العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي هل ترتيب السّوَر في المصحف وتَسمِياتها والتجزيء والتحزيب مِن فِعل النبي صلى الله عليه وسلم
قديم بتاريخ : 07-02-2010 الساعة : 08:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحسن الله إليكم .. ونفع بكم .. ورفع قدركم :
هل ترتيب السور في المصحف وتسمياتها والتجزيء والتحزيب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بمعنى أنه : على التوقيف ؟ أم من فعل غيره ؟ وهل يجوز تغييره ؟
أفتونا مأجورين ؛ لا حرمكم الله الأجر .


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .
وأحسن إليك .

يُفرِّق العلماء بين ترتيب الآيات في السورة ، وبين ترتيب السور في المصحف . فالأول توقيفي ، والثاني اجتهادي .

فالصحابة كانوا يَضعُون الآيات في السّورة كما يأمُرهم النبي صلى الله عليه وسلم .

رَوَى البُخَاري عن ابنِ الزُّبير رَضي الله عنه قَال : قُلْتُ لِعُثْمَان بن عفان : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا)[البقرة : 240] قَال : قد نَسَخَتْها الآيَة الأُخْرَى ، فَلِمَ تَكْتُبُهَا أو تَدَعُهَا ؟ قَال : يا ابْن أخِي لا أُغَيِّر شَيئًا مِنْه مِن مَكَانِه .

فقوله : الآيَة الأُخْرَى ، يعني : (الآية ذات الرقم (234) .

وذلك أن قوله تعالى : (َالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاج)[البقرة:240] نسخها قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُر وَعَشْرًا) [البقرة:234] .

والناسخ يكون مُتأخِّر النُّزول ، إلاّ أنها مما تقدّم ترتيبه في المصحف . قال الزرقاني في " مناهل العرفان " عن هذا الحديث : فهذا حديث أبلج من الصبح في أن إثبات هذه الآية في مكانها مع نسخها توقيفي لا يستطيع عثمان باعترافه أن يتصرَّف فيه لأنه لا مجال للرأي في مثله . اهـ .

فترتيب الآيات متفق عليه ، وهو محلّ إجماع ، بخلاف ترتيب السور .

وأما ترتيب السور في المصحف فهو أمر اجتهادي ، ولذا اختلف ترتيب السور في مصاحف الصحابة رضي الله عنهم .

قال الإمام النووي رحمه الله : ولو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ التي قبلها أو خالف المولاة فقرأ قبلها ما لا يليها جاز ، وكان تاركاً للأفضل ، وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفقٌ على منعه وذمِّـه ؛ فإنه يُذهب بعض أنواع الإعجاز، ويزيل حِكْمة الترتيب . اهـ .

قال السيوطي رحمه الله :
فترتيب النـزول غير ترتيب التلاوة .

وقال أيضا : الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي ، لا شبهة في ذلك ، وأما الإجماع فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته ، وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين . انتهى .

وقال مكي وغيره : ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة .

وقال القاضي أبو بكر في الانتصار : ترتيب الآيات أمر واجب وحُكم لازِم فقد كان جبريل يقول : ضَعُوا آية كذا في مَوضِع كذا .

ومما يدلّ على ترتيب آيات القرآن قول أحد كتاب الوحي ، وهو زيد بن ثابت رضي الله عنه : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نُؤلِّف القرآن مِن الرِّقاع . رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وابن حبان .

وتسمية السور توقيفي في الغالب " ضعوا آية كذا في سورة كذا " ، إلاّ أن السورة قد تُسمّى بأكثر من اسم ، فقد تُسمى باسم ، وتُسمّى ببعض آياتها ، أو ما جاء فيها

وتجزئة القرآن وتحزيبه كان مِن قِبَل الصحابة رضي الله عنهم .قال الزركشي : وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها .

ثم قال :
أسند الزبيدي في كتاب الطبقات عن المبرد أول مَن نَقط المصحف أبو الأسود الدؤلى . وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نَقَطه له يحيى بن يَعْمَر . وذَكَر أبو الفرج أن زياد بن أبى سفيان أمَر أبا الأسود أن ينقط المصاحف .وذَكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول مَن نَقط المصاحف ، وكان يُقال له : نصر الحروف

وأما وضع الأعشار ؛ فقيل إن المأمُون العباسي أمَر بذلك . وقيل : إن الحجاج فعل ذلك . ثم قال : واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد مائة وأربع عشرة سورة ، كما هي في المصحف العثماني ، أولها الفاتحة وآخرها الناس . اهـ .

كما أن تحزيب القرآن وتجزئته ليس من البدع ، لأن من فعل هذا لم يقصد به التقرّب إلى الله ، وإنما هي أمور لمصالح العباد دَعَتْ إليها الحاجة .

فالذي يقرأ القرآن لا يقرأ كتابة ( الجزء الأول - الحزب الأول ) - مثلا - بقصد التعبّد . هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فإنه مِن فعل الصحابة رضي الله عنهم ، وفعلهم حُجة .

ومع أن ترتيب السور في المصحف ليس توقيفي ، فليس لأحد أن يُخالِف في كتابة المصحف ؛ لأن هذا صار إجماع أمّة ، واتّفقَت عليه الأمّة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يُصلّى على غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟ راجية العفو قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 25-02-2010 10:20 PM
هل قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 2 22-02-2010 11:39 PM
خصائص جسد النبي صلي الله عليه وسلم راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 16-02-2010 09:07 PM
هل حج احد قبل النبي صلى الله عليه وسلم عبق قسـم السنـة النبويـة 0 16-02-2010 08:43 PM
هل ورد هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم..؟؟ ناصرة السنة إرشـاد الأدعـيــة 0 15-02-2010 02:52 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى