االسلام عليكم فضيلة الشيخ
عندما يطرح السؤال: هل تنسخ الآية بالسنة قيل بالنسخ و قيل على العكس و العكس روى عن الشافعي لكن السؤال مني فضيلة الشيخ: كيف نطبق الآية: "وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى"
بارك الله فيكم
اختُلِف في هذه المسألة ، وبسطها في كتب أصول الفقه .
ومَن مَنع نسخ القرآن بالسُّنّة احتَجّ بأن القرآن قطعي الثبوت ، بِخلاف أحاديث الآحاد ، فهو يقول : إن الأضعف لا يَنسَخ الأقوى .
والذي يظهر أن السُّنّة تَنسَخ القرآن ، وتُخصص عمومه ، وتُقيِّد مُطلَقه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ألاَ إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألاَ إني أُوتيت القرآن ومثله معه ، ألاَ يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول : عليكم بالقرآن ! فما وَجَدتم فيه مِن حلال فأحِلّوه ، وما وَجَدتم فيه مِن حرام فحرِّموه . رواه الإمام أحمد .
فتحويل القبلة لم يُنسَخ بالقرآن ، وإن كان التوجّه إلى بيت المقدِس جاء في القرآن .
وكذلك حبس الزواني في البيوت حتى الموت ، جاء نسخه بالسّنة .
كما في قوله تعالى : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفاحشة مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فإن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا) نَسَخَه حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ . رواه مسلم .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير الآية السابقة : كان الْحُكم كذلك ، حتى أنزل الله سورة النور ، فَنَسَخَها بالْجَلْد أو الرَّجم .