[ناصرة السنة]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم فضيلة الشيخ

بارك الله فيكم زوجي رجل ملتزم لكن الله المستعان أمه صعبة في التعامل أحاول أعاملها مثل الوالدة لكن هي تتدخل في أمور كثيرة و المشكلة الآن تتدخل في الطفل الجديد أي المولود، مثلا كنت سأنزل مع زوجي للمسجد من سيارة أبيه و كانت حماتي معنا و معها ابني و كنا قاصدين بيت جدة الزوج و قلت خالتي فضلا الطفل كي أخذه معي إلى المسجد قالت لي ولماذا هل ليست هناك ثقة بي قلت لها لا خالتي ليس هذا و قال أبوه و لماذا إذا؟ لما بدؤوا بالصراخ سكت و قال زوجي لا ليس شيء يتعلق بالثقة بكن و لكن لأن المشكلة في التلفاز لأن خالتي تشاهد التلفاز فعندما أذهب أنا سأخبرها بإغلاقها، المهم تركنا الطفل يذهب معهم إلى حين نصلي في المسجد ونلحق بهم كونهم قالوا سيطفئون التلفاز . بعد هذا بقيت حماتي و شيخي واخدين من خاطرهم مني ، و قالوا علي أن لا أتكلم معهم عن شيء يضر الطفل في دينه لأنهم أكبر مني و يعرفون كيف يربون . و هذا أمر صعب علي أن لا أتدخل في ابني والمشكلة أن زوجي يريد أن نجلس عندهم مثلا أسبوع وهذا ما يزيد من كثرة المشاكل بيني و بينهم. يقول هكذا سيصبح انسجام، لكن ما ينتج هو العكس، فهل صلة الرحم تستوجب الجلوس مدة كثيرة.

و تدخلات حماتي ينتج عنها مشاكل كثيرة فهي تتدخل بحياتنا الدينية و الدنيوية

فأشياء كثيرة تحدث للطفل و أخاف أن بتأثر بهم

مثلا تنشد الحماة للطفل أنشودة بالفرنسية ونحن نريد أن نربيه على اللغة العربية مع العلم أن لهجتنا مغربية ، و كذلك شيخي يتكلم معه بالفرنسية

مثلا الأم تقول للطفل أمك تضربك عندما تجده يبكي وهذا الكلام قد يؤثر عليه رغم ذات 9 أشهر

و هل يا فضيلة الشيخ الأناشيد العربية بالصوت و الصورة ستؤثر عليه لو كان يشاهدها يوميا تقريبا ؟

فضلا فضيلة الشيخ لأن هذه المشاكل تسبب كذلك مشاكل بيني و بين زوجي، ما الحل ؟



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك الله فيك .

على الإنسان أن يُعاشِر مَن تُلجئه الظروف إلى مُعاشَرته بالتي هي أحسن .

قال الله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) .

قال محمد بن الحنفية : ليس بِحَكِيم مَنْ لا يُعاشر بالمعروف من لا يَجِد من معاشرته بُدّاً ، حتى يجعل الله له فَرَجاً أو مَخْرَجَا . رواه ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد .

وهوّني الأمر ، ولا تُحمِّلي الأمور أكثر مما تحتمل ؛ لأن مِن شأن هذا زيادة المشكلات الأُسَرِيّة.

ولا شكّ أن ما يسمعه الطفل – بل ما يسمعه الجنين – يُؤثِّر عليه ، إن خَيرا فَخَيْر ، وإن شرًّا فَشَرّ .

وأما الكلام اليسير مع الطفل بِغير العربية فلا يُؤثِّر عليه .

فقد أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ ، قَالَ : مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُوهَا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ ؟ فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ ، قَالَ : ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ ، فَأُتِيَ بِها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ ، وَقَالَ : أَبْلِي وَأَخْلِقِي مَرَّتَيْنِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلى أم خالد ، وَيَقُولُ : يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا ! وَيَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا ! وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ . رواه البخاري .

وذلك لأنها وُلِدَت في أرض الحبشة .

وسبق :

هل أهل الزوج مِن الأرحام الذين يجب صِلتهم ، خاصةً أنهم يُؤذُونَني ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10342

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد