العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة قسـم المحرمـات والمنهيات
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي يرتكب فاحشة الزنا تحت اسم ( ممارسة الجنس ) !
قديم بتاريخ : 24-02-2010 الساعة : 11:16 PM


أنا شاب أصلي وأصوم , مؤدي للعمرة مرات كثيرة ، وأخاف الله لكن مشكلتي مع فتاة أحبها وأمارس معها الجنس في بلدي ، سافرت للعمل خارج بلدي وتفكيري الوحيد في الغربة هو متى أعود لبلدي كي أمارس الجنس مع حبيبتي
فكرت في أن أتزوجها بالسر دون علم أحد لأن أهلي لا يرضون بها ولا يحبونها ، وإذا علموا بزواجي منها سوف يجبروني على طلاقها مع أني إذا تزوجتها فأنني لا أقدر أن أخذها معي إلى بلاد الغربة يعني أنها ستبقى زوجتي لوحدها في بلدي ولا نقدر أن نعيش معا غير شهر واحد في السنة (خلال أجازتي فقط ( .
فماذا أفعل ؟ وما حكم ذلك .

الجواب :

أخي ..
تقول في سؤالك ( وأخاف الله )
وأقول : وأين هو الخوف من الله وأنت ترتكب فاحشة من أشنع وأقبح الفواحش ؟ وقد سماها الله عز وجل فاحشة فقال : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ) هذا الذي تُسميه ( ممارسة الجنس ) هو جريمة وفاحشة وساء سبيلا .

قال ابن القيم رحمه الله : ويكفي في قبح الزنا أن الله سبحانه وتعالى مع كمال رحمته شرع فيه أفحشَ القتلات وأصعبَها وأفضحَها ، وأمر أن يَشهد عباده المؤمنون تعذيب فاعله ، ومِنْ قبحه أن الله سبحانه فطر على بغضه بعض الحيوان البهيم الذي لا عقل له ، كما ذكر البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأودي - رحمه الله - قال : رأيت في الجاهلية قردا زنى بقردة فاجتمع عليهما القرود فرجموهما حتى ماتا ، وكنت فيمن رجمهما . اهـ .

وقال رحمه الله : جعل الله سبحانه وتعالى سبيل الزنا شرَّ سبيل ، فقال تعالى : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ) ... فأما سبيل الزنا فأسوأ سبيل ومقيل أهلها في الجحيم شرّ مقيل ، ومستقر أرواحهم في البرزخ في تنور من نار ، يأتيهم لهبها من تحتهم فإذا أتاهم اللهب ضجّوا وارتفعوا ، ثم يعودون إلى موضعهم فهم هكذا إلى يوم القيامة ، كما رآهم النبي في منامه ورؤيا الأنبياء وحي لا شك فيها .
وقال أيضا : مفسدة الزنا من أعظم المفاسد وهى منافية لمصلحة نظام العالم فى حفظ الأنساب وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقِّي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس .
ثم أخبر عن غايته بأنه ساء سبيلا فأنه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا وسبيل عذاب في الآخرة وخزي ونكال . اهـ .

ومما يدلّ على شناعة تلك الجريمة ما رواه البخاري من حديث سمرةَ بنِ جندب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال : من رأى منكم الليلة رؤيا ؟ فإن رأى أحد قصها ، فيقول ما شاء الله ، فسألنا يوما فقال : هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قلنا : لا . قال : لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة - فّذّكّرّ أشياء - ثم قال : فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا ، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا ، فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة .
وفي رواية قال : فأتينا على مثل التنور ، فإذا فيه لغط وأصوات . قال : فاطّلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا . قال قلت لهما : ما هؤلاء قال : قالا لي : هؤلاء الزناة والزواني .
هذا هو حال الزُّناة الذين يرتكبون ما حرّم الله من وطء ما لا يحلّ لهم من الفروج .

والزنا - أجارك الله - من أكبر الكبائر ، ومِن أعظم الذنوب .
سأل ابن مسعود رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله نِدّاً وهو خلقك . قال : قلت له : إن ذلك لعظيم . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تزاني حليلة جارك . فأنزل اللهُ تصديقَ ذلك : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) رواه البخاري ومسلم .

ولما سأل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : ما تقولون في الزنا ؟ قالوا : حَرّمه الله ورسوله ؛ فهو حرامٌ إلى يوم القيامة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأةِ جاره . قال : ما تقولون في السرقة ؟ قالوا : حرّمها الله ورسوله ؛ فهي حرام . قال : لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

وقد ذكر الله تبارك وتعالى صفات المؤمنين وفلاحهم فقال ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )

قال ابن القيم : وهذا يتضمن ثلاثة أمور : من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين ، وأنه من الملومين، ومن العادين . ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ، ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتها أيسرُ من بعض ذلك . اهـ .

قال بشر بن الوليد : سمعت أبا يوسف يقول - في مرضه الذي مات فيه - : اللهم إنك تعلم أني لم أطأ فرجا حراما قط وأنا أعلم ، ولم آكل درهما حراما قط وأنا أعلم .
وقال محمد بن إسحاق : نزل السَّرِيُّ بن دينار في درب بمصر وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها ، فعلمت به المرأة ، فقالت : لأفتننه ؛ فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها ، فقال : مَالَكِ ؟! فقالت : هل لك في فراش وطي ، وعيش رخي ، فأقبل عليها وهو يقول :
وكم ذي معاص نال منهن لذةً *** ومات فخلاّها وذاق الدواهيا
تصرمُ لذّات المعاصي وتنقضي *** وتبقى تِباعاتُ المعاصي كما هيا
فيا سوءتا والله راء وسامع *** لعبد بعين الله يغشى المعاصيا

ولتعلم أن الزنا عقوبته مُعجّلة ومُدّخرة ، فيُعجل له في الدنيا ويُعذب به في البرزخ ( في القبر ) وفي الآخرة .فنعوذ بالله من هذه الفاحشة ، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
ونصيحتي لك أن تتوب إلى الله من هذه الفاحشة الكبيرة ، وأن تندم على ما فات وما وقعت فيه ، وأن تعزم على عدم العودة ، وأن تُنهي علاقتك المحرّمة بهذه الفتاة .
ولا يجوز لك الزواج بها طالما أنها بهذا الوصف ( زانية ) فقد قال الله عز وجل ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَان أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
قال ابن القيم رحمه الله : ولما كانت هذه حال الزنا كان قريناً للشرك في كتاب الله تعالى . قال الله تعالى : ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَان أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
والصواب القول بأن هذه الآية محكمة يُعمل بها لم ينسخها شيء ، وهي مشتملة على خبر وتحريم ، ولم يأت من ادّعى نسخها بحجة ألبتة ... فإن قيل : فما وجه الآية ؟ قيل : وجهها - والله أعلم - أن المتزوج أُمر أن يتزوج المحصنة العفيفة ، وإنما أبيح له نكاح المرأة بهذا الشرط كما ذكر ذلك سبحانه في سورتي النساء والمائدة ، والحكم المعلّق على الشرط ينتفي عند انتفائه ، والإباحة قد عُلّقت على شرط الإحصان ، فإذا انتفى الإحصان انتفت الإباحة المشروطة به .
فالمتزوج إما أن يلتزم حكم الله وشرعه الذي شرعه على لسان رسوله ، أو لا يلتزمه . فإن لم يلتزمه فهو مشرك لا يَرضى بنكاحه إلا من هو مشرك مثله . وإن التزمه وخالفه ونكح ما حُرّم عليه لم يصح النكاح فيكون زانيا .

فظهر معنى قوله : ( لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) وتبيَّن غاية البيان ، وكذلك حكم المرأة .
وكما أن هذا الحكم هو موجب القرآن وصريحِه فهو موجب الفطرة ومقتضى العقل ، فإن الله سبحانه حَرّم على عبده أن يكون قرنانا ديوثا زوج بغيّ ، فإن الله تعالى فطر الناس على استقباح ذلك واستهجانه ، ولهذا إذا بالغوا في سبّ الرجل قالوا : زوج قحبة ! فحرّم الله على المسلم أن يكون كذلك ، فظهرت حكمة التحريم وبان معنى الآية ، والله الموفق . انتهى كلامه رحمه الله .
فليحذر المسلم من الوقوع في الفواحش وإتباع نفسه هواها ، فإن ذلك سعي لها في رداها .
والزنا هو الزنا وإن غُيِّر اسمه ، فلو سُمي علاقة جنسية أو حُب أو غيرها من الأسماء ، فتغيير الأسماء لا يُغيّر المسمَّيات .ونسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حُكم ممارسة طلبة العِلم للرياضة ؟ راجية العفو إرشـاد الشـبـاب 0 06-01-2015 09:23 PM
مارست الجنس في الدُّبر مع خاطبها فماذا عليها ؟ نسمات الفجر قسـم المحرمـات والمنهيات 0 06-09-2012 12:20 AM
انهم المتشبهون من الرجال بالنساء(الجنس الثالث) محب السلف إرشـاد الشـبـاب 1 05-03-2010 05:25 PM
ما هو حكم ممارسة رياضة كرة القدم والرياضات القتالية ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 16-02-2010 03:13 PM
ممارسة العلاقة الجنسية عبر الهاتف هل تعتبر زنا عبق إرشـاد المـرأة 0 14-02-2010 01:30 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى