راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم البـدع والمـحدثـات
افتراضي سؤال عن التنوخي وقدحه في معاوية بن أبي سفيان ؟
قديم بتاريخ : 23-02-2010 الساعة : 03:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم
بارك الله فيك وغفر لك وأحسن إليك
أود أن استفسر عن شبهات في كتاب قرأته للتنوخي " الفرج بعد الشدة " ومما قرأت فيه قصص غريبة تحمل من شركيات ورؤى أشد غرابة وفيه من كثرة التحدث عن النبيذ والخمور والقتل واللواط والمجوسي نزل عليه ملك ليخلصه وما وجدت فيه من كلام عن معاوية رضي الله عنه أنه أول من لعن المسلمين ولعن علي رضي الله عنه وقتل النساء ومنقول هذا الكلام من مراجع مثل العقد الفريد والأعلام والفخري وأيضا فيه قول عن أن ابن الجوزي نقل عن الحسن البصري أنه قال في معاوية فيه أربعة خصال من بينهن أخذ الخلافة بالسيف,, وكل هذا كذب محض و كلام كثير وشبهات كثيرة ,,
فما رأيكم يا شيخ في هذا الكتاب وصاحبه ؟


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هو كتاب أخبار جَمَعت الغثّ والسمين . وكان الواجب الإعراض عن تلك المرويات التي لا تصحّ ، وهو يُورِد كثيرا منها من غير زِمام ولا خِطام (من غير إسناد) . أو أن يُبيِّن حال تلك المرويّات ، خاصة ما يتعلّق منها بالصحابة رضي الله عنهم .
وكتاب العقد الفريد كتاب يجمع الغثّ والسمين ، وأسوأ منه كتاب " الأغاني " للأصفهاني الشعوبي ! وهو مليء بالطّوامّ والأكاذيب .
وللشيخ وليد الأعظمي كتاب " السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني " !

ولا يصحّ أن معاوية رضي الله عنه أنه أوّل مَن لعن المسلمين على المنابر .
وما ذَكره عن ابن الجوزي وما رواه من طريق الحسن البصري ، فقد رواه ابن جرير في " تاريخه " مِن طريق أبي مخنف لوط بن يحيى . وهو شيعي ساقط ، تَرَكه أبو حاتم ، وقال الدارقطني : ضعيف . كما في " المغني في الضعفاء " .
وفي " لسان لميزان " : أخبارى تالف ، لا يوثق به ، تركه أبو حاتم وغيره ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وقال يحيى بن معين : ليس بثقة ، وقال مرة : ليس بشيء ، وقال بن عدي : شيعى محترق صاحب أخبارهم . اهـ .

وصحّ عن الحسن خِلاف ذلك .
قال ابن عبد البر : روى أسد بن موسى قال : حدثنا أبو هلال قال : حدثنا قتادة قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد إن ها هنا ناسًا يشهدون على معاوية أنه من أهل النار . قال : لعنهم الله ! وما يُدرِيهم مَن في النار .


وإنما كان طلب اللعن مِن أمير المدينة ، ومع ذلك خالفه الصحابة رضي الله عنهم .
روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : استُعمل على المدينة رجل من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا . فأبى سَهْل . فقال له : أما إذ أبيت فقل : لعن الله أبا التراب ! فقال سهل : ما كان لعليّ اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها .

وأما ما رُوي عن معاوية فقد سبق الجواب عنه هنا :
يستشهد الروافض بأحاديث من كُتب السنة في ذمّ معاوية رضي الله عنه ، فكيف يُرد عليهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4046

ولا يصحّ أن معاوية رضي الله عنه (كان يفرض على الناس لعن علي والبراءة منه ، ومَن أبى قتله، أو بعث به إلى عامله زياد ليدفنه حيا )
فإن معاوية رضي الله عنه أفضل وأجلّ مِن ذلك ، وهو مع ذلك أحْلَم مِن أن يقتل بسبب ذلك .
وكان معاوية رضي الله عنه سيِّدا سائسا للرعية بأحسن سِيرة .
قال ابن عمر : ما رأيت أحدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسْوَد مِن معاوية . فقيل له : فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ فقال : كانوا والله خيرًا مِن معاوية . وكان معاوية أسَود منهم .
( أسود : أكثر سيادة )

وذُمّ معاوية عند عمر يوما ، فقال : دعونا مِن ذمّ فتى قريش مَن يضحك في الغضب، ولا يُنال ما عنده إلاَّ على الرضا ، ولا يُؤخذ ما فوق رأسه إلاَّ مِن تحت قدميه !
ولَمّا قَدِم عليه المسور بن مخرمة ، فذَكر له ما يعيب عليه . قال : لا أتبرأ مِن الذنوب ، فملك يا مِسْور ذنوب تخاف أن تَهلك إن لم يَغفرها الله لك ؟ قال : فقلت : بلى . قال : فما جعلك أحق أن ترجو المغفرة مِنِّي ؟ فوالله لَمَا ألِي مِن الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد في سبيل الله والأمور العظام التي لست أُحصيها ولا تُحصيها أكثر مما تَلي ، وإني لَعَلَى دِين يَقبل الله فيه الحسنات ويَعفو عن السيئات ، والله لَعَلَى ذلك ما كنت لا أُخَيَّر بَين الله وبين ما سواه إلاّ اخترت الله على ما سِواه . قال مسور : فَفَكَّرْت حين قال ما قال ، فَعَرَفْتُ أنه خَصَمَنِي . قال : فكان إذا ذُكِر بعد ذلك دَعَا له بالخير .
قال ابن عبد البر : وهذا الخبر مِن أصحّ ما يُروى مِن حديث ابن شهاب ، رَواه عنه مَعْمَر وجماعة من أصحابه .


ولو افترضنا أن معاوية رضي الله عنه أخذ الخلافة بالسيف ، فإن له فضلا وقرابة ، هذا من جهة .
ومِن جهة ثانية ، فإن الأمة اجتمعت وأجمَعتْ على خلافة معاوية رضي الله عنه ، وذلك عام الجماعة حينما تنازل له الحسن بن عليّ عن الخلافة .
قال الأوزاعي : أدْرَكَتْ خلافة معاوية جَمَاعة مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينتزعوا يدًا مِن طاعة ولا فارَقوا جماعةً ، وكان زيد بن ثابت يأخذ العطاء مِن معاوية .

قال ابن عبد البر : كان معاوية أميرًا بالشام نحو عشرين سنة ، وخليفة مثل ذلك ، كان من خلافة عمر أميراً نحو أربعة أعوام وخلافة عثمان كلها اثنتي عشرة سنة، وبايع له أهل الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين واجتمع الناس عليه حين بايع له الحسن بن علي وجماعة ممن معه ، وذلك في ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين ، فَيُسَمَّى عام الجماعة .

وقال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه ، وهو خير ملوك المسلمين ، لكنه إنما صار إمامًا حقًّا لَمَّا فَوّض إليه الحسن بن علي رضي الله عنهم الخلافة ، فإن الحسن رضي الله عنه بايعه أهل العراق بعد موت أبيه ، ثم بعد ستة أشهر فَوَّض الأمر إلى معاوية . اهـ .

ومن جهة ثالثة ، فإن مَن تغلّب على الخلافة وغَلَب على أمْر الناس أنه يجب التسليم له إذا كان مُسلما ، فكيف بِمعاوية رضي الله عنه مع فَضْلِه وعَدْلِه ؟

ومعلوم أن عبد الملك بن مروان نازَع ابن الزبير وتغلّب على الخلافة ، ومع ذلك اعتُبِرت خلافته خلافة ، ودولة بني أمية دولة قامت على الكتاب والسنة ، ورفع راية الجهاد ، وهي دولة إسلامية .
ولم يُنازِع في ذلك إلاّ الروافض !

قال الإمام أحمد : ومَن غَلَب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسُمِّي أمير المؤمنين ؛ فلا يَحِلّ لأحدٍ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يَبِيت ولا يَراه إماما ، بَرًّا كان أو فاجِرا . (الأحكام السلطانية لأبي يَعلى)

وقال ابن حجر : وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلِّب والجهاد معه ، وأن طاعته خير مِن الخروج عليه ؛ لِمَا في ذلك مِن حَقن الدماء وتسكين الدهماء . اهـ .

ولو افترضنا جَدَلاً أن ما كان مِن معاوية لا مُسوِّغ له ، فإن أقلّ أحوال المسلم أن لا يخوض فيما جرى بين الصحابة ، فضلا عن أن يطعن في الصحابة رضي الله عنهم .

وهنا :
أحببت أن أعرف عن معركة الجمل وصفين .
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=2960

سؤال عن مقتل الحُسين وقيادة عمر بن سعد بن أبي وقّاص للجيش الذي قاتل الحٌسين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8960

يطعنون في الصحابة بسبب خلافة علي ومعاوية
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3471

استفسار عن قصة تحكيم أبي موسى الأشعري بين معاوية وعلي رضي الله عنهما
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=788

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شخص يتنقص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .. كيف يُرد عليه ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 01-06-2016 01:58 AM
ما صِحة ما يروى عن الضحاك بن سفيان الكلابي وإرادته التنازل عن زوجته للرسول بعد إسلامه راجية العفو إرشـاد القـصــص 0 16-01-2016 08:56 PM
ما صحة قصة الإمام سفيان الثوري من بنائه قبراً في منزله ؟ مصابيح الدُّجى إرشـاد القـصــص 0 02-11-2012 02:22 AM
ما صحة هذه القصة الواردة عن سفيان الثوري (مرض البعد عن الله) *المتفائله* إرشـاد القـصــص 0 02-03-2010 05:09 AM
من هو التنوخي عبق قسـم الفقه العـام 0 27-02-2010 07:44 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى