محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي الحديث عما حصل بين الصحابة
قديم بتاريخ : 18-02-2010 الساعة : 11:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم ..

اللهم صلي على سيدنا محمد واله وصحبه أجمعين أما بعد .. هنالك ثلة من الأسئلة التي دائماً ما تدور في ذهني .. تتمحور هذه الأسئلة

عن الفترة التي تلت وفاة الرسول الكريم , لا أعلم قد يكون لــ اختلاف الروايات في هذه المسائل .. أو قد تكون لعدم معرفتي الكاملة بهذا الجانب , لكني لا أنكر أني اطلعت على روايات وأحاديث أناس ومن ذلك تكون لي صورة عن أغلب ما حدث , وتبعاً لذلك تكونت لي أسئلة في غاية الأهمية .. وأتمنى أن أرى لها جواباً مع الشرح من فضيلتكم ..

- بعد وفاة الرسول الكريم .. هنالك أقاويل أن سيدنا علي قد بايع سيدنا أبا بكر متأخراً .. فما سبب ذلك .. ؟

- بعد وفاة سيدنا عثمان رضي الله عنه مقتولا .. لماذا سيدنا علي قد منع السيدة عائشة والزبير وطلحة من أخذ القصاص من قتلة عثمان .. مع العلم أن المعارك التي دارت بينهم قد خلفت مئات آلاف من القتلى .. وكان من بينهم الزبير بن العوام .. وصحابة كثيرون ..

- سيدنا عثمان عندما تولى الخلافة .. لماذا أراد أن يعيد مجد بني أمية .. من خلال تعين جميع الولاة في الدولة الإسلامية " مترامية الأطراف " من بني جلدته .. هل أراد أن يعيد مجد بني أمية .. الذي محي بعدما جاء الإسلام ..

- سيدنا خالد رضي الله عنه .. عندما ذهب لمقاتلة الردة .. قال له أبا بكر رضي الله عنه .. لا تقتل أحد يقول أشهد بـ أن لا الله إلا الله .. لكنه قام مسرعاً بقتل مالك بن نوير .. دون أن يعطيه المجال لـ إبداء أي نوع من رأيه .. وبعدما قتل مالك بـ أيام تزوج زوجته ويقال أن زوجة مالك هي من أجمل جميلات العرب .. أي أن خالد قتل مالك لــ أجل الزواج بزوجته .. !!!!

- عمرو بن العاص .. الذي عين .. من قبل عثمان رضي الله عنه والياً على مصر .. عند ذهابه إلى الحج .. شخص عادي داس علي ثوبه فقامة بجلده .. هل هذه الحادثة صحيحة .. وهل سيكون فاعل هكذا إذا كان موجود الرسول أو عمر أو أبا بكر رضي الله عنهم .

أخيراً أنا أعتقد أن الدولة الإسلامية كانت أفضل دولة في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه .. وبعد وفاة سيدنا عمر رضي الله عنه انتهى جزء كبير من الدولة الإسلامية وأصبحنا نعيش بوضع الانهزام والكره والحقد .. والانقلابات .. ونظام التوارث .. !!

سلامي .. !




الـجـواب :

أولاً : يجب الْكَفّ عما شَجَر بين الصحابة رضي الله عنهم ، والخوض في ذلك لا يُفيد شيئا . وسبقت الإشارة إلى ذلك هنا :
معركة الجمل وصفين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2642

ثانيا : أكثر هذه المسائل اختلط فيها الحق بالباطل ، خاصة وأن مصادر أكثر تلك الحوادث كُتب التاريخ ، وليست الكتُب الْمُسْنَدة ، وما في كُتب التواريخ وإن كان مُسنَدا ففي كثير من أسانيده ضعفاء ومجاهيل .

ومن الكتب المفيدة في هذا الجانب والتي دحضت كثير من الشبهات وفنّدت كثير من الأباطيل : كتاب " العواصم من القواصم " للقاضي ابن العربي المالكي رحمه الله . وقد طُبِع مُفْرَدًا ما يخص ما جرى في عصر الصحابة .

ومُبايعة أبي بكر رضي الله عنه كانت بالنصّ والإجماع . وعليّ رضي الله عنه مع عدم مبايعته لأبي بكر إلاّ أنه لم يخرج عليه ، ولا رأى أن بيعته باطلة ، ولا أنه أحقّ بالأمر

ولما قَدِم خالد بن سعيد بن العاص بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر وعليه جبة ديباج فلقي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فصاح عمر بمن يليه : مزقوا عليه جبته ، أيَلبس الحرير ؟ فمزَّقوا جبته . فقال خالد لِعليّ : يا أبا الحسن يا بني عبد مناف أغُلبتم عليها ؟ فقال عليّ عليه السلام : أمُغالبة ترى أم خلافة ؟ قال : لا يُغالب على هذا الأمر أولى منكم يا بني عبد مناف . وقال عمر لخالد : فضّ الله فاك ، والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلتَ ، ثم لا يضرّ إلاّ نفسه . ذَكَره ابن جرير الطبري في تاريخه وابن عساكر وابن كثير وغيرهم .

فخلافة أبي بكر رضي الله عنه ثابتة بالنص وبالإجماع ، فلا يُعلَم مُنازِع لأبي بكر رضي الله عنه ، وما رُوي عن عليّ رضي الله عنه فقد ثَبَت عنه أنه بايع أبا بكر بعد موت فاطمة رضي الله عنها .

فعلى هذا يكون آخر من بايع أبا بكر بايعه بعدس ستة أشهر ، وهذا زمن يسير بالنسبة لِخلافة أبي بكر رضي الله عنه .

وعليّ رضي الله عنه بايع بعد موت فاطمة رضي الله عنها ، وذلك أن الصحابة رضي الله عنهم تركوه لِمكان ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منه .

ثالثا : ليس صحيحا أن عثمان رضي الله عنه ولّى جميع الولايات من بني أمية . كما أنه ليس صحيحا أن خلافته كانت ضعيفة ، ولا أنها كلها فتن !

قال سفينة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك . قال سفينة : أمسك ؛ خلافة أبى بكر رضي الله عنه سنتين ، وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنين ، وخلافة عثمان رضي الله عنه اثنتا عشرة سنة ، وخلافة علي رضي الله عنه ست سنين رضي الله عنهم . رواه الإمام أحمد ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جمهان .

والفتن في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه قام بها أهل الفتنة ، ولم يكن ذلك مِن قِبَل الصحابة رضي الله عنهم ، ولا مِن قِبَل التابعين ، بل هي فتنة مثارها من تحت رأس رجل يهودي يُدعى ابن السوداء ، وهو " ابن سبأ " ، وتبعه من تبعه من الغوغاء !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومن العجب أن الشيعة يُنكرون على عثمان ما يَدَّعُون أن عَلِيًّا كان أبلغ فيه من عثمان ، فيقولون : إن عثمان وَلَّى أقاربه من بني أمية ، ومعلوم أن عَلِيًّا وَلّى أقاربه من قبل أبيه وأمه كعبد الله وعبيد الله ابني العباس ، فَوَلَّى عبيد الله بن عباس على اليمن ، وولى على مكة والطائف قثم ابن العباس ، وأما المدينة فقيل : إنه وَلّى عليها سهل بن حنيف ، وقيل : ثمامة بن العباس ، وأما البصرة فَوَلّى عليها عبد الله بن عباس ، وولى على مصر ربيبه محمد بن أبي بكر ، الذي رباه في حجره . اهـ .

و قال : إن بني أمية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملهم في حياته ، واستعملهم بعده من لا يُتَّهم بقرابة فيهم : أبو بكر وعمر ، ولا تُعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عُمّال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من بني عبد شمس ، لأنهم كانوا كثيرين ، وكان فيهم شرف وسؤدد ، فاستعمل النبي صلى الله عليه وسلم في عزة الإسلام على أفضل الأرض مكة عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية ،

واستعمل على نجران أبا سفيان بن حرب بن أمية ، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص على صدقات بني مذحج وعلى صنعاء واليمن حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستعمل عثمان بن سعيد بن العاص على تيماء وخيبر وقرى عرينة ، واستعمل أبان بن سعيد بن العاص على بعض السرايا ثم استعمله على البحرين فلم يزل عليها بعد العلاء الحضرمي ( حليف بني أمية ) حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول عثمان : أنا لم أستعمل إلاَّ مَن استعمله النبي صلى الله عليه وسلم ومِن جنسهم ومِن قبيلتهم ، وكذلك أبو بكر وعمر بعده . اهـ .

وعلى افتراض أن عثمان ولّى أقاربه جميع الولايات ، فإن هذا لا يُعتبر عيبا يُسوِّغ الطعن في عثمان رضي الله عنه ، وذلك لأن فضل عثمان رضي الله عنه معلوم مشهور ، وكفاه فَخْرًا أن زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم بِنته بعد بِنته ، فلا يُعرف أن رجلا تزوّج ابني نبي غير عثمان .

وهو من المهاجرين الأوائل إلى الحبشة ، وكان قد هاجر ومعه امرأته : رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم لما ماتت رقية رضي الله عنها زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم رضي الله عنها .

وأما عليّ رضي الله عنه فإنه كان يرى أن تثبيت الأمر وحقن دماء المسلمين أوْلى من الأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه ، وهو لم يمنع من الأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه ، ولا خرجت عائشة ومن معها من الصحابة للأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه ، وإنما خَرَجت عائشة رضي الله عنها ومن معها رجاء الإصلاح بين الناس .

ومن ثمّ جرّ أهل الفتنة الصحابة رضي الله عنهم إلى قِتال لم يُريدوه ، ولذلك كان عليّ رضي الله عنه يعرف لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فضلها ومكانتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولَمّا سَمِع من يسبّ أم المؤمنين جَلَدَه .

وما يتعلق بِخالد بن الوليد رضي الله عنه وقصة مالك بن نويرة .. سبق الجواب عنها هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1403

وما يُزعم من أن (عمرو بن العاص جَلَد رجلا داس على ثوبه ... إلخ ..) فليست صحيحة ، وولاية عمرو بن العاص رضي الله عنه لمصر مِن زمن عمر رضي الله عنه ، ويُروى في ذلك قصة مسابقة رجل من أهل مصر لابن عمرو بن العاص ..

وأنه لَمّا سبقه المصري ضربه ابن عمرو .. ثم شكاه المصري على عمر ، وأنصفه عمر رضي الله عنه ، ثم قال : مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟

فهذه القصة مع شُهرتها إلاّ أنه ليس لها إسناد صحيح .

والمشهور أيضا أن القصة حدثت في عهد عمر رضي الله عنه ، وليست لِعمرو بن العاص رضي الله عنه ، بل لِشخص آخر اسمه : جبلة بن الأيهم ، وكَان مِن مُلُوك النَّصَارَى فَأسْلَم في أيَّامِ عُمَر ، وحَجَّ مَعه ، فَبَيْنَما هو يَطُوف بِالكَعْبَة إذْ وَطئ إزَارَه رَجُلٌ مِن بَنِي فِزَارة ، فَانْحَلَّ إزِارُه فَرَفَع جَبَلةُ يَدَه فَهَشَم أنْفَ الفِزَارِيّ ، فَاسْتَعْدَى عَلَيه عُمَر ،

فَاسْتَحْضَرَه عُمَر فَاعْتَرَف ، ثم طَلَبَه للقِصَاص فَاسْتَنْكَف واسْتَكْبَر ! وسَألَ عُمَر أن يُمْهِلَه لَيْلَتَه تِلك ، فَلَمَّا ادْلَهَمّ الليل رَكِب في قَوْمِه ومَن أطَاعَه وسَارَ إلى الشَّام ثُم دَخَل بِلادَ الرُّوم ورَاجَع دِينَه دِينَ السُّوء ، أي أنه ارْتَدَّ عَن دِين الإسلام .وهذه القصة ذكرها المؤرخون ، أمثال ابن الجوزي وابن عساكر وابن كثير وغيرُهم .

ولا صحة لِمَا قيل في السؤال : (أنا أعتقد أن الدولة الإسلامية كانت أفضل دولة في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه .. وبعد وفاة سيدنا عمر رضي الله عنه انتهى جزء كبير من الدولة الإسلامية وأصبحنا نعيش بوضع الانهزام والكره والحقد .. والانقلابات .. ونظام التوارث)

بل كما قال سفينة رضي الله عنه – وقد تقدّم – : وخلافة عثمان رضي الله عنه اثنتا عشرة سنة ، وخلافة علي رضي الله عنه ست سنين رضي الله عنهم .

ومعلوم أن خلافة عثمان رضي الله عنه كانت خلافة راشدة ، لا حِقد فيها ولا بغضاء ولا انقلابات ولا نظام توارث ، ولم يكن أمر أهل الفتنة إلاّ في آخر خلافته .

قال أبو داود : ولم يختلف الناس على عثمان حتى سقط الخاتم من يده . يعني : خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال ابْنُ عُمَر : فَلَبِسَ الْخَاتَمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْر ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ حَتَّى وَقَعَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ . رواه البخاري ومسلم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نرد على من يقول بأنه كان في مجتمع الصحابة بعض المخالفات الشرعية ولم ينكرها الصحابة؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 17-11-2012 10:09 PM
كيف نردّ على مَن يقدح في الصحابة رضي الله عنهم ؟ ناصرة السنة قسـم المحرمـات والمنهيات 0 17-03-2010 02:01 PM
الحديث الـ 237 في اختلاف الصحابة في متعة الحج راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 13-03-2010 10:48 PM
الترضّي على غير الصحابة محب السلف قسـم الفتـاوى العامـة 0 11-03-2010 07:35 PM
ما صحة الحديث الذي قال فيه أحد الصحابة إنه سيجعل للرسول ﷺ ثلث دعائه ؟ *المتفائله* إرشـاد الأدعـيــة 0 20-02-2010 11:13 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى