وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
اشتَهَرت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بِرواية الحديث ، وإن كان بعضهن أكثر وأشهر مِن بعض في الرواية ، كَعائشة وأم سَلَمة وحفصة بنت عمر وأم حبيبة رَملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب وميمونة بنت الحارث الهلالية وجويرية بنت الحارث وصفية بنت حُييّ ، رضي الله عنهن وأرضاهن .
وَرَوَتْ بَنات النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن وأرضاهن أحاديث قليلة لتقدّم وفاتهن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وآخِرهنّ مَوتًا فاطمة رضي الله عنها ، فإنها ماتت بعد أبيها بِستة أشهر .
وَرَوَتْ الصحابيات الحديث النبوي وأكثَرْن مِن الرواية ، ورَوَى عنهن مِن الصحابة والتابعين – رِجلا ونساء - ، وسَاهَمْن بذلك في حِفْظ السُّنة ونشرها ؛ خاصة ما يَتعلّق بِفِقه النساء ، والأمور الخاصة التي لا يَطّلع عليها إلاّ النساء في البيوت ؛ فقد نَقَلَتْ أمهات المؤمنين الأمور الخاصة بِهَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ، وما يتعلّق به مِن أحكام في نومه ويقظَته وصلاته في جوف الليل .
ولذا قال ابن عمر رضي الله عنهما : حَدّثتني حَفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي سجدتين خفيفتين بعد ما يطلع الفجر ، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها . رواه البخاري ومسلم .
ومَن أراد معرفة جهود أمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن في رواية الحديث ؛ فليُراجِع مسند الإمام أحمد على سبيل المثال ؛ فقد استغرقت مَسَانِيد النساء أكثر مِن خمسة مُجلّدات في طبعة مؤسسة الرسالة ، وفي الجزء الـ (45) فهارس في بيان رواية أمهات المؤمنين والصحابيات عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومَن رَوى عنهنّ مِن الرِّجال والنساء .