راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي سؤالي يتعلق بجرائم القتل وإزهاق الأرواح ، فهل لقاتل النفس مِن توبة ؟
قديم بتاريخ : 14-09-2012 الساعة : 10:17 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنـا الفاضل بارك الله فيكم
سؤالي يتعلق بجرائم القتل وإزهاق الأرواح فهل لقاتل النفس توبة وهل توجب توبته إقامة الحد عليه كشرط لقبول توبته من قبل خالقه .. أم أن الله يتجاوز عنـه لمجرد توبته واستغفاره ..
وكيف بمن قتـل أرواحـا وليس روحا واحدة كيف تكون توبته !؟
أفتنا يا شيخ جزاك الله الجنة ووالديك
وجزاك عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

الصحيح أن للقاتِل توبة ، خاصة إذا كان نادمًا .
روى البخاري في " الأدب الْمُفْرَد " من طريق عطاء بن يسار ، عن ابن عباس ، أنه أتاه رجل فقال : إني خطبت امرأة ، فأبَتْ أن تنكحني ، وخَطبها غيري ، فأحبت أن تنكحه ، فَغِرْت عليها فقتلتها ، فهل لي من توبة ؟ قال : أمك حية ؟ قال : لا ، قال : تُب إلى الله عز وجل ، وتَقَرَّب إليه ما استطعت . فذهبت فسألت ابن عباس : لم سألته عن حياة أمه ؟ فقال : إني لا أعلم عملا أقْرب إلى الله عز وجل مِن بِرّ الوالدة .

فلو كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يَرى له توبة ، لَمَا سأله أصلا عن حياة أمه .
ولو كان قبول توبة القاتِل مُتوقِّفًا على تمكين نفسه مِن القصاص لَما اقتصر ابن عباس رضي الله عنهما على قوله : " تُب إلى الله عز وجل ، وتَقَرَّب إليه ما استطعت " .

وروى ابن أبي شيبة من طريق مزاحم الضبي أنه حدّث الحسن ، عن ابن عباس ، قال : بينما رجل قد سَقَى في حوض له ، ينتظر ذَوْدا تَرِد عليه ، إذ جاءه رجل راكب ظمآن مُطْمئن ، قال : أرِد ؟ قال : لا ، قال : فتنحّى ، فعقل راحلته ، فلما رأت الماء دنت مِن الحوض ، ففجرت الحوض ، قال : فقام صاحب الحوض فأخذ سيفا من عنقه ، ثم ضربه به حتى قتله ، قال : فخرج يستفتي ، فسأل رجالا من أصحاب محمد - لست أُسَمّيهم - وكلهم يُؤيّسه ، حتى أتى رجلا منهم ، فقال : هل تستطيع أن تُصْدره كما أوْرَدته ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تبتغي نفقا في الأرض ، أو سلما في السماء ؟ فقال : لا ، قال : فقام الرجل ، فذهب غير بعيد ، فدعاه فَرَدّه ، فقال : هل لك مِن والدين ؟ قال : نعم ، أمي حَية ، قال : احملها وبِرّها ، فإن دخل الآخر النار ، فأبعد الله من أبعده .


ويُفرِّق العلماء بين مَن قَتَل وتاب ونَدِم ، وبين مَن كان يُريد شرّا
فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ : لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا تَوْبَةٌ ؟ قَالَ : لاَ ، إِلاَّ النَّارُ ، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ : مَا هَكَذَا كُنْتَ تُفْتِينَا ، كُنْتَ تُفْتِينَا أَنَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا تَوْبَةٌ مَقْبُولَةٌ ، فَمَا بَالُ الْيَوْمِ ؟ قَالَ : إِنِّي أَحْسِبُهُ رَجُلاً مُغْضَبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا ، قَالَ : فَبَعَثُوا فِي أَثَرِهِ فَوَجَدُوهُ كَذَلِكَ . رواه ابن أبي شيبة .


وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قصة الرجل الذي قَتَل مائة نفس ، وسأل : هل لي من توبة ؟ فأجابه العالِم : أنْ نعم . والقصة سيقت في شرعنا مَسَاق الْمَدْح .

قال ابن حجر في شرح الحديث : وفي الحديث مشروعية التوبة مِن جميع الكبائر حتى مِن قَتْل الأنفس ، ويُحْمَل على أن الله تعالى إذا قَبِل توبة القاتل تَكَفَّل بِرِضَا خَصْمِه . اهـ .

وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي قَتْلِ النَّفْسِ عَمْدًا . فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إنَّ هَذَا ذَنْبٌ لا يُغْفَرُ ، وَقَالَ الآخَرُ : إذَا تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ؟
فأجاب رحمه الله : أَمَّا حَقُّ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لا يَسْقُطُ بِاسْتِغْفَارِ الظَّالِمِ الْقَاتِلِ ؛ لا فِي قَتْلِ النَّفْسِ ؛ وَلا فِي سَائِرِ مَظَالِمِ الْعِبَادِ ؛ فَإِنَّ حَقَّ الْمَظْلُومِ لا يَسْقُطُ بِمُجَرَّدِ الاسْتِغْفَارِ ؛ لَكِنْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْقَاتِلِ وَغَيْرِهِ مِنْ الظُّلْمَةِ ؛ فَيَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ بِالتَّوْبَةِ الْحَقَّ الَّذِي لَهُ . وَأَمَّا حُقُوقُ الْمَظْلُومِينَ فَإِنَّ اللَّهَ يُوَفِّيهِمْ إيَّاهَا : إمَّا مِنْ حَسَنَاتِ الظَّالِمِ ، وَإِمَّا مِنْ عِنْدِهِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .

وما قاله العلماء في قبول توبة الساحر ، ولو كان قَتَل أحدًا قَبْل توبته ، وادَّعى أنه لم يتعمّد القَتْل .

ويُروى عن عمر رضي الله عنه قبول خبر إسلام طليحة الأسدي بعد قَتْله رجلين ، وقال له عمر : يا طليحة لا أحبك بعد قتلك الرجلين الصالحين : عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم ، فقال : يا أمير المؤمنين أكرمهما الله بيدي ولم يُهني بأيديهما . رواه البيهقي بإسناد فيه ضعف .
قال الذهبي في ترجمة طليحة رضي الله عنه : البطل الكرار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومَن يُضْرَب بِشجاعته المثل ، أسلم سنة تِسع ، ثم ارتد وظَلم نفسه ، وتنبأ بِنَجْد ، وتمت له حروب مع المسلمين ، ثم انهزم ، وخُذِل ، ولحق بآل جفنة الغسانيين بالشام ، ثم ارعوى ، وأسلم ، وحَسُن إسلامه لَمَّا توفي الصديق ، وأحرم بالحج ، فلما رآه عمر قال : يا طليحة ! لا أحبك بعد قتلك عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم ، وكانا طليعة لخالد يوم بزاخة ، فقتلهما طليحة وأخوه ، ثم شهد القادسية ، ونهاوند ، وكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص : أن شاور طليحة في أمر الحرب ، ولا تُوَلِّه شيئا .
قال محمد بن سعد : كان طليحة يعد بألف فارس لشجاعته وشدته .
قلت : أبلى يوم نهاوند ، ثم استشهد ، رضي الله عنه، وسامحه .

وهنا :
هل نقول للناس إن القاتل مخلد في النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18963

هل يُخلّد القاتل في نار جهنّم حتى لو تاب ؟؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18962

هل صاحب الكبيرة يُخلّد في النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6249

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤالي عن الجمعيه الي يعملونهاا بعض النسوه الإدارة إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 29-03-2010 07:51 PM
ما حكم التبرع بالدم مقابل مبلغ من المال أو بدون مقابل ؟ ناصرة السنة إرشـاد المعامـلات 0 12-03-2010 10:33 PM
ما هو الفرق بين محاسبة النفس و مجاهدة النفس؟؟ ناصرة السنة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 08-03-2010 12:45 PM
سؤالي عن صلة الرحم رولينا قسـم الفقه العـام 0 24-02-2010 06:24 PM
سؤالي عن هذا التفسير لسورة الفاتحة عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 19-02-2010 10:09 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى