نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي خُطبة جُمعة عنوانها .. (اعرف قَدْرَك)
قديم بتاريخ : 19-10-2015 الساعة : 05:15 AM

الْحَمدُ للهِ له الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
(وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُما : اِفتتحَ اللهُ الخلقَ بالْحَمْدِ ، وخَتَمَهُ بِالحمْدِ .
وقَالَ البَغَويُّ :
يَحْمَدُهُ أَوْلِيَاؤُهُ فِي الدُّنْيَا ، وَيَحْمَدُونَهُ فِي الآخِرَةِ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَهُ الْحُكْمُ ، [وَهْوَ] فَصْلُ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْخَلْقِ . اهـ .
الْحَمْدُ للهِ الذيْ خَلَقَ (الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ، وَكَرّمَهُ أعْظَمَ تكريمٍ (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)

أيُّها المؤمِنُونَ
لَقَدْ دَعَا اللهُ عِبَادَهُ إلى التفكُّرِ والاعْتِبَارِ ، فقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى) .
قَالَ ابنُ كَثيرٍ : يَقُولُ تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى التَّفَكُّرِ فِي مَخْلُوقَاتِهِ ، الدَّالَّةِ عَلَى وُجُودِهِ وَانْفِرَادِهِ بِخَلْقِهَا ، وَإِنَّهُ لا إِلَهَ غَيْرُهُ وَلا رَبَّ سِوَاهُ ، فَقَالَ: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) ، يَعْنِي بِهِ : النَّظَرَ وَالتَّدَبُّرَ وَالتَّأَمُّلَ لِخَلْقِ اللَّهِ الأَشْيَاءَ مِنَ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ وَالأَجْنَاسِ الْمُخْتَلِفَةِ ؛ فَيَعْلَمُوا أَنَّهَا مَا خُلِقَتْ سُدًى وَلا بَاطِلا بَلْ بِالْحَقِّ . اهـ .

عبادَ الله :
لِينظُرِ العَاقِلُ إلى جَمِيعِ مَا أوْجَدَهُ اللهُ في هَذِهِ الدُّنْيا مِنْ كَوَاكِبَ ونجومٍ ، وشمسٍ وَقَمَرٍ ، وليلٍ ونَهَارٍ ، وسَهْلٍ وَوَعْرٍ ، وَمَا فِيْهَا مِنَ الدَّوابِّ ؛ إنَّمَا هُوَ في مَصْلَحةِ الإنسانِ وكَمَالِ حياتِهِ ، وَهُوَ للمؤمِنِ نِعْمةٌ وسَعَةٌ ، وَعَلَى الكافِرِ نِقمَةٌ وتَبِعَةٌ .

وقد امْتَنَّ اللهُ تبارك وتعالى على عبادِه بِما يسَّرَ وسَخَّرَ لهم ، فقالَ : (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .

وذَكَّرَ اللهُ عزَّ وَجَلّ عِبادَه بِما جَعَل في الليلِ مِن سُكونٍ ، ومَا جَعَلَ في النهارِ مِن مَعَاشٍ ، فقالَ : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ثم قالَ بعدَ ذلك : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) .
قَالَ الرازيُّ : الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا وَفِي حَالِ التَّكْلِيفِ مَدْفُوعٌ إِلَى أَنْ يَتْعَبَ لِتَحْصِيلِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَلا يَتِمُّ لَهُ ذَلِكَ لَوْلا ضَوْءُ النَّهَارِ ، وَلأَجْلِهِ يَحْصُلُ الاجْتِمَاعُ .. وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ لا يَتِمُّ لَوْلا الرَّاحَةُ وَالسُّكُونُ بِاللَّيْلِ ، فَلا بُدَّ مِنْهُمَا وَالْحَالَةُ هَذِهِ ، فَأَمَّا فِي الْجَنَّةِ فَلا نَصَبَ وَلا تَعَبَ ، فَلا حَاجَةَ بِهِمْ إِلَى اللَّيْلِ ، فَلِذَلِكَ يَدُومُ لَهُمُ الضِّيَاءُ وَاللَّذَّاتُ.
وقَالَ ابنُ كثيرٍ : (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) ، أَيْ: أَنَّهُ خَلَقَ اللَّيْلَ بِظَلامِهِ ، وَالنَّهَارَ بِضِيَائِهِ ، وَهُمَا مُتَعَاقِبَانِ لا يَقِرَّانِ ، وَالشَّمْسَ وَنُورَهَا وَإِشْرَاقَهَا وَالْقَمَرَ وَضِيَاءَهُ وَتَقْدِيرَ مَنَازِلِهِ فِي فَلَكِهِ ، وَاخْتِلافَ سَيْرِهِ فِي سَمَائِهِ ، ليُعْرَفَ بِاخْتِلافِ سَيْرِهِ وَسَيْرِ الشَّمْسِ : مَقَادِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالْجُمَعُ وَالشُّهُورُ وَالأَعْوَامُ ، وَيَتَبَيَّنُ بِذَلِكَ حُلُولُ الْحُقُوقِ، وَأَوْقَاتُ الْعِبَادَاتِ وَالْمُعَامَلاتِ
وقَالَ : وَالْمُشَاهَدُ، أَنَّ الْوُجُودَ مُنْتَظِمٌ مُتَّسِقٌ، كُلٌّ مِنَ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ مُرْتَبِطٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فِي غَايَةِ الْكَمَالِ ، (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ). اهـ .

وجَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى سَيْرَ الشمسِ ومنازِلَ القَمَرِ في مصالِحِ العِبادِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى في مَعْرِضِ الامتنانِ عَلَى العِبَادِ : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ جَعَلَ شَمْسَيْنِ ، شَمْسًا بِالنَّهَارِ وَشَمْسًا بِاللَّيْلِ لَيْسَ فِيهِمَا ظُلْمَةٌ وَلا لَيْلٌ ، لَمْ يُعْلَمْ عَدَدُ السِّنِينَ وَحِسَابُ الشُّهُورِ .
وقَالَ القرطبيُّ : إِنَّمَا هَذَا التَّعَاقُبُ الآنَ لِتَتِمَّ مَصَالِحُ الْعِبَادِ ، لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ، وَيَكُونَ اللَّيْلُ لِلإِجْمَامِ وَالاسْتِرَاحَةِ ، وَالنَّهَارُ لِلتَّصَرُّفِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).اهـ.
وقَالَ جَلَّ جَلالُهُ وتقدّسَتْ أسْمَاؤهُ : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) .
قَالَ ابنُ كثيرٍ: يَمْتَنُّ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ بِآيَاتِهِ الْعِظَامِ، فَمِنْهَا مُخَالَفَتُهُ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، لِيَسْكُنُوا فِي اللَّيْلِ،وَيَنْتَشِرُوا فِي النَّهَارِ لِلْمَعَايِشِ وَالصِّنَاعَاتِ وَالأَعْمَالِ وَالأَسْفَارِ ، وَلِيَعْلَمُوا عَدَدَ الأَيَّامِ وَالْجُمَعِ وَالشُّهُورِ وَالأَعْوَامِ، وَيَعْرِفُوا مُضِيَّ الآجَالِ الْمَضْرُوبَةِ لِلدُّيُونِ وَالْعِبَادَاتِ وَالْمُعَامَلاتِ وَالإِجَارَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ؛ وَلِهَذَا قَالَ:( لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) أَيْ : فِي مَعَايِشِكُمْ وَأَسْفَارِكُمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ الزَّمَانُ كُلُّهُ نَسَقًا وَاحِدًا وَأُسْلُوبًا مُتَسَاوِيًا لَمَا عُرِفَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ . اهـ .

أيُّها الكِرامُ :
كُلُّ ذلِكَ مِنْ تكريمِ اللهِ لِبَنِي آدَمَ ، وتكريمِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ للمؤمنينَ أَظْهَرُ وأوضَحُ ؛ فتطُوفُ عَلَيهِمُ الملائكةُ بِالرحمَةِ والبرَكَةِ .
فَفِي الحديثِ : لا تَدخلُ الملائكةُ بَيْتًا فِيه كَلْبٌ ولا صُورةٌ . رَوَاهُ البخاريُّ ومسلِمٌ .
ومَفهومُهُ : أنَّ الملائكةَ تَدْخُلُ وتَطوفُ على البيوتِ التي خَلَتْ مِنْ ذلِكَ .
قَالَ الإمامُ النوويُّ : وأمَّا هؤلاءِ الملائكةُ الذين لا يَدخلونَ بَيْتًا فيه كَلْبٌ أوْ صُورةٌ ، فَهُمْ ملائكةٌ يَطُوفُونَ بالرَّحْمَةِ والتَّبْرِيكِ والاستغفارِ . اهـ .

والملائكةُ تَسْتَغْفِرُ للمُؤمِنِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
وَكَمَا في قولِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ) .

أمَا عَلِمْتَ مَن يَدْعُو لك ؟ ويَسْتغْفِرُ لك ؟ إنهم الملائكةَ الذين لا يَعصُون الله ما أمَرَهُم ويَفعلُون ما يُؤمَرُون .
قَالَ ابنُ الجوزيِّ : يَا مُخْتَارَ الْكَوْنِ وَمَا يَعرِفُ قَدْرَ نَفسِه . أما أسْجَدْتُ الْمَلائِكَةَ بالأَمْسِ لَك ؟ وَجَعَلْتُهُم الْيَوْمَ فِي خِدْمَتِك ؟ . اهـ .

وقَالَ ابنُ القيِّمِ عنْ تكريمِ ابنِ آدَمَ : فَسُبْحَانَ مَن ألْبَسَهُ خِلَعَ الْكَرَامَةِ كُلِّهَا مِنَ الْعقلِ وَالْعِلْمِ وَالْبَيَانِ والنُّطْقِ والشَّكْلِ وَالصُّورَةِ الْحَسَنَةِ والهيئةِ الشَّرِيفَةِ وَالْقَدِّ المعتَدِلِ ، واكْتِسَابِ الْعُلُومِ بِالاستدلالِ والفِكْرِ واقْتِنَاصِ الأخلاقِ الشَّرِيفَةِ الفاضلةِ مِنَ الْبِرِّ وَالطَّاعَةِ والانقيادِ ؛ فَكَمْ بَيْنَ حَالِه وَهُوَ نُطْفَةٌ فِي دَاخِلِ الرَّحِمِ مُسْتَوْدَعٌ هُنَاكَ ، وَبَينَ حَالِه وَالْمَلَكُ يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِي جنَّاتِ عَدْن (فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
فالدُّنيا قَرْيَةٌ ، والمؤمِنُ رَئيسُها، والكُلُّ مَشغولٌ به، سَاعٍ في مَصالِحه ، والكُلُّ قد أُقِيمَ في خِدمَتِهِ وحَوائجِهِ ؛ فالملائكةُ الذين هُمْ حَمَلةُ عَرْشِ الرَّحْمَنِ ومَنْ حَولَهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، والْمَلائكةُ الْمُوَكّلُونَ بهِ يَحْفَظونَهُ، والْمُوَكّلُونَ بِالقَطْرِ والنباتِ يَسْعَونَ في رِزْقِهِ ويَعْمَلُونَ فِيهِ ، والأفْلاكُ مُسَخّرَةٌ مُنْقَادَةٌ دَائرةٌ بِمَا فِيهِ مَصالِحُه والشمسُ والقمرُ والنجومُ مُسَخّراتٌ جارياتٌ بِحِسَابِ أزْمِنَتِهِ وأوقاتِهِ ، وإصلاحِ رواتِبِ أقْوَاتِهِ ، والعَالَمُ الْجَويُّ مُسَخَّرٌ له بِرِيَاحِهِ وهَوائهِ وسَحابِهِ وطَيْرِهِ وَمَا أُودِعَ فِيهِ ، والعَالَمُ السُّفْليُّ كُلُّه مُسَخَّرٌ لَهُ ، مَخْلُوقٌ لِمَصَالِحِه : أرْضُه وجِبَالُه وبِحَارُه وأنْهَارُه وأشْجَارُه وثِمَارُه وَنَبَاتُه وَحَيَوانُه وَكُلُّ مَا فِيه ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) . اهـ .
هذا في الدُّنيا ، وفي الْجَنَّةِ تَدْخُلُ الملائكةُ عَلَى المؤمنينَ بالبُشْرَى : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) .

أيُّها الكَريمُ :
تأمَّلْ هذا ، واعْرِفْ قَدْرَك ، وَمَا كَرَّمَك اللهُ به .
قَدْرُكَ لَيْسَ في دنِيءِ الْهِمَمِ ، ولا فَيْ سَفَاسِفِ الأمُورِ، بَلْ إنَّ وُجُودَكَ لِعِمارَةِ هَذَا الكَوْنِ ، وسُكْنَى الْجَنَّةِ ، ومُجاورةِ الرَّحْمَنِ فِيْهَا .

قَدْرُكُ أعْلَى وأجْلُّ ، وليس يَرْضى بِالدُّونِ إلاَّ دَنِيء !
أيُّها الْمُبَارَكُ : قَدْرُكُ لَيْسَ في مُتابَعَةِ كُرَةٍ ، وَلا في إضَاعَةِ وَقْتٍ في سَهَرٍ مُحرَّمٍ ، ولا في لَهْوٍ وعَبَثٍ .
أيُّها الْموفَّقُ : قَدْرُكَ لَيْسَ في عَويلٍ وصُراخٍ وَوَلاءٍ على رياضَةٍ وتفَاهَةٍ !
أصالةُ الرَّأيِ صَانَتْنِي عَنِ الْخَطْلِ ... وحِليةُ الفَضْلِ زَانَتْنِي لَدَى العَطَلِ
حُبُّ السَّلامَةِ يَثْنِي عَزْمَ صَاحِبِهَا ...عَنِ الْمَعَالِي وَيُرْضِي الْمَرْءَ بِالْكَسَلِ
إنَّ العُلَى حَدَّثَتْنِي وَهِيَ صَادِقَةٌ ... فِيمَا تُحَدِّثُ إنَّ العِـزَّ في النُّقَلِ
وَدَعْ غِمَارَ العُلَى للمُقْدِمِينَ عَلَى ... ركُوبِهَا واقْتَنِعْ مِنْهُنَّ بِالْبَلَلِ
رِضَا الذَّلِيلِ بِخَفْضِ الْعَيْشِ مَسْكَنَةٌ ... وَالْعِزُّ عِنْدَ رَسِيمِ الأينقِ الذُّلَلِ
لم أرضَ بالعيشِ والأيامُ مقبلةٌ ... فكيفَ أرضى وَقَدْ ولَّتْ عَلَى عَجَلِ
غالَى بِنَفسِيَ عِرفاني بِقِيمَتِها ... فصُنْتُها عَنْ رَخيصِ القَدْرِ مُبتذَلِ
يا وارِدًا سُؤرَ عيشٍ كلَّهُ كَدَرٌ ... أنفقتَ صَفوَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ
تَرْجُو الْبَقاءَ بدارٍ لا ثباتَ لها ... فَهَلْ سَمِعْتَ بِظِلٍّ غَيْرِ مُنْتَقِلِ
قَدْ رشَّحوكَ لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ ... فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أنْ تَرْعَى معَ الهَمَلِ

أيُّها الكريم :
قَدْرُكَ لَيْسَ في أنْ تَكونَ مِنْ أَهْلِ البَاطِل ِ، وَلا مَعَ أَهْلِ البَاطِلِ ، فقدْ مَدَحّ اللهُ الذين يَعْتَزِلُونَ الباطِلَ وأهلَه .
قَالَ ابنُ القيِّمِ في قولِهِ تَعَالى: (لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قَالَ : مَدَحَهُم على تَرْكِ حضورِ مَجَالِسِ الزُّورِ ، فَكَيْفَ بِالتَّكَلُّمِ بِه وفِعْلِهِ ؟
والزُّورُ : يُقَالُ عَلَى الكلامِ البَاطِلِ ، وَعَلَى العَمَلِ البَاطِلِ .
فالزُّورُ : مَيْلٌ عَنِ الحقِّ الثابتِ إلى البَاطِلِ الذي لا حَقَيقَةَ لَهُ قَوْلاً وفِعْلاً .
والبَاطِلُ : ضِدُّ الْحَقِّ ، يُرادُ بِهِ الْمَعدُومُ الذِيْ لا وُجودَ لَهُ ، والْمَوجودُ الذيْ مَضَرَّةُ وُجُودِهِ أَكَثَرُ مِنِ مَنْفَعَتِهِ . فَالبَاطِلُ إمَّا مَعْدُومٌ لا وُجُودَ لَهُ ، وإمَّا موجودٌ لا نَفْعَ فِيه ..
قَالَ رَجُلٌ لابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا تَقولُ فيْ الغناءِ ، أَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ ؟ فقَالَ : لا أقولُ حَرَامًا إلاَّ مَا في كتابِ اللهِ . فقَالَ: أفَحَلالٌ هُوَ ؟ فقَالَ : ولا أقولُ ذلِكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أرأيتَ الحقَّ والباطلَ ، إذا جَاءَ يومُ القيامَةِ ، فَأيِنَ يكونُ الغِنَاءُ ؟ فقَالَ الرجُلُ: يَكُونُ معَ الباطلِ ، فقَالَ لَهُ ابنُ عبَّاسٍ: اذهبْ فقدْ أفتيتَ نفسَك . اهـ .


الثانية :
الحمدُ للهِ يُبدئُ ويُعيدُ ، وَهُوَ الغفورُ الوَدُودُ ، ذو العرشِ الْمَجيدُ .
والصلاةُ والسلامُ على صاحِبِ الحوضِ المورودِ والمقامِ الْمَحمُودِ .

أمَّا بَعْدُ :
فإنَّ وَقْتَ الإنسانِ هُوَ عُمُرُهُ في الحقيقةِ ، وَهُوَ يَمُرُّ أسْرَعُ مِنْ مَرِّ السَّحَابِ . فَمَا كَانَ مِنْ وَقْتِهِ للهِ وبِاللهِ ؛ فَهُوَ حَياتُهُ وعُمُرُهُ . وغَيرُ ذلِكَ لَيْسَ مَحْسُوبًا مِنْ حياتِهِ .. فَإذَا قَطَعَ وَقْتَهُ في الغَفْلَةِ والسَّهْوِ والأمانيِ الباطِلَةِ ، وَكَانَ خَيرَ مَا قَطَعَهُ بِهِ النومُ والبَطَالَةُ ؛ فَمَوْتُ هذا خيرٌ لَهُ مِنْ حياتِهِ . وإذا كَانَ العبدُ ، وَهُوَ في الصَّلاةِ لَيْسَ لَهُ إلاَّ ما عَقَلَ مِنْهَا ، فَلَيْسَ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ إلاَّ مَا كَانَ فِيهِ بِاللهِ ولَلهِ . (الجوابُ الكافي - ابنُ القيِّمِ)
قَالَ ابنُ القيِّمِ : فَأَوَّلُ مَنَازِلِ الْعُبُودِيَّةِ الْيَقَظَةُ ، وَهِيَ انْزِعَاجُ الْقَلْبِ لِرَوْعَةِ الانْتِبَاهِ مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ ، وَلِلَّهِ مَا أَنْفَعَ هَذِهِ الرَّوْعَةَ ، وَمَا أَعْظَمَ قَدْرَهَا وَخَطَرَهَا ، وَمَا أَشَدَّ إِعَانَتَهَا عَلَى السُّلُوكِ ؛ فَمَنْ أَحَسَّ بِهَا فَقَدْ أَحَسَّ وَاللَّهِ بِالْفَلاحِ ، وَإِلاَّ فَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْغَفْلَةِ ، فَإِذَا انْتَبَهَ شَمَّرَ لِلَّهِ بِهِمَّتِهِ إِلَى السَّفَرِ إِلَى مَنَازِلِهِ الأُولَى ، وَأَوْطَانِهِ الَّتِي سُبِيَ مِنْهَا .
فَحَيَّ على جناتِ عدنٍ فَإنَّها ... مَنازِلُك الأُولى وفيها الْمُخَيَّمُ
ولَكِنَّنَا سَبْيُ العدوِ، فَهَلْ تُرَى ... نَعودُ إلى أوطانِنَا ونُسَلَّمُ
وَحَيَّ على رَوضاتِها وَخِيامِها ... وحَيَّ على عيشٍ بها ليسَ يُسأمُ
وَحَيَّ على وادٍ بها هو أفْيَحُ ... وتُربَتُه مِنْ أذْفَرِ المسكِ أعظمُ
وَحَيَّ على يومِ المزيدِ الذي بهِ ... زيارةُ ربِّ العرشِ فاليومُ مَوسِمُ
يَرَونَ بِهِ الرحمنَ جَلَّ جَلالُهُ ... كَرُؤيةِ بدرِ التَّمِّ لا يُتَوَهَّمُ
أوِ الشمسِ صَحْوا لَيْسَ مِنْ دونِ أُفُقِهَا ... ضبابٌ ولا غَيْمٌ هُنَاكَ يُغَيِّمُ

قَدْرُك أيُّها الْمُعَانُ في المسابَقَةِ وَالْمُسارَعَةِ إلى جَنّاتِ النعيمِ .
تاللهِ لوْ شاقَتْكَ جناتُ النعيـ ... ـمِ طَلَبْتَهَا بنفائسِ الأثمانِ
لَوْ هَزَّكَ الشوقُ الْمُقيمُ وَكُنْتَ ذَا ... حِسٍّ لَمَا استبدلتَ بالأهوانِ
أوْ صَادَفَتْ مِنْكَ الصفاتُ حياةَ قلـ ... ـبٍ كُنْتَ ذا طلبٍ لهذا الشانِ

أيُّها المبارَكُ :
تَفَقَّدْ اهتمَامَاتِكَ
وكُنْ عَلَى حذرٍ مِنْ مُوالاةِ أعداءِ اللهِ ؛ فإنَّها قَدْ تُخرِجُ مِنَ الْمِلّةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) ، وقَالَ عزَّ وَجَلّ : (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ) .
قَالَ القرطبيُّ : يَدُلُّ بِهَذَا عَلَى أَنَّ مَنِ اتَّخَذَ كَافِرًا وَلِيًّا فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ إِذَا اعْتَقَدَ اعْتِقَادَهُ وَرَضِيَ أَفْعَالَهُ . اهـ .

وإياكَ وإضاعةَ الصلواتِ بسببِ المباريات
وفي مواعِظِ ابنِ الجوزيِّ :
إِلَى كَمْ تَسيرُ فِي سَرَفٍ ؟ لَيْتَ هَذَا الْعَزْمَ وَقَفَ . تُؤخِّرُ الصلاةَ ثمَّ تُسِيئُهَا كالبَرْقِ إِذا خَطَفَ . أَتَجْمَعُ سُوءَ كَيْلَةٍ مَعَ حَشْفٍ ؟ الْجَسَدُ أَتَى وَالْقلبُ انْصَرفَ . يَا مَنْ بَاعَ الدُّرَّ وَاشْترى الْخَزَفَ . ابْسُطْ بِسَاطَ الْحُزْنِ عَلَى رَمَادِ الأسَفِ . اهـ .
يا حسْرَةً عَلَى المفرِّطينَ ، إذا عَايَنوا الحقائِقَ غَدًا ، وكانَ زادُهم سَفاسِفَ الأمور ، وتَوافِهَ الاهتمامات ..
ولسانُ حَالِ القوْمِ يَقولُ عِنْدَ انكشافِ الحقائقِ
إنْ كَانَ مَنْزِلَتِي في الحشرِ عِندَكُمُ ... مَا قَدْ لقيتُ فَقَدْ ضيّعتُ أيامي
أمنيّةٌ ظَفِرَتْ نَفْسِي بِهَا زَمنًا ... واليومَ أحسَبُهَا أضغاثَ أحلامِ
أمَا عَلِمْتَ أيُّها الموفَّقُ أنَّ الإنسانَ يُسألُ يومَ القيامَةِ في عُمُرِهِ سؤالانِ :
عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أفَناهُ ؟
وعَنْ شَبَابِه فِيمَ أبْلاهُ ؟
كَانَ الحسنُ يَقولُ: عَجَبًا لِقَومٍ أُمِرُوا بِالزَّادِ ، ونُودِيَ فِيهِمْ بالرَّحِيلِ ، وَحُبِسَ أوَّلُهُم عَلَى آخِرِهم ، وَهُمْ قعودٌ يَلْعَبُونَ .
وقَالَ غُنَيْمُ بْنُ قَيْسٍ : كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ بِأَرْبَعَةٍ : اعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لِشُغْلِكَ ، وَاعْمَلْ فِي صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ ، وَاعْمَلْ فِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ ، وَاعْمَلْ فِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ .
الصِّحَةُ والفراغُ نِعمتان يَقَعُ الغَبْنُ فِيهِما كثيرا، فمَاذا صَنَعْتَ فِيهِمَا ؟
إِنَّ فِيْ الْمَوْتِ والْمَعادِ لَشُغْلا ... وادِّكَارًا لِذِي النُّهَى وبَلاغا
فاغتنمْ نِعمَتَينِ قَبْلَ الْمَنَايا ... صِحَةَ الْجِسْمِ يَا أخِيْ والفَرَاغا

تا الله ما خُلِقْتَ عَبَثا ، ولن تُتْرَك سُدى ، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) ؟
قال قَتَادَةُ : لا وَاللَّهِ ، مَا خَلَقَ شَيْئًا عَبَثًا ، وَلا تَرَكَ شَيْئًا سُدًى .

اللهم أيقظنا مِن رَقَدَاتِ الغَفْلة ، ووَفِّقْنا للتزَوُّدِ مِن التقوى قبل النُّقْلَة ، وارزقنا اغتنام الأوقات في زَمَنِ الْمُهْلَة .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جُمعة .. في شأن الماء نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 24-11-2015 08:33 PM
خُطبة جُمعة عن .. (الإنصاف) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 15-11-2015 01:24 PM
خُطبة جُمعة عن .. (خطر النفاق) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 06-10-2015 07:57 PM
خُطبة جُمعة .. عن الوَرَع نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 03-04-2015 08:06 AM
خُطبة جُمعة .. عن (الإحسان) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 03-01-2015 08:22 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى