*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
Lightbulb هل يُشترط لسجود التلاوة ما يُشترط للصلاة ؟
قديم بتاريخ : 28-02-2010 الساعة : 12:37 PM


فضيلة الشيخ أحدى الأخوات تسأل وتقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي يتعلق بسجود التلاوه اي السجده اثناء قراءتي للقرآن سؤالي هو؟
عندما اقرا القرآن وانا على اي حال هل اسجد بنفس المكان والاتجاه الذي انا فيه ام لابد ان استقبل القبله؟
هل يجب ان اكون مغطيه لرآسي ؟
واذا سجدتها وانا بنفس المكان الذي انا فيه كان اكون على سريري او ماشابه ذلك هل في ذلك شي؟
وهل لابد من سجودها؟
اريد جوابا شافيا جزيتم خيرا
انتهى سؤالها .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سجود التلاوة سنة

فقد قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس ، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال : يا أيها الناس إنا نَـمُـرّ بالسجود ، فمن سجد فقد أصاب ، ومن لم يسجد فلا إثم عليه ، ولم يسجد عمر رضي الله عنه . زاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء . رواه البخاري .

وأما كيفية سجود التلاوة ، فهو سجود دون تكبير أو تسليم ، إلا أن يكون القارئ في الصلاة فإنه يُكبر للسجود وللرفع منه ، خاصة إذا كان إماماً .

وإذا سجد يدعو بهذا الدعاء :
اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين .

وللقارئ أن يسجد حيث هو ، وإن كان على راحلته ، أو على فراشه .

ومثله سجود الشكر ، فهو " سجود " وليس صلاة .

قال الإِمَامُ البغوي : سُجُودُ الشُّكْرِ سُنَّةٌ عِنْدَ حُدُوثِ نِعْمَةٍ طَالَمَا كَانَ يَنْتَظِرُهَا، أَوِ انْدِفَاعِ بَلِيَّةٍ يَنْتَظِرُ انْكِشَافَهَا، أَوْ رُؤْيَةِ مُبْتَلًى بِعِلَّةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ، وَيُخْفِي سُجُودَهُ عَنِ الْمَعْلُولِ، حَتَّى لا يَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى الْكُفْرَانِ، وَيُظْهَرُ لِلْعَاصِي لَعَلَّهُ يَتُوبُ .
رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرٌ يُسَرُّ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ تَعَالَى .
وَسَجَدَ أَبُو بَكْرٍ حِينَ بَلَغَهُ فَتْحُ الْيَمَامَةِ شُكْرًا .
وَسَجَدَ عَلِيٌّ حِينَ أُتِيَ بِالْمُخْدَجِ شُكْرًا ، وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ . اهـ .


قال ابن قدامة في المُغني : ويستحب سجود الشكر عند تجدد النعم ، واندفاع النقم ... ثم ذكر الأقوال في المسألة ، وذكر اختياره وترجيحه بقوله :

ولنا ما روى ابن المنذر بإسناده عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يُسرّ بِهِ خرّ ساجدا ورواه أبو داود ولفظه قال : كان إذا أتاه أمرٌ يُسرّ بِهِ ، أو بُشِّر به خرّ ساجدا شكراً لله ... وسجد الصديق حين فتح اليمامة ، وعليٌّ حين وجد ذا الثديّة .

أي حين وجده في الخوارج ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به ووصفه ، وروي عن جماعة من الصحابة ، فثبت ظهوره وانتشاره ، فبطل ما قالوه . وتَرْكُه تارة لا يدل على أنه ليس بمستحب ، فإن المستحب يُفعل تارة ، ويُترك أخرى . انتهى .

وقال ابن القيم : وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَدْيِ أَصْحَابِهِ سُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ تَجَدُّدِ نِعْمَةٍ تَسُرُّ ، أَوِ انْدِفَاعِ نِقْمَةٍ ،
كَمَا فِي "الْمُسْنَدِ" عَنْ أبي بكرة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ، خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى .
وَذَكَرَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أنس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُشِّرَ بِحَاجَةٍ، فَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا .
وَذَكَرَ البيهقي بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ : أَنَّ عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِ همدان ، خَرَّ سَاجِدًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَى همدان ، السَّلامُ عَلَى همدان . وَصَدْرُ الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، وَهَذَا تَمَامُهُ بِإِسْنَادِهِ عِنْدَ البيهقي .
وَفِي "الْمُسْنَدِ" مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ شُكْرًا لَمَّا جَاءَتْهُ الْبُشْرَى مِنْ رَبِّهِ ، أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ . اهـ .


وسجد كعب بن مالك رضي الله عنه لما بلغه خبر توبة الله عليه ، والحديث في الصحيحين .

قال ابن القيم : وَفِي سُجُودِ كعب حِينَ سَمِعَ صَوْتَ الْمُبَشِّرِ دَلِيلٌ ظَاهِرٌ أَنَّ تِلْكَ كَانَتْ عَادَةَ الصَّحَابَةِ ، وَهِيَ سُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ النِّعَمِ الْمُتَجَدِّدَةِ ، وَالنِّقَمِ الْمُنْدَفِعَةِ . وَقَدْ سَجَدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَمَّا جَاءَهُ قَتْلُ مسيلمة الكذاب ، وَسَجَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا وَجَدَ ذَا الثُّدَيَّةِ مَقْتُولا فِي الْخَوَارِجِ ، وَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَشَّرَهُ جِبْرِيلُ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، وَسَجَدَ حِينَ شَفَعَ لأُمَّتِهِ فَشَفَّعَهُ اللَّهُ فِيهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، وَأَتَاهُ بَشِيرٌ فَبَشَّرَهُ بِظَفَرِ جُنْدٍ لَهُ عَلَى عَدُوِّهِمْ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عائشة ، فَقَامَ فَخَرَّ سَاجِدًا ، وَقَالَ أبو بكرة : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا . وَهِيَ آثَارٌ صَحِيحَةٌ لا مَطْعَنَ فِيهَا . اهـ .

والصحيح أنه لا يُشترط لسجود الشكر ولا لسجود التلاوة ما يُشترط للصلاة من وضوء واستقبال قبلة وتكبير ؛ لأنه مجرد سجود .

وإن كان الأفضل أن يسجد على طهارة ويكون مستقبلا القبلة . فمن تجددت له نعمة ، أو اندفعت عنه نقمة ، فيُسنّ له أن يسجد شكراً لله ، سواء كان متوضأ أو غير متوضئ ، وسواء كان مُستقبلا القبلة أو غير مستقبل القبلة .

وهذا هو قول ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو اختيار الإمام البخاري رحمه الله ، وبِه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

وفي حديث ابن عمر : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السجدة ونحن عنده فيسجد ونسجد معه ، فَنَزْدَحم حتى ما يَجِد أحدنا لجبهته موضعا يسجد عليه . رواه البخاري .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فابْنُ عُمر قد أخبر أنهم كانوا يسجدون مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر تسليما ، وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء . ومِن المعلوم أنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بَيَّن لأصحابه أن السجود لا يكون إلاّ على وضوء لكان هذا مما يَعلمه عامَتهم ؛ لأنهم كُلهم كانوا يسجدون معه ، وكان هذا شائعا في الصحابة ، فإذا لم يُعْرَف عن أحدٍ منهم أنه أوجب الطهارة لسجود التلاوة ، وكان ابن عمر مِن أعلمهم وأفقههم وأتبعهم للسنة ، وقد بَقِي إلى آخر الأمر ويسجد للتلاوة على غير طهارة ؛ كان هو مما يُبَيِّن أنه لم يكن معروفا بينهم أن الطهارة واجبة لها . ولو كان هذا مما أوْجَبه النبي صلى الله عليه وسلم لَكان ذلك شائعا بينهم كَشِياع وُجوب الطهارة للصلاة وصلاة الجنازة ، وابن عمر لم يَعْرف أنّ غيره مِن الصحابة أوجب الطهارة فيها ، ولكن سجودها على الطهارة أفضل باتفاق المسلمين .

وهنا :
هل يجوز سجود التلاوة بدون الحجاب عند قراءة آية فيها سجود ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=889

حكم قراءة القرآن ومسّ المصحف لِمَن هو على غير طهارة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11199

والله أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض



*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : *المتفائله* المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
Lightbulb سجود التلاوة على السرير
قديم بتاريخ : 28-02-2010 الساعة : 12:39 PM



هل السجود بهذه الطريقة صحيح؟
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ بارك الله فيك وفى علمك
هل يشترط للسجود ان يكون على الارض بمعنى ان الانسان لو كان مثلا يقرا القران على السرير مثلا او اريكة وقرأ اية سجدة هل يصح السجود على المكان الذى يجلس عليه ام يجب ان ينزل الى الارض ويسجد ؟

وجزاكم الله خيرا







الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

يجوز سجود التلاوة على السرير ؛ لأن سجود التلاوة لا يُشترط له ما يُشترَط لسجود الصلاة .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلّي على راحلته يُومئ بالركوع والسجود ، كما في الصحيحين .

وسبق الجواب عن سؤال بعنوان :
هل يُشترط لسجود التلاوة ما يُشترط للصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5177



والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكيفية الصحيحة لسجود التلاوة طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 5 05-12-2017 08:43 PM
هل يُشترط مسح الأذنين عند المسح على العِمامة أو الخِمار ؟ راجية العفو إرشـاد الطـهــارة 0 03-06-2015 03:10 PM
هل يُشترط في مسح الرأس أن يكون الماء جديدا ؟ راجية العفو إرشـاد الطـهــارة 0 29-11-2012 04:26 PM
هل يُشترط في صيام الكفارة أن تكون الأيام متتالية ؟ نسمات الفجر قسـم الفقه العـام 0 23-03-2010 08:41 AM
إذا سجد الإمام لسجود التلاوة ولم يتابعه المأموم ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 26-02-2010 10:55 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى