العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي ما الرد على من يعترض على ضرب الأمثال لتقريب صور القضاء والقدر وغير ذلك ؟
قديم بتاريخ : 26-05-2016 الساعة : 05:05 AM


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شيخنا الفاضل أسعدك الرحمن وأكرمك وأنار قلبك الطاهر بأنوار حبيبه محمد صلوات ربي وسلامه عليه
شيخنا الكريم لقد قرأت موضوع في أحد المنتديات وقد بحثت عن صحته فهداني الله إلى ردكم الكريم عليه وكان جوابكم عليه هو :
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم:
لا أدري عن صحتها .
والقصة إذا كان فيها عِظَة وعِبْرَة ، فلا بأس بها .
واستخدام الحجج العقلية طريقة شرعية .
والله أعلم .
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1638
ولا اعتراض على ما جاء فيه بإذن الله بل أتيت على شكر كاتب الموضوع والثناء عليه استنادا إلى ما جاء من حكمكم عليه ، ولكن الموضوع قد تم إغلاقه والحجة التي كانت لمشرف القسم جزاه الله عنا كل خير هي :
جواب المشرف الكريم وحجته في إغلاق الموضوع وإثبات عدم صحته:
الأخ الفاضل
جزاك الله خيرا لرغبتك في الإفادة
إنما سبق وتكلمنا في هذا الموضوع ، فالبحث في ذات الله هو من الشرك وكونك تقارن الذات الإلهية بألم حدث لهذا الشاب عندما صفعه الشيخ كما ورد في موضوعك، فهذا في حد ذاته سوء أدب مع الله جل في علاه.
ثم ما هو دخل هذه الصفعة بالقضاء والقدر؟
إن القدر هو ما قد كتبه الله جل وعلا قبل أن يخلق الخلائق وهو الذي عبر عنه بالأزل، أي أنه جل وعلا قد كتب ما سيحصل للناس وما سيقع لهم قبل أن يخلقهم، ولا ريب أن الله جل وعلا هو خالق الناس وخالق أعمالهم - كما هو معلوم - فالقدر بهذا المعنى هو ما قد سبق به علم الله جل وعلا وكتابته للأمور التي ستكون في المستقبل.
والقضاء: هو الحكم الذي قد حكم الله جل وعلا به ليظهر ما قد كتبه سابقًا قبل أن يحدث، فحصل بهذا الفرق بين القضاء والقدر بهذا الاعتبار، وإيضاح ذلك بالمثال فمثلا:
لو أن الله جل وعلا قد كتب أن يولد لإنسان ولد يسميه خالدًا فهذا قدر الله جل وعلا؛ لأنه قد سبق به علمه وكتابته في اللوح المحفوظ، فإذا خلق الله جل وعلا هذا الأمر وذلك بأن وُلد لهذا الإنسان الولد وسماه خالدًا فحينئذ حصل القضاء - أي حصل الحكم بأن يتم الأمر المقدر السابق - فحصل بهذا الاعتبار الفرق بين القدر والقضاء، وقد ذكرنا من الناس من لا يفرق بينهما، بحيث يقول: إن القدر هو عين القضاء وأن القضاء هو القدر.
والتحقيق في هذا: أن القدر والقضاء تارة يكونان بمعنىً واحد وتارة يفترقان، فإذا ذكر القدر وحده كان معناه القضاء والقدر، وإذا ذكر القضاء وحده دون القدر كان معناه القضاء والقدر كذلك، وأما إذا اجتمعا معًا يحصل الفرق بينهما، فمثلاً إذا قلت: قد قدَّر الله وقوع كذا، فهذا يقتضي أن الله قد قدر هذا الأمر وقد قضى به - أي حكم به جل وعلا - وأخرجه للعيان بأن خلقه. وإذا قلت: قضى الله بكذا؛ كان المعنى أن الله جل وعلا قد قدر هذا الأمر في علمه السابق ثم حكم به وخلقه أيضًا.
وأما إذا اجتمعا بأن ذكرتهما معًا في نسق واحد فحينئذ يفرق بينهما، فإذا قيل هذا قضاء الله وقدره؛ كان المعنى أن القدر هو ما قد سبق في علم الله عز وجل وكتابته وأن القضاء هو ما حكم الله جل وعلا وأنشأه وخلقه بعد ذلك، وهذا هو الأصوب في مسألة الفرق بين القضاء والقدر، ويمكنك أن تجمعها في عبارة واحدة فتقول: القضاء والقدر إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، وقد بيَّنا لك معنى ذلك، وهذا له نظائر، فكذلك الإيمان والإسلام إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، وهذا يحتاج لبسط ليس هذا موضعه انتهى....
سؤالي هو ما رأيكم الكريم في هذه الحجة التي كتبها المشرف الفاضل والتي كانت السبب في إغلاق الموضوع وهل هناك رابط يجب الأخذ به بين الموضوع المشار إليه سابقا وبين رد المشرف الفاضل
وجزاكم الله عنا كل خير
مع العلم أنني قد قمت بمراسلة المشرف الكريم وطرحت عليه سؤالا وهو:
هل يجوز إثبات وجود الله بشيء من خلق الله سبحانه وتعالى وقد أشرت إليه أن الشعور والإحساس بالألم هو من خلق الله ويصح أن نثبت وجود الله من خلاله أن اقتضى الأمر
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

سأقف مع قول : (فالبحث في ذات الله هو من الشرك وكونك تقارن الذات الإلهية بألم حدث لهذا الشاب عندما صفعه الشيخ كما ورد في موضوعك فهذا في حد ذاته سوء أدب مع الله جل في علاه .
ثم ما هو دخل هذه الصفعة بالقضاء والقدر؟)

البحث في ذات الله ليس شِركا ، ولا يصحّ إطلاق الشرك على الكلام عن ذات الله ؛ لأن الكلام عن ذات الله يكون على قسمين :
القسم الأول : الكلام عن الله وجلاله وعظمته ، وأسمائه وصِفاته ؛ فهذا مشروع في حدود ما جاءت به النصوص .
والقسم الثاني : الكلام عن ذات الله بحيث يُجاوز العبد فيه حدّه ، وهو ما يُجاوز القسم الأول ، فيدخل في الكلام والتفكّر في ذات الله ، وهذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَدْ جَاءَ الأَثَرُ : " تَفَكَّرُوا فِي الْمَخْلُوقِ وَلا تَتَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ " ؛ لأَنَّ التَّفْكِيرَ وَالتَّقْدِيرَ يَكُونُ فِي الْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ وَالْمَقَايِيسِ وَذَلِكَ يَكُونُ فِي الأُمُورِ الْمُتَشَابِهَةِ وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ . وَأَمَّا الْخَالِقُ - جَلَّ جَلالُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فَلَيْسَ لَهُ شَبِيهٌ وَلا نَظِيرٌ ، فَالتَّفَكُّرُ الَّذِي مَبْنَاهُ عَلَى الْقِيَاسِ مُمْتَنِعٌ فِي حَقِّهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَعْلُومٌ بِالْفِطْرَةِ فَيَذْكُرُهُ الْعَبْدُ . وَبِالذِّكْرِ وَبِمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ : يَحْصُلُ لِلْعَبْدِ مِنْ الْعِلْمِ بِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ ؛ لا تُنَالُ بِمُجَرَّدِ التَّفْكِيرِ وَالتَّقْدِيرِ - أَعْنِي مِنْ الْعِلْمِ بِهِ نَفْسِهِ ؛ فَإِنَّهُ الَّذِي لا تَفْكِيرَ فِيهِ . فَأَمَّا الْعِلْمُ بِمَعَانِي مَا أَخْبَرَ بِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ : فَيَدْخُلُ فِيهَا التَّفْكِيرُ وَالتَّقْدِيرُ كَمَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ . اهـ .

والتفكّر في ذات الله منهي عنه ، وليس التفكير فيه شِرك ، كما قال الأخ ، بل قد يكون منهيا عنه ، وقد يصل بصاحبه إلى الكفر .

ومُقارنة ضرب الرجل للشاب ليس من باب مُقارنة الذات الإلهية ، كما قال الأخ المشرف ، بل هي من باب ضرب المثال ، وهذا كثير في القرآن .
وهو من باب تقريب الصورة .
وهناك فرْق بين التشبيه بين شيئين وضَرْب المثل .
فإن الله وَصَف نَبِيَّه صلى الله عليه وسلم بِالنُّور .. (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) ..

قال القرطبي : وسَمَّى نَبِيَّه نُورًا ، فقال : (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) ، وهذا لأنَّ الكِتَاب يَهْدِي ويُبَيِّن وكَذَلك الرَّسُول . اهـ .
إنَّّ الرَّسُول لَنُور يُسْتَضَاء بِهِ *** مُهَنَّد مِن سُيُوف الله مَسْلُولُ
بل إن تَشْبِيه الإنسان بالشَّمْس وَارِد في أشْعَار العَرَب .. مع كَوْن الشَّمْس مُحْرِقة .. إلا أنَّهم أرَادُوا التَّشْبِيه .. و التَّشْبِيه لا يَقْتَضِي الْمُطابَقَة بين الْمُشَبَّه والْمُشَبَّه بِه مِن كُلّ وَجْه .
ألَم يُشَبِّه النَّابِغَة النعْمَانَ بن المنذر بالشَّمْس ؟
إذ يَقول :
فإنك شَمْس والْمُلُوك كَوَاكِب *** إذا طَلعت لم يَبْد مِنهن كَوْكَب
وشَبَّه النبي صلى الله عليه وسلم الْمُؤمِن بالْجَمَل وبِالنَّحْلَة وبِالنَّخْلَة ..

وفي شرح مُختَصَر الروضة للطُّوفِي : مِثْل الشَّيء مَا سَاواه مِن كُلّ وَجْه في ذاتِه وصِفاتِه ، وَ شِبْه الشَّيء وشَبِيهه مَا كان بَيْنَه وبَيْنَه قَدْر مُشْتَرَك مِن الأوْصَاف " . اهـ .
والتَّشْبِيه بالقَمَر وارِد في كُل ما هو حَسَن ..
فقد كان رسُول الله صلى الله عليه وسلم يُشَبَّه بِالقَمَر ..

وليس في ذِكر هذه القصة ولا في حكايتها سوء أدب ، كما زَعَم !

وعلاقتها بالقضاء والقَدَر من باب التقريب ، وإن كان القضاء غير القَدَر . كما ذَكَر الأخ .
قال المناوي : القضاء إنْفَاذ الْمُقَدَّر .

فهذا من باب التشبيه .
فالعالِم شبّه القضاء والقَدَر بِصفعة تفاجأ بها الإنسان .. مع أنها مكتوبة عليه .

ويدخل هذا من باب مُخاطبة الناس على قدر عقولهم ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُخاطب الناس على قدر عقولهم ، وهكذا قال أصحابه رضي الله عنهم .
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود رضي الله عنه : مَا أَنْتَ بِمُحَدِّث قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً . رواه مسلم في المقدِّمة .
وَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه : حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ رواه البخاري .

وقد ضَرَب الله الأمثلة على خَلْق الإنسان ، وعلى الإحياء والإماتة بأشياء محسوسة للناس ، وبأشياء يعقلونها ، ولذلك خاطب الله العقول ، وضرب لها الأمثلة .

بل ضرب الله الأمثلة على أجلّ الأشياء ، وهو توحيده تعالى .
قال الله تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار) .

وفي عموم ضرب الأمثال قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)
قال ابن كثير : فأخبر أنه لا يَستصغر شيئًا يَضْرب به مثلا ، ولو كان في الحقارة والصّغر كالبعوضة، كما لم يستنكف عن خلقها كذلك لا يستنكف مِن ضَرب المثل بالذباب والعنكبوت في قوله : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) ، وقال : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ، وقال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) ، وقال تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا) الآية ، ثم قال : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْء لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْر هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم) ، كما قال : (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ) الآية. وقال : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُل هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً) الآية ، وقد قال تعالى : (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) ، وفي القرآن أمثال كثيرة .
قال بعض السلف : إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي ؛ لأن الله تعالى يقول : (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ)
وقال مجاهد قوله : (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) : الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنون ويعلمون أنها الحق من ربهم ، ويهديهم الله بها . اهـ .

فالله عزّ وجلّ قد ضرب المثل لِكلمة التوحيد ، فقال : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله : (مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً) شهادة أن لا إله إلا الله ، (كَشَجَرَة طَيِّبَة) وهو المؤمن ، (أَصْلُهَا ثَابِتٌ) يقول : لا إله إلا الله في قلب المؤمن ، (وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء . ذكره ابن كثير .

وسبق في الأمثلة:
ما صحة موضوع (هذه بعض الإشارات المرورية أحببت أن أعرضها لتستفيدوا منها)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2335

ثم تأمل ما ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً للدنيا .
قال عليه الصلاة والسلام : إن مطعم بن آدم ضُرب للدنيا مثلا بما خرج من بن آدم ، وإن قزحه وملحه ، فانظر ما يصير إليه . رواه أحمد وغيره .
ومعنى قَزَحه : يعني أكثر فيه التوابل والإبزار .
وملحه : أي جعل فيه الملح .
هكذا هي الحياة الدنيا .

وبَزَقَ النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في كَفِّه فوضع عليها إصبعه ، ثم قال : قال الله : ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ؟ حتى إذا سوّيتك وعدّلتك مَشَيْتَ بَيْن بُرْدَين وللأرض منك وئيد ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ ، حتى إذا بلغت التراقي قلتَ : أتصدق ! وأنّى أوَان الصَّدَقة . رواه الإمام أحمد .

وفي صحيح مسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أَهْلُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاس : فَقَالَ عُمَرُ : ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ ، فَاخْتَلَفُوا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ خَرَجْتَ لأَمْر وَلا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ ، فَقَالَ : ارْتَفِعُوا عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي الأَنْصَارِ ، فَدَعَوْتُهُمْ لَهُ فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلافِهِمْ ، فَقَالَ : ارْتَفِعُوا عَنِّي ، ثُمَّ قَال : ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْش مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ ، فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ رَجُلانِ ، فَقَالُوا : نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْر فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ : أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ ؟! فَقَالَ عُمَرُ : لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ! - وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلافَهُ - نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ؟
قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْض وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ .

فهذا الْمُحدَّث الْمُلْهَم - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه يضرب مَثلاً لِقدر الله وإصابته للعبد بالإبل تُرعى في أرض مُجدبة أو بأرض مُخصِبة .

وكلام العلماء في مثل ذلك أكثر من أن يُحصر في هذه العُجالة !

وفي النفس شيء من قولك : (وأنار قلبك الطاهر بأنوار حبيبه محمد صلوات ربي وسلامه عليه) ، إذ لو قيل بأنوار سُنّته ؛ لكان أولى .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح عقيدة القضاء والقدر للأطفال راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 14-09-2012 10:03 PM
ما حكم تركيب الرموش المستعارة بالمناسبات وغير المناسبات عبق إرشـاد المـرأة 0 06-03-2010 08:39 PM
هل صحيح أن الأعمى الذي به صمم غير مكلف وغير محاسب ؟ عبق قسـم الفقه العـام 0 25-02-2010 07:52 PM
استعمال آيات القرآن في ضرب الأمثال للأمور الدنيوية *المتفائله* قسم القـرآن وعلـومه 0 23-02-2010 10:30 AM
هل يجوز رهن المصحف نظير أخذ شيء له قيمة شرعا ؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 21-02-2010 08:09 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى