[ناصرة السنة]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حببت أن أستفسر عن صحة القصة التالية.. وفي حالة عدم صحتها هل يجوز نشرها!!!! شاكرين تعاونكم سلفا..وجعله الله في موازين حسناتكم ..وعمر قلوبكم الإيمان والسرور ورزقكم القبول..
القصة :
[رأى المنصور بن عمار شاباً يصلي صلاة الخائفين فنادى عليه: أيها الشاب أقرأت قوله تعالى يا أيها اللذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
فلما سمع الشاب هذه الآية خرا مغشياً عليه ولما أفاق قال زدني قال له منصور بن عمار ألم تعلم بأن في جهنم وادياً يسمى لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى فلم يستطع الشاب أن يتحمل هذه الموعظة وشعر بخشوع شديد من الله عز وجل في قلبه فسقط صريعاً ميتاً فكشف منصور بن عمار عن صدر الشاب فوجد مكتوب عليه إنه في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية
فيقول :فنمت متفكرا في حال هذا الشاب فرأيته في المنام يتبختر بالجنة وعلى رأسه تاج الوقار فسألته ؟؟ بما نلت هذه المنزلة ؟ فقال لي ألم تقرأ قول الله عز وجل إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
يا ابن عمار لقد أعطاني الله تعالى ثواب أهل بدر وأكثر فقلت له : لماذا ؟؟ قال : لأنهم ماتوا بسيوف الكفار وأما أنا فمت بسيف الملك الجبار القرآن الكريم
لكم تفكرت في هذه القصة كيف شاب يسقط ميتاً من سماع آية من القرآن الكريم أما نحن قلوبنا قست وتحجرت ولم تعد تخشى عذاب الله وسخطه عليها نستمع إلى القرآن الكريم ونحن نلهو ونضحك لا نكترث بآيات العذاب ولا نتحرق شوقاً عند سماع آيات الثواب العظيم وجنات الفردوس ما بال قلوبنا تجبرت وما بال أنفسنا الأمارة بالسوء تحكمت فينا واستحكمت لا أريد الإطالة عليك أخي بالله ولكن تأمل هذه الآية وتدبرها جيداً وتذكرها كل يوم قبل أن تنام
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا تَصِحّ ، فقد رواها أبو إسحاق الثعلبي في " قتلى القرآن " عن الخليل بن أحمد بن محمد بن مسعود حِكاية عن بعضهم قال : قال منصور بن عمار .. فَذَكَر القصة .
قال شيخنا د . ناصر المنيع – وفقه الله – : ذَكَر القصة اليافعي في " روض الرياحين " ، وفيها مِن المبالغة والبُعد الشيء الكثير ، وإن كانت رؤيا . اهـ .

ولا يجوز القول بأن أحدا أُعْطِي ثواب أهل بدر وأكثر !
ولا يصحّ أن يُقال عن القرآن : إنه سيف الله .

والقصة مبنية على رؤيا منامية ، ثم هي في القرن الثاني ، فإن وفاة منصور بن عمار في حدود سنة مئتين ، كما قال الذهبي .
ثم هي حكاية عن رجل مجهول ( عن بعضهم ) !

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد