السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله شيخ عبد الرحمن
نجتمع أحيانا مع بعض الشباب الطيبة
فإذا كنا في العراء و حان وقت الصلاة فهناك الحافظ للقرآن و هناك المتقن المجود الضابط للقراءة
فأنا محتار من نقدم ، و أنا أعلم أن من السنة تقديم الأحفظ للكتاب و لكن في حال وجود
من يضبط القراءة و أفضل من الأحفظ هل يقدم في هذه الحالة ؟
و جزاكم الله خيرا
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وحياك الله وبياك .
أولاً : إذا كنتم في البلد وَجب عليكم الصلاة جماعة ، خاصة إذا كنتم تسمعون النداء للصلاة .
ثانيا : يؤم الناس الأقرأ لِكتاب الله عزّ وجلّ .
قال عليه الصلاة والسلام : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسُّـنَّة ، فإن كانوا في السُّنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما . رواه مسلم .
والصحابة رضي الله عنهم قَدّموا الصبي الصغير لأنه أكثرهم أخذا وحِفْظا للقرآن .
قال عمرو بن سَلِمة رضي الله عنه وهو يُحدّث بِخبر قدوم قومه على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال لهم : صَلُّوا صلاة كذا في حين كذا ، وصَلُّوا صلاة كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذّن أحدكم ،
وليؤمكم أكثركم قرآنا ، فنظروا فَلَم يكن أحدٌ أكثر قرآنا مِنِّي ، لِمَا كُنت أتلقى مِن الرُّكبان ، فَقَدَّمُوني بين أيديهم ، وأنا ابن سِت أو سبع سنين . رواه البخاري .
ويجوز تقديم من هو أقرأ وأكثر ضبطا للقراءة .
سئل أحمد عَن الرَّجُلُ يؤم النَّاس : هَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ ثواب ؟ قَالَ : إن كَانَ فِي قرية هُوَ أقرأ القوم ، أو فِي موضع هُوَ أقرؤهم فليتقدمهم .وسئل عَن الرَّجُلُ يكون أقرأ القوم ، فَقَالَ لَهُ : تقدم فيأبى ؟ قَالَ : ينبغي لَهُ أن يتقدم ، يؤم القوم أقرؤهم . قيل لَهُ : يجب عَلِيهِ ؟ فَقَالَ : ينبغي لَهُ أن يتقدم يؤم القوم ، ولم يقل : يجب عَلِيهِ .
قال الأثرم : قلت لأحمد بن حنبل : رَجُلان أحدهما أفضل من صاحبه ، والآخر أقرأ منه ؟
فقال حديث أبي مسعود : " يؤم القوم أقرؤهم " . ثم قال : ألاَ تَرى أن سَالِمًا مَولى أبي حذيفة كان مع خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عُمر وأبو سَلَمة بن عبد الأسد ، فكان يَؤمّهم لأنه جَمَع القرآن ؟
قال ابن قدامة : وإن كان أحدهما أكثر حفظا ، والآخر أقَلّ لَحْنًا وأجود قراءة ؛ قُدِّم .
وقال المرداوي : يُقَدَّمُ الأَجْوَدُ قِرَاءَةً عَلَى الأَكْثَرِ قُرْآنًا . ورجّح هذا القول .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض