العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام التواصـل والأسئلـة اكتب سؤالك هنا
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

جوزي أبو عثمان
عضو نشيط
رقم العضوية : 857
الإنتساب : Nov 2015
الدولة : روسيا
المشاركات : 41
بمعدل : 0.01 يوميا
إرسال رسالة عبر Skype إلى جوزي أبو عثمان

جوزي أبو عثمان غير متواجد حالياً عرض البوم صور جوزي أبو عثمان


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي هل كان الله يخلق أزلا و أبدا
قديم بتاريخ : 13-10-2016 الساعة : 01:53 AM

السلام عليكم فضيلة الشيخ
وجدت كلاما لأحد المشائخ الفضلاء و هذا ما نصه: " قال الله تعالى : (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) هود/ 107 .
والفعَّال هو من يفعل على الدوام ، ولو خلا من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً ؛ فوجب دوام الفعل أزلاً وأبداً" انتهى

ثم وجدت كلاما للإمام إبي جعفر الطحاوي حيث يقول: "ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم «الخالق»، ولا بإحداث البرية استفاد اسم «البارئ» له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق"

ثم علق عليه العلامة عبد الرحمن البراك: "هو الخالق والخلّاق ولو لم يخلق، والخالق البارئ اسمان من أسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}"

ثم التبس علي الأمر لأن في المفاد الأول أن الله يخلق دائما و صفته "فعال" تفيد دوام الفعل أزلا و أبدا
و في الوقت نفسه أن الله له اسم "خالق" و إن لم يخلق و هو بارئ قبل أن يبرأ و هذا المفاد الثاني
و كذا في الصحيح عن عمران بن حصين أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره" و في رواية غير البخاري "معه" و في الرواية "قبله"

إن كان ربنا يخلق دائما أزلا و أبدا لكون اسمه فعالا فكيف لم يكن شيئ قبله أو معه؟ وإن قلنا لا يلزم من كون الله خالقا أن يخلق فكيف نعمل بصفته "فعال"؟
كيف الجمع بين هذا و ذاك فضيلة الشيخ؟
و كيف نفهم كلام شيخ الإسلام رحمه الله في تسلسل الحوادث؟
بارك الله في علمكم!


التعديل الأخير تم بواسطة جوزي أبو عثمان ; 13-10-2016 الساعة 02:01 AM.


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : جوزي أبو عثمان المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2016 الساعة : 05:28 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

هذا الذي يجب أن يعتقِده المسلم : أن الله قادِر على كل شيء ، وأنه سبحانه وتعالى يَخْلق متى شاء ، وأنه فعّال لِمَا يُريد .
قال الإمام البغوي في تفسير قوله تعالى : (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) لا يُعجزه شيء يُريده ، ولا يَمْتَنِع منه شيء طَلَبه . اهـ .
وقال الحافظ ابن كثير : (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) أي : مَهمَا أراد فِعله ، لا مُعقّب لِحُكمه ، ولا يُسأل عمّا يَفعل ؛ لِعَظَمته وقَهرِه وحِكْمته وعَدْله . اهـ .

وأما قول الشيخ الفاضل : (ولو خلا من الفعل في أحد الزمَانَين لم يكن فعَّالاً) المقصود أنه قادِِر على الفعل في كل وقت ، حتى قبل أن يَخلُق الْخَلْق حين لم يكن شيء قَبله أو معه .
وهو معنى قول شيخنا العلامة عبد الرحمن البرّاك : هو الخالق والخلاّق ولو لَم يَخْلُق . اهـ .

وقال الإمام الطحاوي : ليس منذ خَلق الْخَلْق استفاد اسم الْخَالِق ، ولا بإحداثه البريّة استفاد اسم الباري .
قال ابن أبي العز في شرحه : ظاهر كلام الشيخ رحمه الله أنه يَمنع تسلسل الحوادث في الماضي ، ويأتي في كلامه ما يَدلّ على أنه لا يَمنعه في المستقبل ، وهو قوله : " والجنة والنار مَخلوقتان لا تَفنَيان أبدا ولا تَبِيدَان " وهذا مذهب الجمهور ، كما تقدم . ولا شك في فَساد قول مَن مَنع ذلك في الماضي والمستقبل ، كما ذهب إليه الْجَهْم وأتباعه ، وقال بِفَناء الجنة والنار ...
فإنه سبحانه لم يزل حيًّا ، والفعل مِن لَوازم الحياة ، فلم يَزل فاعِلا لِمَا يُريد ، كما وَصَف بذلك نفسه ، حيث يقول : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) . اهـ .

وقد بيّن ابن القيم رحمه الله ذلك أوضَح بَيَان ، فقال :
وقوله : (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) دليل على أمور :
أحدها : أنه تعالى يَفعَل بإرادته ومَشيئته .

الثاني : أنه لم يَزل كذلك لأنه لم يزل كذلك ، لأنه ساقَ ذلك في مَعرِض المدح والثناء على نفسه ، وأن ذلك مِن كماله سبحانه ، ولا يَجوز أن يكون عادِمًا لهذا الكمال في وَقت مِن الأوقات . وقد قال تعالى : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) . ولَمّا كان مِن أوصاف كَمَالِه ونُعوت جلاله لم يكن حادِثا بعد أن لم يكن .

الثالث : أنه إذا أراد شيئا فَعَلَه ، فإن " مَا " موصولة عامة ، أي : يَفعل كل مَا يُريد أن يَفْعَله ، وهذا في إرادته المتعلِّقة بِفِعلِه . وأما إرادته المتعلقة بِفِعل العَبد فتلك لها شأن آخر ؛ فإن أراد فِعل العبد ولم يُرد مِن نفسه أن يُعينه عليه ويَجعله فاعلا لم يُوجد الفعل ، وإن أراده حتى يُريد مِن نفسه أن يَجعله فاعلا . وهذه هي النكتة التي خَفِيت على القدرية والجبرية ، وخَبَطُوا في مسألة القَدَر ، لِغَفْلَتِهم عنها ، فإن هنا إرادَتين ؛ إرادة أن يَفعل العبد ، وإرادة أن يَجعله الربّ فاعلاً . وليستا متلازمتين وإن لزم من الثانية الأولى من غير عكس فمتى أراد من نفسه أن يُعين عبده وأن يَخلق له أسباب الفعل فقد أراد فعله ، وقد يريد فِعله ولا يُريد من نفسه أن يَخلق له أسباب الفعل ، فلا يوجد الفعل .
فإن اعتاصَ عليك فَهْم هذا الموضع وأشكل عليك فانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم حاكِيا عن ربه قوله للعبد يوم القيامة : " قد أردت مِنك أهوَن مِن هذا وأنت في صُلْب أبيك : أن لا تُشرك بي شيئا " ولم يقع هذا المراد ، لأنه لم يُرد مِن نفسه إعانته عليه وتوفيقه له .

الرابع : أنّ فِعلَه وإرادته مُتلازِمان ، فمَا أراد أن يَفعله فَعَله ، وما فَعَلَه فقد أراده ، بِخِلاف الْمَخْلُوق ؛ فإنه يُريد ما لا يَفعَل ، وقد يَفعَل ما لا يُريد . فما ثَمّ فَعّال لِمَا يُريد إلاّ الله وَحده .

الخامس : إثبات إرادات مُتعَدّدة بِحسب الأفعال ، وأنّ كُل فِعل له إرادة تَخصّه ، هذا هو المعقول في الفِطر ، فشأنه سبحانه أنه يُريد على الدوام ، ويَفعَل ما يُريد .

السادس : أنّ كُل ما صَلح أن تتعلّق به إرادته جازَ فِعله ، فإذا أراد أن يَنْزِل كُلّ ليلة إلى سَمَاء الدنيا ، وأن يَجيء يوم القيامة لِفَصل القضاء ، وأن يُرِي عباده نفسه ، وأن يَتَجَلّى لهم كيف شاء ، ويُخاطِبهم ، ويَضحك إليهم ، وغير ذلك مما يريد سبحانه - لَم يَمتَنع عليه فِعله ، فإنه تعالى فَعّال لِمَا يُريد . وإنما تتوقف صِحّة ذلك على إخبار الصادِق به ، فإذا أخبر وَجَب التصديق به ، وكان رَدّه رَدًّا لِكَماله الذي أخبر به عن نفسه ، وهذا عين الباطل ، وكذلك إذا أمكن إرادته سبحانه مَحو ما شاء وإثبات ما شاء أمكن فعله ، وكانت الإرادة والفعل مِن مُقتضيات كَمَاله الْمُقَدَّس . اهـ .

وأما كلام شيخ الإسلام رحمه الله في تسلسل الحوادث ؛ فإنه يَردّ بِذلك على الفلاسفة
فإنه قال رحمه الله في " درء تعارض العقل والنقل " :
والمقصود هنا أن هؤلاء المتكلِّمين الذين جَمَعوا في كلامهم بين حق وبين باطل ، وقابَلُوا الباطل بباطل ، ورَدّوا البدعة ببدعة ، لَمَّا نَاظُرُوا الفلاسفة وناظَرُوهم في مسألة حدوث العالم ونحوها ، استطال عليهم الفلاسفة لَمّا رَأوهم قد سَلَكوا تلك الطريق ، التي هي فاسدة عند أئمة الشرع والعقل ، وقد اعترف حُذّاق النظّار بِفسادها ، فظن هؤلاء الفلاسفة الملاحدة أنهم إذا أبْطَلوا قَول هؤلاء بامتناع حوادث لا أوّل بها ، وأقاموا الدليل على دَوام الفعل ، لَزِم من ذلك قِدَم هذا العَالَم ، ومُخالَفة نصوص الأنبياء .
وهذا جهل عظيم ، فإنه ليس للفلاسفة ولا لغيرهم دليل واحد عقلي صحيح يُخالِف شيئا مِن نصوص الأنبياء .
وهذه مسألة حدوث العالَم وقِدَمه ، لا يَقدر أحدٌ مِن بني آدم يُقيم دليلاً على قِدَم الأفلاك أصلاً ، وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلاً ، وإنما غايتهم أن يَدلّوا على قِدَم نوع الفعل ، وأن الفاعل لم يَزل فاعلاً ، وأن الحوادث لا أوّل لها ، ونحو ذلك مما لا يَدل على قِدَم شيء بِعَينه مِن العالَم ، وهذا لا يُخالِف شيئا من نصوص الأنبياء ، بل يُوافِقها .
وأما النصوص المتواترة عن الأنبياء بأن الله خَلَق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، وأن الله خالِق كل شيء ، فكل ما سِواه مَخلوق كائن بعد أن لم يَكن ، فلا يُمكن أحدا أن يذكر دليلاً عقليا يُناقِض هذا .
وهذه مسألة حدوث العالَم أعظم عُمَد الفلاسفة فيها التي عَجز المتكلِّمون عن حَلّها ، ليس فيها ما يَدلّ على قِدَم شيء مِن العالَم أصلاً ، ولهذا كان ما أقامه الناس مِن الأدلة على أن كل مَفعول فهو مُحدَث كائن بعد أن لم يَكن . اهـ .

وقال ابن أبي العز : والقول بأن الحوادث لها أوّل ، يَلزم منه التعطيل قَبْل ذلك ، وأن الله سبحانه وتعالى لم يَزل غير فاعِل ثم صار فاعلا .
ولا يَلزم مِن ذلك قِدَم العالَم ، لأن كل ما سِوى الله تعالى مُحدَث مُمكِن الوجود ، مَوجود بإيجاد الله تعالى له ، ليس له مِن نفسه إلاّ العَدَم ، والفقر والاحتياج وصف ذاتي لازِم لكل ما سوى الله تعالى ، والله تعالى واجِب الوجود لِذَاته ، غني لِذَاته ، والغنى وَصف ذاتي لازِم له سبحانه وتعالى . اهـ .

والله تعالى أعلم .


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصاب زكاة المال هل هو دائما 300 ريال لا يتغير أبدا ؟؟ ناصرة السنة إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 30-03-2010 05:15 PM
صحة قول (أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولن تخلد النفوس بالنار ) *المتفائله* قسـم الفقه العـام 0 21-03-2010 11:25 PM
صحة حديث: يخلق الله من الشبه أربعين محب السلف قسـم السنـة النبويـة 0 18-02-2010 10:30 AM
هل يحلق لحيته لأن لديه بعض المعاصي ؟ ناصرة السنة إرشـاد الشـبـاب 0 16-02-2010 09:18 PM
هل الله يخلق الانسان فى صورة بشعه تكون له نقمه في عيشه بين الناس؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 10-02-2010 10:03 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى