الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
السلام و عليكم و بركاته شيخنا الكريم
رضي الله عنكم و كتبكم من المقربين شيخنا
ماهو القول الفصل في الإمام أبي الوليد بن رشد الحفيد صاحب بداية المجتهد و نهاية المقتصد ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
العَدل قامَتْ به السماوات والأرض . والله يأمُر بالعدل ، وهو الإنصاف ، كما قال ابن جرير في تفسيره .
وأهل السنة أهل عدل وإنصاف .
وأهل العِلْم يُفيدون مِن عِلْم العالِم ، ويَدَعُون ما أخطأ فيه .
إلاّ أنه لا يُنصَح طالب العِلْم المبتدئ بالقراءة في كُتب أهل البِدع ، خاصة ما ظَهَرت فيه بِدعتهم ، وإنما تكون القراءة فيها للعالِم وللمُختصّ ، مع الرسوخ في العقيدة .
أما الكتاب الفقهي الذي ليس فيه أثر لِبِدعة ؛ فلا مانع مِن الإفادة منه .
ولو أننا لا نُفيد إلاّ مِن العلماء الذين لم تقَع منهم أخطاء ، لَتَرَكْنَا كثيرا مِن العِلْم والعلماء .
قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن نصر المروزي : ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خَطأً مَغفورا له ، قُمْنَا عليه وبدَّعْنَاه وهَجَرْنَاه ، لَمَا سَلِمَ معنا لا ابن نَصر ولا ابن مَنْدَه ، ولا مَن هو أكبر منهما ، والله هو هادي الْخَلْق إلى الْحَقّ ، وهو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة . اهـ .