نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي خُطبة جمعة .. بِم تُنال محبة الله ؟
قديم بتاريخ : 09-06-2016 الساعة : 10:47 PM

الحمدُ للهِ أبَان لِعبادِه سُبُلَ مَحَابِّه لِيأتُوها ، وبيَّن لهم أسباب سَخَطه لِيجْتَنِبُوها .
والصلاةُ والسلامُ على مَن بَعَثَه ربُّه هاديا ومُبشِّرا ونذيرا ، وداعِيا إلى الله بإذنه وسِراجا منيرا .

أما بعد :
فإن اللهَ يُحِبُّ ويُحَبّ .
قَالَ ابنُ القيمِ :
ليسَ العَجَبُ مِنْ مَملوكٍ يَتذللُ للهِ ويتعبّدُ لَهُ ، وَلا يَـملُّ مِنْ خِدمتِهِ مَعَ حاجتِهِ وفقرِهِ إليه ، إنما العجبُ مِنْ مَالِكٍ يَتحبّبُ إلى مَملوكِهِ بِصنوفِ إنعامِهِ ويَتَوَدَّدُ إليه بأنواعِ إحسانِهِ ، معَ غِناه عنْهُ !
وقَالَ في قولِه تعالى : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) :
ليسَ العجيبُ مِنْ قولِهِ : ( يُحِبُّونَه ) إنّما العجبُ مِنْ قولِهِ : ( يُحِبُّهُم ) ليسَ العجبُ مِنْ فقيرٍ مِسكينٍ يُـحِبُّ مُـحسِنا إليه ! إنَّـما العجبُ مِنْ مُحسنٍ يُـحبُّ فقيرا مسكينا . اهـ .
قَالَ بَعضُ العارفينَ :
ليسَ الشأنُ أنْ تُحِبَّ ، وَلِكنَّ الشأنَ أنْ تُحَبَّ
ليسَ الْـمُهِمُّ أنْ تُحِبَّ اللهَ ؛ لأنَّهُ يُحَبُّ لِعميمِ إحسانِهِ وعَظيمِ كرمِهِ وجودِهِ
ولِكنَّ الْـمُهِمَّ والأهمَّ أنْ يُحِبَّكَ اللهُ .
الْمُهِمُّ أنْ يُحِبَّكَ ملِكُ الملوكِ سُبحانَهُ
الْمُهِمُّ أنْ يُحِبَّكَ مَنْ بيدِهِ ملكوتُ السماواتِ والأرضِ
الْمُهِمُّ أنْ يُحِبَّكَ مَنْ بيدِهِ الملكُ كلُّهُ
الْمُهِمُّ أنْ يُحِبَّكَ مَنْ يوصِلُ إليكَ النَّفعَ ويَدْفعُ عَنْكَ الضُّـرَّ

تَوَدَّدُوا إلى الوَدُودِ يَوَدُّكُم ويُحِبُّكُم
الوَدُودُ تَودُّه القُلوبُ وتُحبُّهُ
الودودُ أنْزَلَ رَحمةً واحِدَةً مِنْ عِندِهِ يَتَوَادُّ بِها الْخَلْقُ فيما بينَهُم .
وهذا الاسِمُ لَهُ سرٌّ عَجيبٌ لِمَا فِيهِ مِنْ التودُّدِ إلى الوَدُودِ سُبحانَهُ .

ولِنَيْلِ محبَّةِ الله أسباب :

فـ تُنالُ محبةُ اللهِ بِتركِ معصيتِه ، وبِحُبِّ ما يُحبُّه اللهُ ورسولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولَنْ يَجِدَ عبدٌ حلاوةَ الإيمانِ حتى يكونَ اللهُ ورسولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحبَّ إليه مِـمّا سواهما . قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمرءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعودَ للكُفْرِ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ . رَوَاهُ البخاريُّ وَمُسلِمٌ .

قَالَ رَجَلٌ لِوُهيبِ بنِ الوَردِ : عِظْنِي فقَالَ لَهُ : اتقِ اللهَ أنْ يَكونَ أهونَ الناظرينَ إليكَ .
وكَانَ بَعضُ السَّلفِ يَقولُ : أتُراكَ تَرْحَمُ مَنْ لَمْ يُقِرَّ عَينِيه بمعصيتِكَ حتى عَلِمَ أنْ لا عَينَ تَرَاهُ غيرُك .
وكَانَ بعضُ السلفِ يقولُ لأصحابِهِ : زهّدَنَا اللهُ وإياكُم في الحرامِ زُهْدَ مَنْ قَدِرَ عَليْهِ في الْخَلوةِ ، فَعَلِمَ أنَّ اللهَ يَرَاهُ فَترَكَهُ مِنْ خَشْيتِهِ .
وقَالَ الشافعيُّ : أعزُّ الأشياءِ ثلاثةٌ : الْجُودُ مِنْ قِلّةٍ، وَالوَرَعُ في خَلْوةٍ ، وكَلِمةُ الحقِّ عِندَ مَنْ يُرجى أوْ يُخَافُ .

وتُنالُ محبَّةُ اللهِ باتبِّاعِ هديِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم . قال اللهُ عَزّ وَجَلّ : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) .
ومَن نازَعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في أقوالِه وأحكامِه ، كَـبَّه اللهُ على وَجْهِه في النار .
(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .
قال القرطبي عن هذه الآية : هِيَ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَنْ خَالَفَ طَرِيقَ الْمُسْلِمِينَ. اهـ.

وتُنالُ محبةُ اللهِ تعالى بِتِلاوةِ كِتابِه وتَدَبُّرِه . فَفِي الحديثِ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَلْيَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ . رَوَاهُ البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ . وَحَسَّنَهُ الألبانيُّ.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : لَوْ أَنَّ قُلُوبَنَا طَهُرَتْ مَا شَبِعْنَا مِنْ كَلامِ رَبِّنَا، وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمٌ لا أَنْظُرُ فِي الْمُصْحَفِ . رَوَاهُ البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ .
وقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ . رَوَاهُ البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ .
فَهنيئا لأهْلِ القرآنِ ، الذينَ هُمْ أهْلُ اللهِ وَخَاصّتُهُ .

وتقوى اللهِ وحُسنُ الْخُلُقِ مِمَّا يُحبِّبُ العبدَ إلى مَولاه . قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : اتقِ اللهَ حيثما كنتَ ، وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها ، وخَالِقِ النَّاس بِخُلُقٍ حَسَنٍ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ .
قَالَ ابنُ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : جَمَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين تقوى اللهِ وحُسْنِ الْخُلُقِ ؛ لأنَّ تقوى اللهِ يُصلِحُ ما بينَ العبدِ وبينَ ربِّهِ ، وحُسْنُ الْخُلُقِ يُصلِحُ ما بَينَهُ وبينَ خَلْقِهِ ، فتقوى اللهِ تُوجِبُ لَهُ مَحبةَ اللهِ ، وحُسْنُ الْخُلُقِ يَدعو إلى مَحبتِّهِ . اهـ.

وبِصِدْقِ الحديثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وكَفِّ الأذى : تُنالُ محبّةُ الله .
وفي الحديث : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؛ فَلْيَصْدُقِ الْحَدِيثَ، وَلْيُؤَدِّ الأَمَانَةَ، وَلا يُؤْذِ جَارَهُ . رواه عبدُ الرزاق ، وصححه الألباني .
وقال عليه الصلاة والسلام : إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ يُحِبَّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؛ فَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ ، وَاصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَحْسِنُوا جِوَارَ مِنْ جَاوَرَكُمْ . رواه الطبرانيُّ في الأوسط وابنُ أبي عاصِم في "الآحادِ والمثاني " ، وهو حديثٌ حسن .

وتُنال محبَّةُ اللهِ تعالى بالزُّهْدِ في الدنيا .
جاءَ رجُلٌ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ . رَوَاهُ ابنُ مَاجَه ، وصحَّحَهُ الألبانيُّ .
قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: أَصْلُ الزُّهْدِ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وقال الجُنيد : الزهد خلوّ القلب عمّا خَلَت منه اليد .
وقال الإمام أحمد : الزهد في الدنيا قصر الأمل .
وعنه رواية أخرى أنه عدم فرحه بإقبالها ، ولا حُزنه على إدبارها . فإنه سئل عن الرجل يكون معه ألف دينار . هل يكون زاهدا ؟ فقال : نعم، على شريطة أن لا يفرح إذا زادت ، ولا يحزن إذا نَقَصت .
(مدارج السالكين، لابن القيم)

وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ :
وَالزُّهْدُ الْمَشْرُوعُ تَرْكُ مَا لا يَنْفَعُ فِي الدَّارِ الآخِرَةِ، وَأَمَّا كُلُّ مَا يَسْتَعِينُ بِهِ الْعَبْدُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَلَيْسَ تَرْكُهُ مِنْ الزُّهْدِ الْمَشْرُوعِ .
وقَالَ : فَفِي الأَنْبِيَاءِ وَالسَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِمَّنْ هُوَ زَاهِدٌ مَعَ غِنَاهُ كَثِيرٌ . اهـ .

وتُنال مَحبَّةُ اللهِ تعالى بالرِّضا عنِ اللهِ تعالى .
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : ارْضَ بما قَسَم اللهُ لكَ تَكُن أغْنى الناسِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ . وحَسَّنَهُ الألبانيُّ .
وقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا ؛ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ . رَوَاهُ أبو داودَ والنسائيُّ في الكبرى، وصحَّحَهُ الألبانيُّ .
وقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، حِينَ يُمْسِي ثَلاثًا، وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلاثًا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ .
قَالَ محمدُ بنُ واسِعٍ : إني لأغبِطُ رَجُلاً مَعَهُ دِينُهُ ، وما مَعَهُ مِن الدنيا شيءٌ ، وهُوَ راضٍ .
قَالَ العينيُّ : قولُهُ: " رضيتُ باللهِ ربا " أي: قَنِعْتُ بِهِ، واكْتَفَيْتُ بِهِ، ولَمْ أطْلُبْ مَعَه غَيْرَه .
وقولُهُ: " وبالإسلامِ دينًا " أي: رَضِيتُ بالإسلامِ دِينًا ، بمعنى: لم أسْعَ في غيرِ طريقِ الإسلامِ، ولم أسْلُكْ إلاَّ ما يُوافِقُ شريعةَ محمدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ .
وقولُهُ: " وبمحمدٍ رسولا " أي: رَضِيتُ بمحمدٍ رسولاً ، بمعنى: آمنتُ بهِ في كَوْنِهِ مُرْسَلا إليّ وإلى سائر المسلمين . اهـ .
والرِّضَا بالله ربًّا ، يَقْتضي : الرِّضا عَنِ اللهِ في مَواقِعِ القَدَرِ ، وعَدَمَ تَسَخُّطِ أقْدَارِه ، والتسليمَ لأحْكَامِه تبارَكَ وَتعالى .
وهذا إنما يَظهرُ بِجلاءٍ ويَتبيَّنُ بِوُضُوحٍ : في حالِ الضَّرّاءِ ، وأما في حَالِ السَّرَّاءِ فالناسُ فيه مُتقارِبونَ.

الثانية :
الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْعِزَّةِ والجلال ، وأُصلِّي وأسلِّمُ على الْمُتَّصَِف بالجلالِ والجمال
وعلى آلِه وصحبِه ذوي الفضْلِ والإفضَال .

قَدْ جَمَعَ ابنُ القيِمِ رَحِمَهُ اللهُ جُمْلَةً مِن الأسبابِ الجالِبَةِ لِمحبَّةِ اللهِ عزّ وَجَلّ
قَالَ رَحِمَهُ اللهُ : الأسبابُ الجالبةُ للمحبةِ والموجبةُ لهَا عشَرَةٌ : [ أيْ الجالبةُ لِمَحَبَّةِ اللهِ ]
أحَدُها: قراءةُ القرآنِ بالتدبُّرِ والتفهُّمِ لِمعانيهِ وما أُريدَ به ، كتدبِّرِ الكتابِ الذي يَحفظُهُ العبدُ ويَشْرَحُهُ ليتفهّمَ مُرادَ صَاحِبِهِ مِنْه .
الثاني : التقربُ إلى اللهِ تعالى بالنوافِلِ بعدَ الفرائضِ ، فإنَّها تُوصِلُهُ إلى درجةِ الْمَحْبُوبِيَّةِ بَعْدَ الْمَحَبةِ .
الثالِثُ : دوامُ ذِكْرِ اللهِ على كلِّ حالٍ باللسانِ والقلبِ والعَمَلِ والْحَالِ ، فنَصيبُهُ مِنَ الْمَحبَّةِ على قَدْرِ نَصيبهُ مِنَ هذا الذِّكْرِ .
الرَّابِعُ : إيثارُ مَحابِّهِ على مَحابِّكَ عِندَ غَلَبَاتِ الْهوى ، والتّسنُّمُ إلى مَحَابِّهِ ، وإنْ صَعُبَ المرتَقَى .
الخَامِسُ : مُطالَعَةُ القلْبِ لأسمائهِ وصِفَاتِهِ ، وَمشاهدتُها ومعرِفَتُها ، وتقلُّبِهِ في رياضِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ ومباديها ، فَمَنْ عَرَفَ اللهَ بأسمائهِ وَصِفَاتِهِ وأفعالِهِ أحَبَّهُ لا مَحَالة .
السادِسُ : مُشَاهدةُ بِرِّهِ وإحسانِه وآلائه ونِعَمِهِ الباطنةِ والظاهرةِ ، فإنَّها داعيةٌ إلى مَحَبَّتِه .
السابِعُ : - وهُوَ مِن أعجبِها - انكسارُ القلبِ بِكُلِّيَّتِه بينَ يديِّ اللهِ تعالى ، وَليْسَ في التعبيرِ عَنْ هذا الْمَعنى غيرُ الأسماءِ والعباراتِ .
الثامِنُ : الْخلوةُ به وَقْتُ النُّزولِ الإلهيِّ لِمناجَاتِهِ وتِلاوةِ كلامِهِ والوقوفِ بالقلبِ والتأدُّبِ بِأدَبِ العبوديَّةِ بين يديهِ ثُمَّ خَتْمُ ذلِكَ بالاستغفارِ والتوبةِ .
التاسِعُ : مُجُالَسَةُ الْمُحبينَ الصادقينَ والْتِقَاطُ أطايبِ ثَمراتِ كَلامِهِم كَما يُنتقى أطايبُ الثَّمَرِ ، ولا تَتكلمُّ إلاَّ إذا تَرَجَّحَتْ مَصلحةُ الكلامِ ، وَعَلِمْتَ أنَّ فيه مَزيدا لِحالِكَ ، وَمنفعةً لِغيرِكَ .
العَاشِرُ : مُبَاعَدَةُ كُلِّ سَببٍ يحولُ بينَ الْقَلْبِ وبينَ اللهِ عّزَّ وَجلَّ . فمِنْ هَذِهِ الأسبابِ العشرةِ وَصَلَ الْمُحِبُّونَ إلى منازِلِ الْمَحَبَّةِ ، وَدَخَلُوا على الحبيبِ. ومِلاكُ ذلِكَ كُلِّه أمْرَانِ :
استعادُ الروحِ لِـهذا الشأنِ .
وانفتاحُ عينِ البصيرةِ . وبِاللهِ التوفيقِ . اهـ .

أيها المؤمنون :
أَحِبُّوا مَا أَحَبَّ اللَّهُ، أَحِبُّوا اللَّهَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَلا تَمَلُّوا كَلامَ اللَّهِ وَذِكْرَهُ، وَلا تَقْسُ عَنْهُ قُلُوبُكُمْ.

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جمعة بِعنوان : الصيام الذي يُريده الله نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 24-05-2016 05:49 AM
خُطبة جمعة عن .. (التعرف على الله) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 13-05-2016 09:51 PM
خُطبة جمعة عن .. (تعظيم السنة) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 28-11-2015 11:58 PM
خُطبة جُمعة عن .. (غرس محبة الله في النفوس) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 28-11-2015 05:32 PM
خُطبة جُمعة عن .. (محبة الله) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 25-08-2015 03:51 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى