س: ما حكم قول : ( ثور الله في أرضه أو في برسيمه ) حيث تطلق عادةً على الإنسان القوي الجسم لكنه جاهل غبي لا يفقه شيئاً ؟
الجواب :
قول ( ثور الله ) يقتضي تشريف وتخصيص ، ولا وَجْه له هنا ؛ فأي تشريف أو تخصيص في مثل هذا المقام .
وليس مثل قول ( ناقة الله ) فإن النسبة هنا نسبة تشريف وتخصيص .
قال ابن القيم رحمه الله : المضاف إلى الله سبحانه نَوعان :
صِفَات لا تقوم بأنفسها ، كالعِلْم والقدرة والكلام والسمع والبصر ، فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها ، فعلمه وكلامه وإرادته وقدرته وحياته صفات له غير مخلوقة ، وكذلك وجْهه ويَده سبحانه .
والثاني : إضافة أعيان مُنفصلة عنه ، كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح ، فهذه إضافة مخلوق إلى خَالِقه ، ومصنوع إلى صانعه ، لكنها إضافة تقتضي تخصيصا وتشريفا يتميز به المضاف عن غيره ، كبيت الله ، وإن كانت البيوت كلها ملكًا له ، وكذلك ناقة الله ، والنوق كلها ملكه وخلقه ، لكن هذه إضافة إلى إلهيته تقتضي محبته لها وتكريمه وتشريفه ، بخلاف الإضافة العامة إلى ربوبيته حيث تقتضي خَلْقه وإيجاده ، فالإضافة العامة تقتضي الإيجاد ، والخاصة تقتضي الاختيار . اهـ .
فالذي يَظهر المنع من ذلك القول لِسببين :
الأول : تَنْزِيه الله تعالى عن مثل هذه الإضافة التي ليس لها تشريف ولا تخصيص .
الثاني : ما فيه مِن ازدراء الناس واحتقارهم ، وهذا هو الْكِبْر ، كما عرّفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ . رواه مسلم .
والمعنى : احتقارهم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد