العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي هل يصح تفسير (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت)بأن أنثى العنكبوت تقتل الذكر والأولاد يقتلونها
قديم بتاريخ : 13-06-2016 الساعة : 05:04 AM


المعلومة كما وصلتني :
فائدة من سورة العنكبوت :
تقوم أُنثى العنكبوت بقتل الذكر بعد أن تنجب الأولاد وتلقيه خارج البيت، وبعد أن يكبر الأولاد يقومون بقتل اﻷم وإلقائها خارج المنزل .
بيت عجيب من أسوأ البيوت على اﻹطلاق ولقد وصفها القرآن بآية واحدة (وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) سبحان الله ! لقد كان الناس يعلمون مدى الوهن في البيت الحسي للعنكبوت لكنهم لم يدركوا الوهن المعنوي إلا في هذا العصر، وبالتالي جاءت الآية : لو كانوا يعلمون !!



الجواب :

هذا مع ضعفه في التفسير ، وأنه لا يجري على قواعد التفسير ، فإنه لا يُعرف له قائل ، ولا يُعرف مصدر هذه المعلومة !
فلا يجوز أن يُتسارع إلى تفسير القرآن بشيء لا يُعرف مصدره ، بل قد يكون من مُخترعات بعض زنادقة العصر مِن أجل تشكيك الناس بدينهم ، والطعن في القرآن ، وإظهار سذاجة بعض المسلمين ، والضحك عليهم !
ولا يُمكن أن يُضرب المثل ببيت العنكبوت لأناس يتّخذون مِن دون الله أولياء ، وهم لا يعرفون المراد بالمثل !
والخطاب في هذه الآية ابتداء كان لمن يتّخذون أولياء مِن دون الله .. وليس لأناس سيكتشفون ذلك بعد 1400 سنة من نزول القرآن !

قال الرازي في تفسير قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) :
لَمَّا بَيَّن الله تعالى أنه أهلك مَن أشرك عاجلا ، وعذّب مَن كَذّب آجلا، ولم ينفعه في الدارين معبوده ، ولم يدفع ذلك عنه ركوعه وسجوده ، مثَّل اتخاذه ذلك معبودا باتخاذ العنكبوت بيتا لا يُجير آويا ، ولا يريح ثاويا ، وفي الآية لطائف نذكرها في مسائل :
المسألة الأولى : ما الحكمة في اختيار هذا المثل من بين سائر الأمثال ؟
فنقول فيه وجوه :
الأول: أن البيت ينبغي أن يكون له أمور : حائط ، وسقف مُظِل ، وباب يُغلق ، وأمور ينتفع بها ويُرتفق ، وإن لم يكن كذلك فلا بُدّ مِن أحد أمرين : إما حائط حائل يمنع من البرد ، وإما سقف مُظل يَدفع عنه الحر ؛ فإن لم يحصل منهما شيء فهو كالبيداء ليس ببيت ، لكن بيت العنكبوت لا يُجِنهّا ولا يُكِنّها ، وكذلك المعبود ينبغي أن يكون منه الْخَلْق والرِّزق وجَرّ المنافع وبِه دَفع المضار ، فإن لم تجتمع هذه الأمور فلا أقل مِن دفع ضر أو جَرّ نفع ، فإن مَن لا يكون كذلك فهو والمعدوم بالنسبة إليه سواء ، فإذن كما لم يحصل للعنكبوت باتخاذ ذلك البيت مِن معاني البيت شيء ، كذلك الكافر لم يحصل له باتخاذ الأوثان أولياء مِن معاني الأولياء شيء .
الثاني : هو أن أقل درجات البيت أن يكون للظل ، فإن البيت مِن الْحَجَر يُفيد الاستظلال ، ويدفع أيضا الهواء والماء والنار والتراب ، والبيت مِن الخشب يُفيد الاستظلال ، ويَدفع الحر والبرد ، ولا يدفع الهواء القوي ، ولا الماء ولا النار ، والخباء الذي هو بيت مِن الشعر أو الخيمة التي هي مِن ثوب إن كان لا يدفع شيئا يظل ويَدفع حرّ الشمس ، لكن بيت العنكبوت لا يُظل ، فإن الشمس بشعاعها تنفذ فيه ، فكذلك المعبود أعلى درجاته أن يكون نافذ الأمر في الغير ، فإن لم يكن كذلك فيكون نافذ الأمر في العابد ، فإن لم يكن فلا أقل مِن أن لا ينفذ أمر العابد فيه ، لكن معبودهم تحت تسخيرهم إن أرادوا أجّلوه ، وإن أحبوا أذلوه !
الثالث : أدنى مراتب البيت : أنه إن لم يكن سبب ثبات وارتفاق ، لا يصير سبب شتات وافتراق ، لكن بيت العنكبوت يَصير سبب انزعاج العنكبوت ، فإن العنكبوت لو دام في زاوية مدة لا يقصد ولا يخرج منها ، فإذا نسج على نفسه واتخذ بيتا يتبعه صاحب الملك بتنظيف البيت منه والمسح بالمسوح الخشنة المؤذية لجسم العنكبوت ، فكذلك العابد بسبب العبادة ينبغي أن يستحق الثواب ، فإن لم يستحقه فلا أقل من أن لا يستحق بسببها العذاب ، والكافر يستحق بسبب العبادة العذاب .

المسألة الثانية : مثّل الله اتخاذهم الأوثان أولياء باتخاذ العنكبوت نَسجه بيتا ولم يمثله بِنسجه ، وذلك لوجهين :
أحدهما : أن نسجه فيه فائدة له ، لولاه لَمَا حصل ، وهو اصطيادها الذباب به من غير أن يفوته ما هو أعظم منه ، واتخاذهم الأوثان وإن كان يُفيدهم ما هو أقل مِن الذباب مِن متاع الدنيا ، لكن يفوتهم ما هو أعظم منها ، وهو الدار الآخرة التي هي خير وأبقى ، فليس اتخاذهم كنسج العنكبوت .
الوجه الثاني : هو أن نَسجه مُفيد ، لكن اتخاذها ذلك بيتا أمْر باطل ، فكذلك هم لو اتخذوا الأوثان دلائل على وجود الله وصفات كماله وبراهين على نعوت إكرامه وأوصاف جلاله لكان حكمة ، لكنهم اتخذوها أولياء كجعل العنكبوت النسج بيتا وكلاهما باطل .

المسألة الثالثة : كما أن هذا المثل صحيح في الأول فهو صحيح في الآخر ، فإن بيت العنكبوت إذا هَبّت ريح لا يُرى منه عين ولا أثر بل يصير هباء منثورا ، فكذلك أعمالهم للأوثان كما قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فجعلناه هباء منثورا) .

المسألة الرابعة : قال : (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء) ، ولم يَقُل " آلهة " إشارة إلى إبطال الشرك الخفي أيضا ، فإن مَن عَبَدَ الله رياء لغيره فقد اتخذ وَلِيا غيره ، فمثله مثل العنكبوت يتخذ نسجه بيتا .

ثم إنه تعالى قال : (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)
إشارة إلى ما بَيّـنّا أن كل بيت ففيه إما فائدة الاستظلال أو غير ذلك ، وبيته يضعف عن إفادة ذلك ؛ لأنه يَخرب بأدنى شيء ، ولا يبقى منه عين ولا أثر ؛ فكذلك عملهم لو كانوا يعلمون .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل صحيح أنه لا يجوز قتل العنكبوت ؟ راجية العفو قسـم الفقه العـام 0 25-06-2015 01:59 AM
ما صحة ما يُروى أن العنكبوت نسجت بيتها في ثلاثة مواضع ؟ راجية العفو قسـم البـدع والمـحدثـات 0 15-11-2014 10:37 AM
مسلمات في أمريكا يدعين أنهن مطلقات لتصرف لهن أموال *المتفائله* إرشـاد المعامـلات 0 26-09-2012 10:52 PM
ما حُكم استخدام الآيات في الطّرَف مثل قصة المتزوج بثلاث وطلب منهن أمثالا ؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 24-02-2010 10:21 PM
ما حكم قول : (فلانة أنثى لا يكررها القدر ؟!) عبق قسـم الفقه العـام 0 18-02-2010 09:55 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى