العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي حصول المرغوب واندفاع المرهوب
قديم بتاريخ : 08-03-2010 الساعة : 11:07 PM


حصول المرغوب واندفاع المرهوب


ما الذي يُريده الناس في هذه الحياة ؟
كل إنسان في هذه الدنيا يَتمنّى حُصُول مَطْلوبه .. وانْدِفاع مَرْهوبه !
أن يتحقق له ما يُريد .. وأن يُصرف عنه كل سوء ومكروه ..

أليس كذلك ؟
بلى

وهذا مُتحقِّق للمؤمن إذا حَقَّق الإسلام ..
فإذا ما أسْلَمَتْ جوارِح المؤمن لله رب العالمين .. وكانت مُنقادَة لله .. فقد تحقق له ما يصبو إليه .. واندفع عنه ما يَرهبه ويخافه ..

إذا تَقَرّب المؤمن إلى ربّه شِبْرًا تَقَرّب الله إليه ذِراعا ..
وإذا تَقرّب المؤمن إلى ربِّـه تبارك وتعالى بالفرائض .. فقد أبرأ ذِمَّـتَه , وأرضى ربَّـه ..
ولا يَزال المؤمن يتقلّب بين الطاعات .. ويتقرّب إلى رب الأرض والسماوات .. يتقرّب بِنوافِل الطاعات .. مِن نوافل الصلاة ، ونوافل الزكاة ، ونوافل الصِّيَام ، ونوافل الحجّ والعُمرة ..

ولسان حاله :
ركضا إلى الله بغير زاد *** إلا التقى وعمل المعاد
وكل زاد عُرْضَة للنفاد *** غير التقى والبر والرشاد

ولسان مَقَالِه : وعَجِلْتُ إليك ربّي لِترضى ..

لم يَكْتفِ بالفَرائض حتى أدَّى النوافل ..
حين يشعر المؤمن بِتقصيره في حقّ ربِّـه .. يدفعه إلى ذلك مَعرفة بِما يَجب لِربِّـه .
وحين يعترِف بِذَنْبه ..
فإن ذلك يَحْمِله على زِيادة القُرُبات .. والازْدياد مِن الطَّاعات ..
لم يَسْتَثْقِل الفرائض .. بل بَادَر إلى النوافل .. وسارع في الخيرات وإلى الخيرات .

وهذا سبب لِنَيْل محبة الله ، والفوز بِرضاه ..

يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي : وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْء أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ . رواه البخاري .

فإذا أحبّه ربّ العِزّة جاءته الْمَكرُمات .. وفاز بِعلُوّ الدَّرَجات ..
مَن أحبّه رب العالمين جازاه أحسن الجزاء .. في الدنيا والآخرة ..

ما جزاء هذا الذي تقرّب بالنوافل بعد أن تقرّب بالفرائض ؟
يقول تعالى في الحديث القدسي :
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا . رواه البخاري .

تلك هي أول الْمَكرُمات .. أن تُسلِم جَوَارِحه لله .. فلا تَعمل إلاَّ بطاعة الله ..
إن أعطى .. فـ لله .. وإن مَنَع .. فـ لله ..
إن أحبّ .. فـ لله .. وإن أبْغَض .. فَفِي لله ..
إن مَشَى فَفِي طاعة الله ..
وإن بِطَش فَفِي ذَات الله .. جِهَادًا في سبيل الله .. أو إقامة لِحَدّ مِن حُدود الله .. أوْ أمْرًا بالمعروف ونَهْـيًا عن الْمُنكر ..
وما عَدا ذلك فَقد سَلِم الْخَلْق مِن يَده وَرِجْلِه ولِسَانه ..

فَـيَا لِفَوز العَابِد ..
مَسْألَته مُتحقّقة ..
إن لَجَأ إلى الله في دَفْع مَكُروه دُفِع ..
وإن تَذلل لِرَفع شَدائد وكُروب رُفِع ..

إن اسْتَعَاذ بِالله أُعِيذ ..

يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي :
وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ . رواه البخاري .

أي : ذلك الذي تَحَقَّقَتْ فيه تلك الصِّفَات .. ولَزِمَ تلك الطاعات .. مِن نَفْلها وفَرْضِها .. إن سأل الله أعطاه سُؤلَه .. وإن اسْتَعَاذ بالله أعَاذَه مِمَّا يَخاف ويَحْذَر ..

المؤمن لا يَخِيب سَعْيه .. ولا يَنقطِع أمَلُه ..
حَـبْل رَجَائه مَوصُول بالله ..

إن سأل .. سأل مَن بِيدِه خزائن السماوات والأرض ..
وإن اسْتعاذ اسْتَعَاذ بِمن له مقاليد الأمور .. إذ لا يَخرُج شيء عن حُكمه ومُلكِه وسُلطانه ..
فالكلّ في قَبْضَتِه .. لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..

فمن لم يتحقق له مطلوب .. أو لَم يندفع عنه مرهوب .. فَلْـيَعُد على نفسه بالـتُّهمة .. وليَرْجِع عليها باللوم ..
فَمِن قِبَل نفسه أُتِي ..
وكما يقول ابن القيم :
فهو الْجَانِي على نَفْسِه ، وقد قَعَد تَحْت الْمَثَل السَّائر : يَدَاك أوْكَتَا وَفُوك نَفَخ !

وربّ العِزَّة سبحانه وتعالى يُنادي عباده ..
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ . رواه مسلم .

وسبق في هذا المعنى :
إسـلام الجـوارح
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6279



كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

الرياض
ليلة السبت 6 / 2 / 1428 هـ









إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكم التراجع عن النذر قبل حصول المنذور ؟ راجية العفو قسـم الفقه العـام 0 10-09-2013 03:01 PM
نذر أن يصوم شهر متواصل لكنه مرض بعد صيام عدة أيام ناصرة السنة قسـم الفقه العـام 0 06-11-2012 10:33 PM
مقيم فى الآسكا هل يصوم على توقيت مكة ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــوم 0 18-02-2010 01:57 AM
هل يجوز للمسافِر أن يصوم ؟ نسمات الفجر إرشــاد الـصــوم 0 17-02-2010 09:54 AM
من أدركه الفجر وهو جُنُب ، هل يصوم ؟ محب السلف إرشــاد الـصــوم 0 09-02-2010 05:28 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى