السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا شيخنا
أحد الأفاضل سألني عن هذا القول هل هو حديث أم ماذا؟
" ان المرأة لا تدخل النار وحدها بل تأخذ معها وليها "
بارك الله فيك
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
هذا بهذا اللفظ ليس حديثا نبويا .
ومعناه غير صحيح ، إلاّ إذا كان الولي مُفرِّطًا ، فإنه يُؤخذ بِذَنْبِه .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي رِمثة وقد جاء ومعه ابنه : أما إنك لا تَجْنِي عليه ولا يَجْنِي عليك . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقال في النياحة على الميت : الميتُ يعذَّبُ في قبره بما نِيح عليه . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام البخاري : بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ . فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّتِهِ فَهُوَ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) . اهـ .
ويُؤاخَذ الوَلي إذا كان مُقصِّرا في أمْرِ أهله ونَهيهم وتأديبهم ؛ لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) .
قال عليّ رضي الله عنه : عَلِّمُوهُمْ ، وَأدِّبُوهُمْ .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : اعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَاتَّقُوا مَعَاصِي اللَّهِ ، وَمُرُوا أهْلِيكُمْ بِالذِّكْرِ ، يُنْجِكُمُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ .
وقال قَتَادَة : يَقِيهِمْ : أنْ يَأْمُرَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ ، وَأنْ يَقُومَ عَلَيْهِ بِأمْرِ اللَّهِ يَأْمُرَهُمْ بِهِ وَيُسَاعِدَهُمْ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأيْتَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَعْصِيَةً قَرَعْتَهُمْ عَنْهَا ، وَزَجَرْتَهُمْ عَنْهَا.
وقَال أيضا : مُرُوهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَانْهُوهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
ولقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه ، أحَفِظ ذلك أم ضَيَّع ؟ حتى يُسأل الرجل على أهل بيته . رواه الترمذي والنسائي في الكبرى .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفَرِّقُوا بينهم في المضاجع . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وقال ابن مسعود رَضي الله عنه : يُؤخَذ بِيَدِ العَبْد أوْ الأمَة يَوْم القِيَامَة فيُنْصَب على رُؤوس الأوَّلِين والآخِرِين ، ثم يُنادِي مُنَادٍ : هذا فُلان بن فُلان ، مَن كَان لَه حَقّ فَلْيَأتِ إلى حَقِّه ؛ فَتَفْرَح الْمَرْأة أن يَدُور لَهَا الْحَقّ عَلى أبِيهَا ، أوْ عَلى زَوْجِهَا ، أوْ عَلى أخِيهَا ، أوْ على ابْنِهَا ، ثُمّ قَرأ ابنُ مَسْعُود : (فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية