أنو بهذه الدنيا لا توجد سعادة أنا محبطة جدا ومكتئبة وحزينة يمكن ما أذكر آخر مرة كنت سعيدة فيها

الجواب :
بل السعادة موجودة ، ولو مشى الإنسان على الشوك !
ومن أعجب ما رأيت سعادة العلماء والصالحين ..
لقد عاش شيخ الإسلام ابن تيمية حياة أشبه ما تكون بِشَظف العيش مع التضييق عليه حتى سُجِن، ومع ذلك كان يقول وهو في سجنه : لو بذلتُ ملء هذه القلعة ذهبا ما عَدَل عندي شُكر هده النعمة ، أو قال : ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير !

وكان يقول : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رُحت فهي معي لا تفارقني ، إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة !

ويُـزجّ بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في السجن فما يزيد على أنْ ينظر إلى سور القلعة التي سُجن فيها ، وقال : فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب .
فلله درّه من إمام يرى في السجن خلوة بِـربِّـه ، وفي القتل شهادة، وفي النفي سياحة

ويقول عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله : وعَلِم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قطّ ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرًا ، وأقواهم قلبا، وأسرهم نَفْسًا ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ؛ وكُـنّا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلاَّ أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله !

والله تعالى أعلم .

==================
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ما هو مؤكد لدي أن العبادة هي السبب الرئيسي لراحة الصدر والبال ، وتكاسلي عن أداء السنن والقيام يجعلني أشعر بصراع نفسي مرير فكيف أحفز همتي للإكثار من العبادة ؟


الجواب :
وجزاك الله خيرا

هذا الشعور هو بداية التصحيح ، فمتى ما أحسّ الإنسان بالتقصير دَفَعه ذلك إلى الاجتهاد ، بِخلاف ما إذا رأى أنه مُجتَهِد فإن ذلك سيدفعه إلى التكاسل ..

وتذكّري فضل النوافل لئلا تتكاسلي عن أدائها ..
وكنت أشرت إلى شيء من فضل نوافل الصلاة هنا :
لماذا أُصلي النوافل بقية يومي إذا فاتني قَصْر في الجنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4890

وتأمّلي في تهافت أهل الدين على دنياهم وكيف يتسابقون في المساهمات التي ربما تخسر .. وهم مع ذلك – ربما – من أزهد الناس في الباقيات الصالحات !

ليكن عندك مثل هـمّ أهل الدنيا مع دُنياهم ، مع الفارق .. لأن الآخرة لا تُقارَن بالدنيا ، ولأن الآخرة خير وأبقى ..

تذكّري أن رفعة المنازل في الآخرة إنما تكون بالأعمال الصالحة ..
قال تعالى : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وقال عزّ وَجَلّ : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

قال القرطبي في تفسيره : ومعنى (أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي : ورثتم منازلها بعملكم ، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله .

وقال ابن كثير : أي: بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة ، وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم .
وقال رحمه الله : أي: أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم ، فإنه لا يدخل أحدًا عمله الجنة ، ولكن بفضل من الله ورحمته . اهـ .

ألا تريدين مرفقة سيد المرسلين في الجنة ؟
إذا فاعملي على رفعة منْزِلتك في الجنة ، وذلك بالأعمال الصالحة ، وأخصّها كثرة السجود ، كما تقدّم في " تزكية النفس في الكتاب والسنة " , وهو هنا :
تزكية النفس في الكتاب والسنة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10923

والله تعالى أعلم .

==================
بارك الله فيك شيخنا وأعزك
قرأت لابن القيم الجوزية: " الإيمان بالله ورسله يبعث الطمأنينة في القلب والطمأنينة تمثل الوقاية الحقيقية من معظم الأمراض النفسية " فهل الطمأنينة مصدر للسعادة ؟ وكيف يكون ذلك ونحن والحمد لله نؤمن بالله ومع ذلك أحيانا لا نشعر بالاطمئنان وينتابنا شعور رهيب من القلق؟


الجواب :
وبارك الله فيك .

جَعَل " الْهَرَوي " مَنْزِلة الطمأنينة مِن منازِل ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .
وفَرّق بين الطمأنينة والسكينة .
وأوضح أن الطمأنينة مُوجِب السَّكِينة .
وقد أطال ابن القيم رحمه الله في شرح هذه الْمَنْزِلة .

وجَعَل الهروي الطمأنينة على ثلاث درجات :
الأولى : طمأنينة القلب بِذِكْر الله .
الثانية : طمأنينة الروح .
الثالثة : طمأنينة إلى لُطف الله .

ونهاية الطمأنينة أن تكون الروح مُطمئنة إلى أن يَلقى صاحبها ربّه ومولاه ، كما قال تعالى : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي)

وفي الحديث : فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب رِيبة . رواه الإمام أحمد والترمذي .

فالنفس تطمئن إلى الصدق وتَنْعَم به ، بِخلاف الكذب .

ولذلك تطمئن نفوس المؤمنين إلى ما أخبر الله به وإلى ما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .

==================
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
لم أجد يوما طعما للسعادة إلا عندما اتجهت لعبادة ربي وزهدي بالدنيا وما فيها , ولكني في بعض الأحيان أنطوي على نفسي وأبعد عن كل ما حواليَّ وأتمنى لو كنت في عالم ثاني غير عالمي , علما بأني ربيت جيل يفتخر به من جميع النواحي . حبذا لو أجد الجواب لسؤالي .


الجواب :
وبارك الله فيك .

كنت قلت سابقا : أن النفس لها إقبال وإدبار ، ربما نال الإنسان سَعادة ، وسُرور قَلْب ، وفَرَح نَفْس ، وربما وَجَد فتورا ، ورغبة في الانزواء ولو حِينا ..
وهذا أيضا راجع إلى طبيعة هذه الدنيا التي لا تصفو مشاربها ، ولا يدوم على حالٍ لها شأن ..
فالإنسان خُلِق في كبَد ، كما قال الله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) .

وأشرف الْخَلْق صلى الله عليه وسلم لم تصفُ له الحياة ، فعايش عليه الصلاة والسلام الفقر والجوع ، وقاسى الألم والْحُزن ، وكذلك كان الأنبياء من قبله ؛ مِنهم من مسّه الضرّ .. إلاّ أن الْحُكم للغالب ، فإذا كانت السعادة في غالب الأحيان أو في أكثر حياة الإنسان ، فهو سعيد ؛ إذ ليس من شرط السعادة أن لا يُبتلى الإنسان وأن لا يحزن .. بل هذا لعله مِن مُتمِّمات السعادة !
كيف ؟
لا تُعرف قيمة الشيء إلاّ بِفَقْدَه ..
فالذي يذوق الْمُرّ يعرف حقيقة طعم العسل !
والمريض يعرف قَدْر العافية ..
والحزن يُعرِّف قَدْر السعادة التي نعيشها ..

والله تعالى أعلم .

==================
جزيتم الجنة شيخنا الفاضل
في بعض الأحيان أحس أني إذا قمت بصلاة النافلة أحس بضيقه! وإذا تركتها أحس أن الضيقة تخف! ما السبب لا أعلم؟ هل إبليس يغويني لترك العبادة ؟


الجواب :
عليك بِمجاهدة نفسك حتى تتذوقي طعم السعادة ، بل وطعم الإيمان ..
فإن حلاوة العبادة ولذّة الطاعة لا تُوجَد إلاّ مع مُجَاهَدة الـنَّفْس ..

والشيطان يأتي إلى الإنسان ويُحاول بِكل ما أُوتي من قوّة أن يُكدِّر عليه صفو حياته ..
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان قَعَد لابن آدم بأطرُقه ، يعني بِجميع الطرق !

وأوّل الأمر مُجاهَدة للنفس والهوى والشيطان وآخر المطاف تكون الأعمال الصالحة بِمَنْزِلة الماء للسَّمَك !
حتى إن الإنسان إذا فَقَدها أو فقد جزءا منها أحسّ وكأنه قد أضاع شيئا ..

ولذلك لَمَّا كانت الصلاة قُرّة عين النبي صلى الله عليه وسلم وراحة نفسه وطمأنينة قلبه عليه الصلاة والسلام ، أثّر ذلك على نَفْسِه حينما انصرف عليه الصلاة والسلام مِن ركعتين في صلاة رُباعية ، فقام كالمغضب !
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلاتَيْ الْعَشِيِّ ، إِمَّا الظُّهْرَ وَإِمَّا الْعَصْرَ ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أَتَى جِذْعًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَاسْتَنَدَ إِلَيْهَا مُغْضَبًا ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ فَهَابَا أَنْ يَتَكَلَّمَا ... الحديث . رواه البخاري ومسلم .

والله تعالى أعلم .

==================
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
فعلا السعادة في التحلل من الذنوب وفي تقوى الله تعالى و العمل بما أمر، لكن نحن نسمع أن الشيطان دائما يحب أن يحزن المؤمنين بالوساوس أو الأفكار السيئة أو بغير دلك ، فكيف يتوافق دلك مع مقولة أن التعاسة تأتي من الذنوب
وجزاكم الله كل خير


الجواب :
وجزاك الله خيرا

أليس الوقوع في الذنوب نتيجة لِطاعة الشيطان ؟
بلى .
فارتكاب الذنوب إنما يكون بتزيين من الشيطان وتهوين منه لِعاقبة الذنب ، حتى إذا وقع في الذنب تبرأ منه ، كما أخبر الله عزّ وَجَلّ .
فالشيطان يُحاول أن يُوقع بني آدم في الذنوب ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وهو يُحاول جاهِدا أن يُحزن الذين آمنوا ، خاصة إذا لم يستطع أن يُوقعهم في الذنب ، أو تابوا واستغفروا بعدما وقعوا في الذنوب .

وقد ذَكَر ابن القيم رحمه الله أن الشيطان يضع لابن آدم سبع عقبات ، فهو يُحاول في بني آدم بأعظم وأخطر الأشياء عليهم ، وهو :
الشِّرك ، ثم البدعة ، ثم الكبائر ، ثم الصغائر ، ثم في الاستغراق في المباحات لتفويت الطاعات ، ثم الاشتغال بالمفضول دون الفاضل ، لينقص الأجر ، ثم إذا لم يستطع سلّط أتباعه وأولياءه على ذلك الإنسان ، وهذا ما يفعله مع الأنبياء والصالحين !

والله تعالى أعلم .

==================
يا شيخ كيف أتوكل وكيف أقوي إيماني ؟

الجواب :
أما التوكّل وتحقيقه فيحتاج إلى كلام طويل ، وخلاصة القول : أن التوكّل على الله هو : الـثِّقَة بِما عند الله ، والإياس مما في أيدي الناس ، كما يقول ابن القيم . ويلزم من ذلك فِعل الأسباب المشروعة .

والتوكّل يكون بِعقد القلب على اليقين بموعود الله ، وبِما عند الله ، والثقة بِما عند الله أكثر من ثِقة الإنسان بِما في يَدِه .
فالتوكّل على الله في جلب النفع ، وفي دفع الضرّ ، وفي رفع البلاء . مع فعل الأسباب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لِصاحب الناقَة : اعقلها وتوكّل . رواه الترمذي .

فالمؤمن يفعل الأسباب لا ثِقة في الأسباب ، وإنما ثِقة في الْمُسَبِّب سبحانه وتعالى .

والله تعالى أعلم .

==================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وأسأل الله العظيم الحليم أن ينفعنا بعلم الشيخ عبد الرحمن السحيم ويجعل له لسان صدق في الأخريين.
يا شيخ: تخيفني هذه الآية كثيرا وأشعر أنها تخاطبني وأني أنا المعنية بها حتى أشعر أنها ستقتلني ؟ الآية في سورة الكهف وهي قوله تعالى (وكان أمره فرطا) نعم فرطا أشعر أن أمري مفروط ولا أستطيع الثبات , يعني مثلا لما أعزم على قيام الليل بجزء من القرآن أو أكثر طول عمري مهما صار من الظروف والعقبات أنجح مرة أو مرتين وأشعر بطعم السعادة وأتلذذ بها وأقول في نفسي لن تستطيع نفسي والشيطان أن يفترى من عزيمتي ثم فجأة وبدون سابق إنذار أترك القيام شهرا أو أكثر
وكذلك الورد من القرآن والنوافل مثل صلا ة الضحى . وأخاف يا شيخ من الغفلة وسوء الخاتمة يا شيخ الطريق إلى الجنة صعب وشاق ولا أدري كيف الثبات؟ وماذا بعني يا شيخنا الفاضل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن في آخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر وحديث آخر لا أحفظه أن الرجل يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا ؟ أشعر أني مشوشة وضائعة ولا يوجد من يعينني على مواصلة الطريق .
أسألك بالله يا شيخ عبد الرحمن أن تدعو لي بالثبات على الحق وأن لا أفتن في ديني وأن لا يحملني مالا طاقة لي به
وادعُ لي بأن يقر الله عيني بصلاح زوجي وأبنائي . وآسفة يا شيخ على الإطالة وجزاك الله جنة الفردوس الأعلى .


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هكذا هي النفس تحتاج مُجاهدة إلى أن تلقى ربها راضية مرضية ، والشيطان يُحاول أن يُفسد على ابن آدم سعادته وحياته ، فيُحاول أن يصدّه عن فعل الخيرات ، فإن لم يستطع أضعفه عنها وعن تحصيل عظيم الأجور .

ولا يزال الإنسان بِخير ما جاهد نفسه ، وعصى هواه وشيطانه ، فإذا ترك ذلك خُذِل ووُكِل إلى نفسه ، فوُكِل إلى عجز وضعف وعورة .

وأما قوله تعالى : (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) فهو مرتبط بما قبله ، وهو قوله عزّ وَجَلّ : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) .
قال ابن كثير رحمه الله : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) أي : شُغِل عن الدِّين وعبادة ربه بالدُّنيا . (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) أي : أعماله وأفعاله سَفَه وتفريط وضياع ، ولا تكن مُطيعًا له ولا مُحِبًّا لطريقته ، ولا تغبطه بما هو فيه . اهـ .

وأما " القابض على دينه كالقابض على الجمر " ، فهو في آخر الزمان لِكثرة الفِتَن وغُربة الدِّين ، وكثرة المغريات .

وأما ما جاء في الإخبار عن أن الرجل يُصبح مؤمنا ، ويُمسي كافرا .. إلخ ، فهذا يُبيّنه أول الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا . رواه مسلم .
وفي هذا الحديث فائدة ، وهي أن كثرة ألأعمال الصالحة من أعظم وسائل الثبات ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيّ . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا ، وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلاَّ أَفْرَاد . اهـ .

وأسأل الله لنا ولك الثبات ، والذرية الصالحة .
وليُعلَم أن الله لا يُحمّل أحدا ما لا طاقة له به ، كما قال تعالى : (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) ، وقد استجاب الله هذا الدعاء لهذه الأمة فقال : قد فعلتُ ، كما في صحيح مسلم .

والله تعالى أعلم .

==================
جزاك الله خيرا
سؤالي : دائماً ما ترتبط ذاكرتي بقوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا . ونحشره يوم القيامة أعمى ) فهل هجر تلاوة القرآن دلالة على الابتعاد عن السعادة الحقيقة التي يسمو لها المؤمن .
وحفظك الله


الجواب :
وحفظك الله ورعاك .

هجر تلاوة القرآن نوع من أنواع هجر القرآن ، كما بيّنه ابن القيم رحمه الله .
وهجر القرآن نوع من الإعراض عن ذِكْر الله .
كما أن هجر القرآن أحد أسباب التعاسة ، فإنه لَمَّا كانت تلاوته من أسباب انشراح الصدر كان هجره من أسباب ضِيق الصدر .

والله تعالى أعلم .

==================
السلام عليكم
بارك الله فيك شيخنا وجزاك الله خير الجزاء على هذا المجهود
لكن كلما أحاول أن أبحث عن هذه السعادة لا أجدها؟


الجواب :
وبارك الله فيك .
وجزاك الله خيرا

كثير من الناس يبحث عن السعادة في غير مظانِّـها ! وهو كالذي يبحث في لُجّة البحر عن تُراب يتيمَّم به ! أو كمن يُريد أن يُبحر في سفينته في الصحراء !
وهذه النفس لها طبيعة ، وخُلِقت ووُجِدت لِهَدف ، فإذا استُعملت هذه النفس في غير ذلك شَقِيَت !
وكل إنسان يَجري في ميادين هذه الدنيا ويُلهِب نفسه بِسِيَاط اللهث وراء الدنيا وملذّاتها المحرّمة بحثا عن السعادة ، فإنما يُجري نفسه في غير مضمارها ، ويسير بها في غير ميدانها !

فعلى من أراد السعادة أن يلزم العبادة ، وأن يبتعد عن مواطن المعصية ، فكلّ معصية عبارة عن إعراض ، ولا يزال الإعراض يتزايد حتى يبلغ مبلغا تضيق فيه النفس وتضطرب ..

والله تعالى أعلم .

==================
دائما أقول في نفسي أن ما يصيبني إلا بسبب ذنوبي وتقصيري . لكن المشكلة لا أعلم أين التقصير! فهي ليست معاصي صريحة كالأغاني والنمص وغيرها ، لكني أثق بواحدة وهي تأخير صلاة الفجر عن وقتها ، ولماذا دائما أنوي أن أحفظ القرآن وأصلي النوافل وغيرها ثم لا أفعل أو أن أبدأ ثم أتكاسل ! أنا أعلم يقيناً أن سعادتي في طاعتي لربي وفي الذكر والعبادة لكني لا أقوم بشيء من ذلك .
وجزاكم الله خير .


الجواب :
وجزاك الله خيرا

وتأخير الصلاة المفروضة عن وقتها سبب للتعاسة .
ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ ؛يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ : عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ،فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ؛ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ . رواه البخاري ومسلم .

كما أن تأخير الصلاة والنوم عنها سبب للعذاب في الآخرة .
ففي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال : أما الذي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ . رواه البخاري .

وطالما أنك تعلمين أن سعادتك في عبادتك ، فاحرصي على تحقيق السعادة بالطاعة ، وجاهدي نفسك على ذلك .

والله تعالى أعلم .

==================
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ
ولكن لماذا يشعر الإنسان بفرحة وفجأة لم تكتمل هذه الفرحة في كل مرة ويحدث الغم والأحزان والضيق في الصدر؟ هل ممكن للحسد أن يكون سبب في ذلك؟


الجواب :
وجزاك الله خيرا

قد يكون تأثير الحسد كما أشرت ، وقد تكون نفس الإنسان لا تحتمل كثيرا ، فيُحزنه كل شيء، ثم إن طبيعة هذه الدنيا كما تقدّم مرارا : الكَدَر ، كما قال أبو الحسن التهامي :
طُبِعت على كَدَر وأنت تريدها = صَفوا من الأقذاء والأكدار

إلا أن الشخص المتفائل – ذكرا كان أو أنثى – يَرى في اشتداد الظلمة ضوء الفجر يُشِعّ ! ويَرى البدر في الليلة الظلماء ..

والله تعالى أعلم .

==================
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
عندي سؤال فضيلة الشيخ لماذا حتى في لحظة فرح أحس بالحزن داخلي ؟ هل هذا نوع من تأنيب الضمير أو ماذا؟


الجواب :
وبارك الله فيك .

كما أسلفت في أكثر من جواب : طبيعة هذه الدنيا لا تصفو لأحد ، حتى أفراحها لا تخلو من تنغيص ، وهذا ليس دائما وليس لكل أحد .

وأما تأنيب الضمير فقد يكون مع الأشر والبَطَر والخروج بالفَرَح عن حدوده الشرعية .
وأما مع ضبط الفرح بضوابط الشرع فلا مجال لتأنيب الضمير .

والله تعالى أعلم .

==================
السلام عليكم.. جزاكم الله كل الخير
عندي مشكلة أو بالأحرى أنا تائهة! وأتمنى من شيخنا الفاضل أن يجيب عن تساؤلي ويريحني.
أنا متزوجة منذ 5 سنوات وأدعو الله أن يرزقني ذرية صالحة; والحمد لله كنت حاملا الشهر الماضي ولم يمر على فرحتي أنا وزوجي 3 أيام حتى مرضت مرضا شديدا ولله الحمد ذهبت إلى المستوصف فعملت عملية حيث أزالوا الجنين و قناة فالوب لأن الحمل كان خارجيا والله الحمد والمنة وعندما أخبرني الطبيب لم أعترض وحمدت الله والحمد لله وقلت الدعاء المشهور! والعائلة كانت كلها فرحة بالخبر فلم أشأ أن أخبرهم لأني كنت راضية بقضاء الله ولم أخبرهم إلا بعد أن خرجت وكان الكل يندهش لمدى تقبلي للأمر لأني كنت دائمة الحمد ولكن كل من عرف من بعد ويعزيني كنت أحكي له ما جرى لي طبعا مع التأكيد أني راضية، وهنا تكمن مشكلتي لأني فيما بعد أصبت بالاكتئاب وكنت أقول أني ضيعت علي الأجر لأني كنت أحكي حكايتي للجميع وأتصنع أني راضية وربما هذا رياء ! وكنت أقول أن هذا ليس امتحانا هذا عقاب من الله لأنك منافقة فأصبحت عصبية وأكره نفسي أعرف أن الشيطان لعنه الله هو من كان يوسوس لي ولكن يبقى سؤالي هو: هل حقا ضيعت علي الأجر رغم أني احتسبت أمري إلى الله
أرجوكم جاوبوني ولا تنسوا الدعاء لي بالذرية الصالحة و الهداية وجزاكم الله كل الخير آمين


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

من صبر واحتسب فإن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملا .
وقد يأتي الشيطان إلى الإنسان يُذكِره بِما كان وبِما جَرى ليُضيع أجره ، فإذا كان الإنسان على يقظة من هذا فوّت على الشيطان ما يصبو إليه .
وأنت في الأصل راضية بِقضاء الله ، ولم يصدر منك سَخط ولا تذمّر فيما يبدو .
فعليك الرضاء بِقدر الله وبِما قضاه .
وأسأل الله لك وللمسلمين الذرية الصالحة .

والله تعالى أعلم .

==================
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
فعلا تسعى الناس جاهدة لحصد الأموال ولو أننا قلنا بالحلال لهان الأمر إلا أنهم يسعون في أسهل الطرق مثل طرق الربا و الحرام ليجمعوا مالا وبالتأكيد سيكون سببا في تعاستهم، فما نبت من سحت فالنار أولى به ؛ و السعادة فعلا صبر ساعة الدنيا بالتقوى و العبادة فنفرح في الآخرة بالجنة
لكن كيف نصبر ومن أين نأتي بالصبر حتى لا نرى الدنيا طويلة المقام


الجواب :
وجزاك الله خيرا

قال عليه الصلاة والسلام : من يَستعفف يُعفه الله ، ومن يَستغن يُغنه الله ، ومن يتصبّر يُصبِّره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

والأمر يحتاج إلى مُجاهدة نفس في ذات الله ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إنما العلم بالتعلّم ، وإنما الحِلم بالتّحلّم . رواه الخطيب البغدادي .

وليتأمل المسلم والمسلمة – على حدٍّ سواء – قصر الدنيا بالنسبة للآخِرة
وماذا عساها تكون هذه الدنيا أمام الآخرة ، وماذا عسى نعيم هذه الدنيا أمام نعيم الآخرة
وماذا عسى بؤسها وشقاؤها يكون أمام شقاء الآخرة .

ويَهون بلاء الدنيا وشِدّتها إذا رأى الإنسان نتيجة صبرِه ، ورأى ما أعدّ الله له ، ففي الحديث : يَوَدّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعْطَى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرِضَتْ في الدنيا بالمقاريض . رواه الترمذي .
وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُؤتَى بأنْعَم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيُصْبَغ في النار صبغة ، ثم يُقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مَرّ بِكَ نَعِيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ويُؤتَى بأشدّ الناس بُؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيُصْبَغ صبغة في الجنة ، فيُقال له : يا ابن آدم هل رأيت بُؤساً قط ؟ هل مَرّ بِك شِدّة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مَرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط .


والله تعالى أعلم .

==================
شيخنا الفاضل هل الشكوى من المرض ينافي الصبر ؟
وأحسن الله إليكم ونفع بكم


الجواب :
وإياك

الشكوى إلى الناس تُنافي الصبر ، وأما الإخبار فإنه لا يُنافي الصبر

قال ابن القيم رحمه الله :
الشكوى نوعان :
أحدهما : الشكوى إلى الله ، فهذا لا ينافي الصبر ، كما قال يعقوب : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) ، مع قوله : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ، وقال أيوب : (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) ، مع وصف الله له بالصبر ...
والنوع الثانى : شكوى المبتلى بلسان الحال والمقال ، فهذه لا تُجامِع الصبر بل تُضادّه وتبطله .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دورة سعادتي في عبادتي ... (السعادة مَطْلَب) نسمات الفجر قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 18-11-2012 08:33 AM
دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 6) نسمات الفجر قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 18-11-2012 08:26 AM
دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 5) نسمات الفجر قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 1 18-11-2012 08:24 AM
دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 4) نسمات الفجر قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 18-11-2012 08:21 AM
دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي (1+2+3)) نسمات الفجر قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 1 18-11-2012 08:18 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى