العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة قسـم المحرمـات والمنهيات
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي موقف المسلم مما يَحدث من أعمال تفجير وعُنف
قديم بتاريخ : 24-02-2010 الساعة : 09:43 PM

...
ما موقف المسلم مما يَحدث من أعمال تفجير وعُنف ؟



الجواب :

بارك الله فيك

هذه من الفتن ولا شكّ

وموقف المسلم في الفتن يتمثّل في :

1 - الردّ إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما الردّ إلى الله فيكون بالرّجوع إلى كتاب الله ، فإنه ما من مشكلة أو فتنة إلا وفي القرآن لها الحلّ المناسب والدواء الناجع .

2 - الرجوع إلى العلماء الصادقين ، والصّدور عن رأيهم ، لقوله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) .

قال ابن عطية : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ ) الآية : المعنى لو أمْسَكوا عن الخوض ، واستقصوا الأمور . وقال البغوي : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) يَستخرجونه ، وهم العلماء ، أي عَلِموا ما ينبغي أن يُكتم ، وما ينبغي أن يُفشى .

3 - عدم الخوض فيما يَجري من غير عِلم واطّلاع على حقائق الأمور ، فإن الله تبارك وتعالى قال : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ) .

قال ابن جرير الطبري : ( أَذَاعُوا بِهِ ) أي أفْشَوه وأظهروه وتحدّثوا به قبل أن يَقِفُوا على حقيقته . وقال ابن جُزيّ : أذاعوا به : أي تكلّموا به .

4 - اعتزال الفتن في زمان الفتن ، فإن من يتطلّع إليها أو يخوض فيها ينجرف أو يَزلّ .

وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الخوض في الفتن ، فقال عليه الصلاة والسلام : ستكون فتن ؛ القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن يشرف لها تستشرفه ، ومن وَجَد ملجأ أو معاذا فليعذ به . رواه البخاري ومسلم .

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باعتزال الفتن ، فقال : ستكون فتن وفُرقة ، فإذا كان ذلك فاكسر سيفك ، واتّخِذ سَيفاً من خشب . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وقال عليه الصلاة والسلام : بعدي أحداث وفتن واختلاف ، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل . رواه الإمام أحمد .

وقد بَعَث عليّ رضي الله عنه إلى محمد بن مسلمة ، فجيء به ، فقال : ما خلفك عن هذا الأمر ؟ قال : دفع إليّ ابن عمك - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - سيفا ، فقال : قاتِل به ما قُوتِل العدو ، فإذا رأيت الناس يَقتل بعضهم بعضاً فاعمَد به إلى صخرة فاضربه بها ، ثم الْزَم بيتك حتى تأتيك مَنِيّة قاضية ، أو يد خاطئة . قال : خَلُّوا عنه . رواه الإمام أحمد .

قال الإمام أحمد : ولا يَحلّ قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد مِن الناس ، فمن فعل ذلك ، فهو مُبتدِع على غير السنة .

وقال رحمه الله : وقتال اللصوص والخوارج جائز إذا عَرَضُوا للرَّجل في نفسه ومالِه ، فله أن يُقاتِل عن نفسه ومالِه ، ويدفع عنها بِكُلّ ما يَقدر عليه ، وليس له إذا فارَقوه أو تَرَكوه أن يَطلبهم ولا يَتبع آثارهم ، ليس لأحد إلاّ الإمام أو وُلاة المسلمين ، إنما له أن يَدفع عن نفسه في مقامه ذلك ، ويَنوِي بِجهده أن لا يقتل أحدا ، فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول ، وإن قُتِل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه ومالِه رَجوت له الشهادة ، كما جاء في الأحاديث ، وجميع الآثار في هذا إنما أُمِر بِقِتالِه ولم يُؤمَر بِقَتلِه ولا اتّباعه ، ولا يُجهِز عليه إن صُرِع أو كان جريحا ، وإن أخذه أسيرا فليس له أن يَقتله ، ولا يُقيم عليه الْحَدّ ، ولكن يَرفع أمره إلى مَن وَلاّه الله ، فيَحكم فيه . اهـ .

والفِتن التي تعصف بالأمة ، ولا تُفرّق بين بَـرّ وفاجِر ليست من الجهاد في شيء .

فإن الجهاد في سبيل الله واضح جَليّ ، لا يَحتاج إلى هذا الاختلاف ، كما انه لا يتضمّن قَتْل البرّ والفاجر ، بل لا يتضمّن قَتْل من لم يُقاتِل .

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصَّتِه بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تَغُلُّوا ، ولا تغدروا ، ولا تُمَثِّلوا ، ولا تَقتلوا وليداً ، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتهنّ ما أجابوك فاقبل منهم وكُفّ عنهم : ادْعُهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم ، ثم ادْعُهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فَلَهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، فإن أبَوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حُكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هُم أبَوا فَسَلْهُم الجزية ، فإن هُم أجابوك فاقبل منهم وكُفّ عنهم ، فإن هُم أبَوا فاستعن بالله وقاتِلهم . رواه مسلم .

فهذه الوصية النبوية تدلّ على أنه لا يُقاتَل إلا مَن قاتَل ، كما أن القِتال لا يكون هو الحل الأول ، وليس هو الحل الوحيد أيضا .

ولذا لما وُجدت امرأة في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان . كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

وكَتَب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما : أن اكتب إلي بالعلم كله . فكتب إليه : إن العلم كثير ، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ، خميص البطن من أموالهم ، كافّ اللسان عن أعراضهم ، لازما لأمر جماعتهم ؛ فافعل .

وهذه وصية عظيمة .

فقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن خَرَج على أمتّه يَضرب برّها وفاجرها ! فقال عليه الصلاة والسلام : من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاش من مؤمنها ، ولا يَفِي لذي عهد عهده ؛ فليس مني ولست منه . رواه مسلم .

وقبل أيام وصلتني رسالة بل هدية من شيخ مُحبّ يقول فيها : قال الإمام أحمد : والإمساك في الفتنة سنة ماضية ، واجب لزومها ، فإن ابْتُلِيتَ فَقَدِّم نفسك دون دينك ، ولا تُعِن على فتنة بِيَد ولا لسان ، ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك ، والله المعين . ( طبقات الحنابلة ) .

ولِيُعلَم أني لا أقول هذا القول مُجاراة للإعلام ، ولا مُزايدة في الكلام ، وإنما هذا ما يقتضيه مجموع هذه الأدلة .ونسأل الله السلامة والثبات .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف يحقر المسلم أخاه المسلم ..؟ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 25-10-2012 12:21 AM
موقف الشاب المسلم من هذه الفتن والمحن التي تصيب الأمّة الإسلامية *المتفائله* قسـم الفتـاوى العامـة 0 04-03-2010 08:29 PM
ما قيل في الذي حاول تفجير قبة مسجد الرسول محب السلف قسـم الأنترنـت 0 18-02-2010 10:22 PM
إذا كان رجُـلٌ قلبه معلّـق بالمساجِد .. فماذا للمرأة ؟ عبق قسـم السنـة النبويـة 0 12-02-2010 12:21 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى