بسم الله الرحمن الرحيم .
وصلت المسجد متأخرا ولم أتدارك صلاة المغرب مع الجماعة ، ووجدت مجموعة من الشباب لم يصلوا كذلك لنفس السبب فصلينا جماعة في آخر المسجد .
بعد انتهائنا من الصلاة جاء إمام المسجد فقال لنا : إنه لا يجوز لنا أن نصلي جماعة لصلاة في مسجد قد أقيمت فيه هذه الصلاة جماعة ، ولم يُقدّم لنا أي دليل على ذلك .
فهل صلاتنا جائزة أم باطلة ؟
الجواب/
الصلاة صحيحة .
والمسألة محل خلاف ، وفيها خلاف قديم ، وهناك قول لبعض العلماء يقتضي النهي عن إقامة جماعة ثانية في مسجد أُقِيمت فيه جماعة .
والذي يَظهر أن من نهى عن ذلك من باب الحث على إدراك الجماعة الأولى ، إذ لو فُتِح هذا الباب لكان مَدعاة للناس للتكاسل عن الجماعة ، إذا غَلَب على ظنِّهم أن هناك جماعة أخرى تُقام .
والصحيح أن الجماعة الثانية تصحّ إذا لم يُتّخَذ هذا عادة ، ومَدْعاة للكسل والتكاسل .
وقد روى الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَتَصَدَّق على هذا فيُصلي معه ؟ فقام رجل من القوم ، فصلى معه .
ولو كانت إقامة جماعة ثانية لا تَجوز لبيَّـنه عليه الصلاة والسلام ، إذ القاعدة عند العلماء : لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد