ألم يَقل الله : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وقد ختم الله هذه الآية بِقوله : (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) مما يدلّ على أن مُخالفة طريق النبيﷺ هلاك وضلال ، بل هو مُتوعّد بالنار ، كما قال الله عز وجل : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) .فكل مَن اتَّبَع طريقة مِن الطُّرُق الصوفية ، أو غيرها مِن الطّرق البِدعية ، فقد شاقّ الرسول ﷺ وخالف طريقته ، واتَّبَع غير سبيل المؤمنين ، الذين يقولون : سمعنا وأطعنا .
وكلّ مَن ابتدَع ، أو اتَّبَع طريقة مُحدَثَة مُبتَدَعة ، فسوف يُطرَد عن حوض النبي ﷺ، ويقول له النبي ﷺ : سُحقا وبُعْدَا لِمَن بدّل بَعدِي.
ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي . فَيُقَالُ : لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ : (شَهِيدٌ) ، فَيُقَالُ : إِنَّ هَؤُلاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ .
وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه : قَالَ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي . رواه البخاري ومسلم .
وعلى المسلم أن يستمسك بالسّنّة النبوية ، ويَجتهد في معرفة الحق الذي جاء به النبي ﷺ ، وأن يُخلِّص نفسه ، وأن يبحث عمّا فيه خلاصه ونجاته يوم القيامة (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ) . قال ابن عباس رضي الله عنهما : حين تبيَضّ وُجوه أهل السنة والجماعة ، وتَسودّ وُجوه أهل البدعة والفُرقة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : حدثني بعض المشايخ أن بعض ملوك فارس قال لِشيخ رآه قد جَمَع الناس على مثل هذا الاجتماع [مجلس سَمَاع] : يا شيخ إن كان هذا هو طريق الجنة ، فأين طريق النار ؟!