السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ لدي سؤال إذا تسمح :
هل ترك صلة الرحم كسلا يعتبر فاعله قاطعا ويأثم كقاطع الرحم؟
ام أن تاركها لسبب خلاف او هجر هو القاطع وهو المعني في النهي والوعيد لأني احد الدعاة يقول هذا ويقول من تركها كسلا فوت اجرا كبيرا ولكنه غير قاطع.
وهل ياشيخ اذا تصدقت على ارحامي هل يجب ان اقول ان المبلغ مني كي يحسب لي صلة رحم ام ان صدقة السر عليهم يحسب صدقة وصلة حيث ربما لايعلمون اني اصلهم بالمال .
وجزاك الله خيرا وأسعدك في الدنيا والآخرة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قطيعة الرَّحم ضدّ صِلّة الرَّحم .
ويأثَم مَن قَطَع رَحِمه ؛ سواء قَطع رَحِمه عداوة وبُغضًا لأسباب شخصية ، أو قَطَعها تكاسلا وإهمالاً ، إلاّ أن الذي يَقطع رَحِمه عداوة وبُغضًا لأسباب شخصية - وليس لأسباب شرعية – أشدّ إثْمًا ؛ لِجَمْعه بين قطيعة الرَّحم والعداوة والبغضاء لِذوي رَحِمه مِن غير سبب يُسوّغ ذلك شَرْعا .
والنصوص الواردة في ذمّ قطيعة الرَّحم عامة ، لم تخصّ مَن قَطَعها عداوة وبُغضًا ، ولم تستثْنِ مَن قَطَعها تكاسلا وإهمالاً .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قاطِع . رواه البخاري ومسلم ، زاد مسلم في رواية : قال ابن أبي عمر : قال سفيان : يعني قاطِع رَحِم .
وجاء في "تهذيب الفُروق " للمالكي : المراد بِقطع الرَّحم الذي هو كبيرة : أن يَقطع الْمُكَلَّف ما أَلِفَ قَريبه مِنه مِن سَابق الوصلة والإحسان لغير عُذر شرعي ؛ لأن قطع ذلك يؤدي إلى إيحاش القلوب ونُفرتها وتأذّيها ، ويصدق عليه حينئذ أنه قطع وَصْلة رَحِمه وما ينبغي لها مِن عظيم الرعاية . اهـ .
والصحيح : أنه لا فَرْق بين تارِك الواجب كسلا وتهاونا وبين تاركه جُحودا ؛ لأن كل ذلك دخل في مُسمّى الترك ومعناه .