كان رسول الله ﷺ إذا أمّر أميرا على جيش أو سَرية ، أوصاه في خاصّته بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزُوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا مَن كفر بالله ، اغزوا ولا تَغلّوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وَليدا . رواه مسلم .
وفي وصاياه ﷺ لجيوشه :
لا تقتلوا شيخا فانيا ، ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ، ولا تغلّوا ، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين . رواه أبو داود .
وعلى هذا سار خلفاؤه رضي اللّه عنهم
قال أبو بكر الصديق لأمير جيش :
وإني مُوصِيك بِعَشر : لا تَقتلنّ امرأة ، ولا صَبيّا ، ولا كبيرا هَرِما ، ولا تَقطعنّ شَجرا مُثمرا ، ولا تُخرّبَنّ عامِرا ، ولا تَعقِرن شاة ولا بعيرا إلا لِمأكلة ، ولا تُحرقن نَخلا ، ولا تُغرقنّه ، ولا تَغلُل ، ولا تَجبُن . رواه الإمام مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة .
وقال زيد بن وهب : أتانا كتاب عُمر : لا تَغلّوا ، ولا تَغدروا ، ولا تَقتُلوا وَليدا ، واتقوا الله في الفَلاّحين . رواه ابن أبي شيبة .
وإنما خصّ الفلاحين لأنهم ليسوا أهل قتال، وإنما هم أهل حرث وزرع .