العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي الردّ على مَن يستشهِد بقول ابن تيمية أنّ أهل القِبلة كلهم مسلمون ولو كانوا مُبتدعين
قديم بتاريخ : 15-01-2015 الساعة : 02:56 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل اعزك الله و رفع قدرك و زادك علما و يقينا
اسمحلي بسؤال عن موضوع احد الاعضاء بالمنتدى سامحم الله يقول في موضوعه عن اهل القبلة
نص الموضوع







اقتباس :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين .


نعم نؤمن بأهل القبلة بأهل القبلة، ونؤمن أنهم من أهل الإسلام، ولا نخرجهم من ملة الإسلام،
من هم أهل القبلة؟
أهل القبلة هم من يدعي الإسلام، وينتسب إلى الإسلام، ويستقبل القبلة في الصلاة وفي الذبح وفي الدعاء،
وإن كان من أهل البدع ، أو من أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
فنسميهم مسلمين ونسميهم مؤمنين، ما داموا معترفين ومقرين بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- مصدقين بأخباره وأقواله، ولم يكذبوا بشيء مما جاء به،
هؤلاء نسميهم المسلمين إلا من فعل ناقضا من نواقض الإسلام، فارتد ...
أما إذا التزم بالإسلام، ونطق بالشهادتين، وكان يصلي ويستقبل القبلة، والتزم ظاهرا بالإسلام، هذا نسميه مسلما، ولا نكفره،
ولو كان عنده بعض البدع، ولو كان عنده بعض المعاصي،
إلا إذا
ارتكب مكفرا، كأن أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة،
أو سب الله أو سب الرسول أو استهزأ بالله، كما سيأتي،
أما إذا لم يفعل شيئا من ذلك؛ فنسميه مسلما ونسميه مؤمنا، ولا نكفره،
والدليل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا .


سؤلنا شيخنا الفاضل : هل صح ما قاله عن اهل القبلة
و من هم اهل القبلة ؟
اما الدليل الذي قدمه لنا


علمت مثله في قصة لخالد بن الوليد في رسالته إلى مرازبة فارس
اليك نص الرسالة
رسالته العظيمة التي يقول فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس , سلام على من اتبع الهدى أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم , وسلب ملككم , ووهنّ كيدكم , من صلى صلاتنا , واستقبل قبلتنا , وأكل ذبيحتنا , فذلكم المسلم له ما لنا وعليه ما علينا , إذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرهن واعتقدوا مني الذمة وإلا فو الله الذي لا إله إلا هو لأبعثن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ) .
هل هذا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
ارشدنا الى الصواب شيخنا اعزك الله



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لعل تلك الكلمة كلمة حقّ أُريد بها باطِل !

أولا : يجب تحديد أهل القبلة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا ، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا ؛ فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ . رواه البخاري .
وفي رواية له : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، فَإِذَا قَالُوهَا ، وَصَلَّوْا صَلاتَنَا ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا ، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا ؛ فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ .

وسَأَلَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه فقَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، مَا يُحَرِّمُ دَمَ الْعَبْدِ وَمَالَهُ ؟ فَقَالَ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَصَلَّى صَلاَتَنَا ، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا ؛ فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ . رواه البخاري .

قال الإمام الطحاوي في " العقيدة الطحاوية " : ونُسَمِّي أهل قِبلتنا مُسلمين مؤمنين ، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مُعْتَرِفِين ، وله بِكُلّ ما قاله وأخبر مُصَدِّقِين .
قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : والمراد بقوله : " أهل قبلتنا " : مَن يَدَّعِي الإسلام ويَستقبل الكعبة ، وإن كان من أهل الأهواء ، أو مِن أهل المعاصي ، ما لم يُكَذِّب بِشَيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . اهـ .

وقال ابن رجب في شرح الحديث السابق : وقد دَلّ هذا الحديث على أن الدَّم لا يُعْصَم بِمُجَرَّد الشهادتين ، حتى يَقوم بِحقوقهما ، وآكد حقوقهما الصلاة ؛ فلذلك خَصَّها بالذِّكْر . وفي حديث آخر أضاف إلى الصلاة الزكاة .
وذِكْر استقبال القبلة إشارة إلى أنه لا بُدّ مِن الإتيان بصلاة المسلمين المشروعة في كتابهم الْمُنَزَّل على نبيهم ، وهي الصلاة إلى الكعبة ، وإلاَّ فَمَن صَلّى إلى بيت المقدس بعد نَسْخِه كاليهود ، أو إلى المشرق كالنصارى فليس بِمُسْلِم ، ولو شَهِد بِشهادة التوحيد ...
وذِكْرُه أكْل ذَبيحة المسلمين ، فيه إشارة إلى أنه لا بُدّ مِن الْتِزَام جميع شرائع الإسلام الظاهرة ، ومن أعظمها أكل ذبيحة المسلمين ، وموافقتهم في ذبيحتهم ، فمن امتنع من ذلك فليس بِمُسْلِم . اهـ .

وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
مَن هُم أهل القبلة ؟
فأجابت اللجنة : أهل القبلة هم : المسلمون .

وفي " تاج العروس " للزبيدي : وأهْلُ الأهْواءِ : هُم أهْلُ القِبلَةِ الذين مُعْتَقَدُهم غيرُ مُعْتَقَدِ أهلِ السنَّة .

ثانيا : متى يجوز أن يُحكَم على أحدٍ مِن أهل القبلة بِعدم الاندراج تحت هذا المفهوم ؟

قال الإمام الطحاوي في " العقيدة الطحاوية " :
ولا نُكَفِّر أحدًا مِن أهل القبلة بِذَنْب ما لم يَسْتَحِلّه .
قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : أراد بأهل القبلة الذين تَقدَم ذِكْرهم في قوله : " ونُسَمِّي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مُعْتَرِفين ، وله بِكُلّ ما قال وأخبر مُصَدِّقِين " يُشير الشيخ رحمه الله بهذا الكلام إلى الرد ّعلى الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب .
واعلم - رحمك الله وإيانا- أن باب التكفير وعدم التكفير ، باب عَظُمت الفتنة والمحنة فيه ، وكثُر فيه الافتراق ، وتَشتتت فيه الأهواء والآراء ، وتَعارَضت فيه دلائلهم . فالناس فيه في جنس تكفير أهل المقالات والعقائد الفاسدة ، المخالِفة للحق الذي بَعَث الله به رسوله في نفس الأمر ، أو المخالفة لذلك في اعتقادهم ، على طرفين ووسط ، مِن جنس الاختلاف في تكفير أهل الكبائر العملية .
فطائفة تقول : لا نُكَفِّر مِن أهل القبلة أحدا ، فَتَنْفِي التكفير نَفْيًا عاما ، مع العلم بأن في أهل القبلة المنافقين ، الذين فيهم مَن هو أكْفَر مِن اليهود والنصارى بالكتاب والسنة والإجماع ، وفيهم مَن قد يُظهر بعض ذلك حيث يمكنهم ، وهم يتظاهرون بالشهادتين .
وأيضا : فلا خلاف بين المسلمين أن الرجل لو أظهر إنكار الواجبات الظاهرة المتواترة ، والمحرمات الظاهرة المتواترة ، ونحو ذلك ، فإنه يُستتاب ، فإن تاب وإلاّ قُتِل كافرا مُرْتدا , والنفاق والردة مظنتها البدع والفجور ، كما ذكره الخلال في كتاب السنة بِسَنده إلى محمد بن سيرين ، أنه قال : إن أسرع الناس رِدّة أهل الأهواء . وكان يرى هذه الآية نَزَلت فيهم : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) ، ولهذا امتنع كثير مِن الأئمة عن إطلاق القول بأنا لا نُكَفِّر أحدا بِذَنْب ، بل يُقال : لا نُكَفّرهم بِكُلّ ذَنْب ، كما تفعله الخوارج . وفَرْق بين النفي العام ونَفْي العُموم . والواجب إنما هو نفي العموم ، مناقضة لقول الخوارج الذين يُكَفِّرون بِكُلّ ذَنْب . ولهذا - والله أعلم - قيده الشيخ رحمه الله بِقَوله : ما لم يَسْتَحِلّه . وفي قوله : ما لم يَسْتَحِلّه إشارة إلى أن مُراده مِن هذا النفي العام لكل ذَنب مِن الذنوب العَمَلية لا العِلْمِية . اهـ .

وقال ابن عبد البر : وقد أجمعوا أن الزنديق إذا أظهر الزندقة يُستتاب كَغَير الزنديق .
قال : وَدَلّ قوله : " عَصَمُوا مِنِّي دماءهم " على أن مِن أهل القبلة مَن يَشهد بها غير مُخْلِص ، وأنها تَحْقِن دَمه وحِسَابه على الله .
وأجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر ، وإلى الله عز و جل السرائر . اهـ .

وقد اجتمع الصحابة على قِتال مانعي الزكاة ، وإن كانوا في الأصل مِن أهل القبلة ، ويشهدون شهادة التوحيد .

قال أنس بن مالك رضي اللّه عنه : كَرِهت الصحابة قِتال مانِعي الزكاة ، وقالوا : أهل القبلة ، فتقلّد أبو بكر سيفه وخَرَج وحده ، فلم يجدوا بُدًّا مِن الخروج على أثره .
وقال ابن مسعود : كَرِهْنا ذلك في الابتداء ، ثم حَمِدْناه عليه في الانتهاء .

والمقصود أن لا نقول بِقول الخوارج ، بالتكفير بالكبائر ، ولا بِقول المرجئة : أنه لا يضرّ مع الإيمان ذَنْب ، فيُحكَم بإسلام كلّ من ادّعى الإسلام !

قال عطاء بن أبي رباح : ما كنت لأدع الصلاة على أحدٍ مِن أهل القبلة ، ولو كانت حبشية حُبْلَى مِن الزنا ؛ لأني لم أسمع الله حَجَب الصلاة إلاّ على المشركين ، يقول الله، عز وجل : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) .

وليس كلّ من ادّعى الإسلام قُبِل منه ، خاصة أهل البِدَع الْمُكفِّرَة ؛ فقد كفّر العلماء الرافضة ، والجهمية ، والمعتزلة القائلين بِخَلْق القرآن ، والنصيرية ، وغيرهم ممن أتَى ببدعة مُكفِّرة مثل الفِرَق المعاصرة ، مثل : البهائية والقاديانية وغيرها مِن الفِرَق المارِقة .

ولم يَقُل شيخ الإسلام ابن تيمية أن مَن استقبل قِبْلَتنا أنه لا يَكْفُر ، أو لا يُكْفَّر .
فإن مما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يُنْكِر القيامة ومَعَاد الأبدان أحدٌ مِن أهل القبلة ، وأنكر هذه الأمور التي جاءت بها الأحاديث المستفيضة ، بل المتواترة عند علماء أهل الحديث : طوائف مِن أهل البدع إما مِن المعتزلة ، وإما من الخوارج ، وإما مِن غيرها . اهـ .

فأنت ترى أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جَعَل أهل البِدَع المغلّظة في مُقابِل أهل القبلة !

وقال رحمه الله : كان السلف يحذّرون من هذين النوعين : مِن المبتدع في دينه ، والفاجِر في دُنياه ، وكل مِن هذين النوعين - وإن لم يكن كُفرًا مَحْضًا - فهو مِن الذنوب والسيئات التي تقع مِن أهل القبلة .

وقال : أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة ؛ بَيان حالهم وتَحذير الأمة منهم واجِب باتِّفَاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل : "الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ ؟ فَقَالَ : إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ ، هَذَا أَفْضَلُ . فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ . اهـ .

وقال ابن القيم في " النونية " :
وكذاك أتباع على منهاجهم ... من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذا ... لك وافقوا جهما على الكفران
فَهُم بِذا جهمية أهل اعتزال ... ثَوبهم أضحى له علمان
ولقد تَقَلّد كُفرهم خمسون في ... عشر مِن العلماء في البلدان
واللالكائي الامام حكاه عن ... هُم بل حكاه قبله الطبراني

قال ابن عيسى في " شرح النونية " : قوله : " ولقد تَقَلّد كُفرهم خمسون في عشر الخ .. " أي : أن القائلين بِخَلْق القرآن كَفَّرهم خمسمائة عالم مِن علماء المسلمين ..
قوله : " واللالكائي الامام حكاه عنهم الخ .."
قال الامام الحافظ أبو القاسم اللالكائي - وقد ذَكَر أقوال السلف والائمة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وما ورد عنهم من تكفير مَن يقول ذلك - ثم قال : فهؤلاء خمسمائة وخمسون نَفْسًا وأكثر من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين سوى الصحابة الخبيرين على اختلاف الأعصار ومُضي السنين والأعوام ، وفيهم نحو مِن مائة إمام ممن أخذ الناس بِقَولهم وتَدَيّنوا بمذاهبهم . قال : ولو اشتغلت بِنَقْل قول الْمُحَدِّثِين لَبَلَغَتْ أسماؤهم ألُوفًا كثيرة ، لكن اختصرت ، فَنَقَلْت عن هؤلاء عَصْرًا بَعد عَصْر ، لا يُنْكر عليهم مُنْكِر ، ومن أنكر قولهم استتابوه وأمروا بِقَتْله ، أو نَفْيه ، أو صَلْبه . قال : ولا خلاف بين الأمة أن أول مَن قال القرآن مخلوق الجعد بن درهم ، ثم الجهم بن صفوان ؛ فأما جَعْد فَقَتَله خالد بن عبد الله القسري ، وأما جَهْم فَقُتِل بَمْرو في خلافة هشام بن عبد الملك . اهـ .

في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
وأهل القبلة هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا " أخرجه البخاري وغيره مِن حديث أنس رضي الله عنه .
وهم أهل السنة والجماعة السائرون على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان .
لكن مَن عَمِل ناقِضًا مِن نواقض الإسلام فهو كافِـر ، كَمَن يَستغيث بالأموات ، أو يذبح لهم ، أو يَسبّ الله ورسوله ، أو يستهزئ بالدين ونحو ذلك ، كما أوضح ذلك أهل العلم في باب حُكم المرتد .
وأهل السنة لا يَشهدون على أحدٍ مُعَيّن أنه مِن أهل الوعيد وأنه كافر إلاَّ بأمْر تجوز معه الشهادة ، فإنه مِن أعظم البَغي أن يُشهد على مُعين أن الله لا يَغفر له ولا يرحمه ، وورَد في هذا وَعيد شديد .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخذ بقول ابن تيمية حول يسير النجاسة هل يعتبر تقديماً على قول الله ؟ راجية العفو إرشـاد الطـهــارة 0 29-07-2013 02:10 AM
ماهو الفرق بين إسلاميون - مسلمون - مؤمنين عبق قسـم الفتـاوى العامـة 0 15-03-2010 04:53 PM
هل نحن مسلمون أم نحن عرب فقط ؟ محب السلف قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 22-02-2010 11:01 PM
أيهم أولي أن تقوم بذبح الأضحية أم تقوم بذبح العقيقة عن الطفل ؟ ناصرة السنة قسـم الفقه العـام 0 21-02-2010 12:43 PM
أخطؤوا في تحديد القِبلة ، فهل تلزمهم الإعادة ؟ نسمات الفجر إرشــاد الـصــلاة 0 15-02-2010 07:46 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى