[رولينا]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
أخي الفاضل / عبد الرحمن السحيم ..
أنا مشرفة قسم الإسلاميات في منتدى من المنتديات ..
وحقيقة أجد الصعوبة البالغة في تصحيح المواضيع المنقولة من بعض الأعضاء والتي لا تأكيد فيها ولا مصدر ..
حيث أنني كتبت موضوعا وقمت بتثبيته , نصه ( عدم نشر المواضيع المكذوبة والأحاديث الضعيفة ويجب التأكد مما يُنشر )
وقد وضعت فتاوى لعلماء معروفين من أمثالهم : أنت بارك الله فيك ..
وقمت بوضع رابط للبحث عن الأحاديث الصحيحة والموضوعة ..
وأيدني الكل , ولكن في كل يوم يا شيخ أرى مواضيعاً لا يستطيع العقل البشري إدراكها !
أي أنها واضحة وضوح الشمس في وضح النهار أنها غير صحيحة ..
وقد وجدت أنه من النقاط التي تجعلك تعرف أو تشك في مصداقية الحديث :
هو أن يكون طويلا مسجعا .. مثلا ..
المهم
الآن صار الجميع ينعتني بـ ( المعقدة ) .. أو ( المتزمتة ) ! ..
واكتفى البعض منهم بعدم الرد على مواضيعي وتجنب الحديث معي أساساً ..
والبعض يقول أنه عندما ينقل حديثاَ ضعيفا هو يقصد فيه ( الأخذ بالعمل الصالح الذي جاء فيه وليس إلا ") !!!!!! ....
أما بالنسبة للمشرف العام وطائفته فعلى الدوم أجد منهم رسائل مفادها أن ( هذا المنتدى ليس بإسلامي , إنه أدبي ثقافي )
ويجب علي أن أخاطب الأعضاء بلهجة أخرى , وبأسلوب آخر ..
فضيلة الشيخ : العذر كل العذر على الإطالة ولكن هذه خلجات نفسي الحائرة التي تسلل إليها الشيطان , وبصراحة لم أعد أرغب في إدراج المواضيع هناك , فكل يوم كما قلت أرى مواضيعاَ يحزن لها فؤادي ...
ماذا أفعل ؟؟
هل هذه تلبيسات إبليس لكي أتراخى وأتراجع عن هذا العمل ؟!
أم ...
بارك الله فيك أخي الفاضل وجعل كل ما تخطه أناملك في ميزان حسناتك يا رب العباد ..


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

أنت ذكرت – حفظك الله – أنك (مشرفة قسم الإسلاميات) ، وهذا يعني أن القسم الذي تشرفين عليه إسلامي ، ولو لم يكن كذلك لا يجوز نشر أحاديث تُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ بعد التأكّد من صِحّتها .
وما لم يكن كذلك ، فإن لك الحقّ في حذف ما لم يُضبط بهذا الضابط .
وهذا العذر الذي ذكروه واه !
لا من حيث كون المنتدى أدبي ..
ولا من زعمهم إرادة الخير !
ومثل هؤلاء يُقال لهم ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه للذين اجتمعوا في المسجد وسبّحوا بالحصى ، وزعموا أنهم ما أرادوا إلاّ الخير ، فقال لهم ابن مسعود رضي الله عنه : كم من مريد للخير لن يصيبه .

ورحم الله ابن الجوزي ، فقد أوْرَد في كتاب " الموضوعات " هذا الحديث :
إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) و ( قل اللهم مالك الملك ) إلى قوله : ( وترزق من تشاء بغير حساب ) مُعلقات ما بينهن وبين الله حجاب ، لَمَّا أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش وقلن : يا رب تهبطنا إلى الأرض ، وإلى من يعصيك ؟ فقال الله عز وجل : حلفت لا يقرؤكن أحد من عبادي دُبر كل صلاة إلاَّ جعلت الجنة مثواه على ما كان منه ، وإلاّ أسكنته حظيرة القدس ، وإلاّ نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة ، وإلاّ قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وإلاَّ أعذته من كل عدو ونصرته منه ، ولا يمنعه من دخول الجنة إلاّ الموت .

وحَكَم عليه بالوضع والكذب ، ثم قال : كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصِّبا ، فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لِحُسْن ظني بالرواة ، فلما علمت أنه موضوع تركته ! فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا ، فإذا عَلمنا أنه كَذِب خرج عن المشروعية . اهـ .

فيُقال لأولئك ما قاله ابن الجوزي : استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا .

وبالله التوفيق
.المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد