[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم وفي علمكم
تدور الآن مجزرة في حق مسلمين سقط فيها الكثيرين جراء القتل المباشر . حاولوا الذهاب بمؤن وأغذية وأدوية لنصرة أهل غزة في أسطول الحرية لكسر الحصار الظالم .
لدي أسئلة لنستزيد من علمكم.
أولا : هل هؤلاء المسلمين نحتسبهم عند الله شهداء .
ثانيا : ما واجب الأمة الإسلامية تجاه اليهود هل نكتفي بالدعاء فقط ؟
ثالثا : أطلب نصيحة للجميع منكم لغليان القلوب لأن المسلم للمسلم .
رابعا : حكم نشر موضوعات عن المجزرة بالمنتديات كأقل ما يجب حتى لا نكون من المخذلين.
وعذرا مكررا للإطالة وجزاكم الله خيرا




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
ونسأل الله أن يُهيئ لهذه الأمة مِن أمرها رشدا ، وأن ينصرها على عدوها .

نسأل الله أن يكون مَن قُتِل منهم ممن نال أجره مُضَاعَفا ؛ لأنهم قُتِلوا بأيدي اليهود ، وقُتِلوا في البحر ، ومَن مات منهم غَرِيقا فالغَريق شهيد ، وله مثل أجر الشهيد .

وما قام به شرذمة اليهود يؤكِّد على أمور ، منها :
1 - عداوة اليهود إلى يوم الملحمة ، حين يُقتَل يهود شرّ قِتلة ، ويُبادُون خير إبادة ! جزاء وِفاقا.

2 – أن اليهود قوم بُهْت – أهل بُهتان – كما وصفهم عالِم مِن علمائهم – وهو عبد الله بن سَلام رضي الله عنه .

3 – أن اليهود والنصارى لن ترضى عن المسلمين حتى يتبّعوا أهواءهم ، كما قال الله عزّ وَجَلّ : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) .
وهذا ميزان دقيق ؛ فمن رضي عنه اليهود أو النصارى ، أو قالوا عنه : مُعتدل ! أو صَدِيق ! فهو واقِع في هذه الآية .

4 – أن الكُفر مِلّة واحدة ؛ ولذا لا نرى نكير صنيع اليهود مِن دُول الكفر ، خاصة راعية الصليب التي أشغلت العالَم بِدعاوى حرب الإرهاب .. وأين هم مِن إرهاب بني صهيون ضد أُناس عُزَّل ، وضد أطفال أبرياء ، وشيوخ ونساء ؟!

5 – أن الأمة لم تُذَلّ إلاّ حينما تَخَلّت عن سبب قوّتها ، وجَالِب عِزّتها ، وذلك حينما تركت الجهاد ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني بِمجموع طرقه .
ولم تنته قضية البلقان ، وتتداعَى دول الكفر على ضرورة إنهاء الحرب إلاّ حينما تحرّك الجهاد في دماء بعض أبناء هذه الأمة ، وأتوا مِن بلاد شتّى نُصرَة لإخوانهم المسلمين .
وأن قضايا الحوار والمفاوضات كلها سَراب خُلَّّب ، يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا !
وأن الجعجعة والاستنكار والتنديد لا تَرُدّ حَقًّا سَلِيبا ، ولا تنصر مظلوما ، ولا تردع باغيا !

6 – أن أكثر كُتابنا يتباكون على قضايا هامشية هشّة ! ويُغمضون أعينهم عن قضايا الأمة الكلية ، بل ذلك هو حال أغلب الإعلام الْمُغيّب ، إلاّ عن الرقص والإيقاع والتطبيل والتمييع !
وما ذلك إلاّ لأن تلك القضايا لا تهمهم لا مِن قريب ولا من بعيد !
وذلك يُعرِّف الناس بقيمة كل امرئ !

وعلى الدول التي لها تأثير في المنطقة ، والتي لها جِوار بأرض فلسطين أن تَقِف وقفة مُشرِّفةَ يُسطّرها لهم التاريخ ، وتَغْسِل بها عار الخذلان والتخاذل ، وتُحطِّم أسوارها التي بَنَتْها لِحماية اليهود مُقابِل دولارات !
– وعلى الشعوب أن تنهض وتستثير حكوماتها المتخاذِلة بِقدر ما تستطيع مِن غير إفساد ، سواء كان ذلك على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي ، أو على مستوى المؤسسات.

وسبق :
ماذا أستطيع فعله في الأزمات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6379
والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد