[ناصرة السنة]

السؤال
من الواضح أن بعض الردود قد غيرت مفهوم العيد إلى كلمة أخرى "يوم" ولكن كل الطرق تؤدي إلى روما فعند اللفظ بها وكأنها يوم تتغير في الكلام ولكن المعنى غير وكذلك عيد الميلاد فالشيطان غيره لك بمسمى يوم ولم يذكره بمسمى عيد حتى لا ينفر منه المسلمين آتي الآن إلى النية ، وأن النية مرتبطة بالظاهر والعبادة
عبادة الله لها شرطان هما :
1- الإخلاص .
وهذا يندرج تحته حديث "إنما الأعمال بالنيات"... إذا الإخلاص محله القلب _وهذه وجهة نظر بعض الأعضاء الذين يقولون أهم شيء النية_ ولكن ماذا عن الشرط الثاني
2- متابعة الرسول .
وهذا الآخر يندرج تحته حديث الرسول (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
إذًا من قال أن نيته صافية ولكنه يعمل بذلك اليوم أحدث خلل في الشرط الثاني ومن هنا فإن مفهومه وتطبيقه لمسمى العبادة ناقص فلا تقل أهم شيء النية وتنسى العمل فهما مرتبطان ببعضهم
إذًا ملخص السابق أن قولك يوم الميلاد لا يختلف عن قول عيد ميلاد
ما رأيك بهـ الكلام؟!
أهو صحيح؟!
وما رأيك فيمن يحضر حفلات أعياد الميلاد ويحضر هدية لكن يقلك أنا نيتي ما هي بحضور عيد ميلاد وإنما لتغير الجو وللمرح فقط لا أكثر والهدية فقط للألفة والمحبة ؟
يعني إطلاق كلمة يوم الأم يوم ميلادي تجوز ولا؟!
وركز أهم شيء ع يوم الأم ما رأيك فيه؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

قد يُشكِل على هذا أن يقول الذي يحتفل بِعيد مُحْدَث ، مثل : عيد الميلاد ، عيد الأم ، يوم المعلِّم ، اليوم الوطني .. أنه لا يتعبّد لله به ، فلا دخل فيها لِشَرْطَيّ قَبول العبادة ؛ لأنه لا يرجو قبولا لهذه الأعمال !

والإشكال في الأعياد الْمُحْدَثَة أن فيها مُضاهاة للأعياد الشرعية .
وليس للمسلمين سوى ثلاثة أيعاد : عيد الفِطْر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع " الجمعة " ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : إن هذا يومُ عيدٍ ، جعله الله للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل ، وإن كان طِيبٌ فليَمَسَّ منه ، وعليكم بالسواك . رواه ابن ماجه ، وهو حديثٍ حسن .

ولا يجوز الاحتفال بِغير هذه الأعياد الشرعية .

ففي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
لا تجوز إقامة الأعياد البدعية ولا الاحتفال بها ، ولا مشاركة أهلها وتهنئتهم بمناسبتها ؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد ذكر الله أن مِن صفات عباد الرحمن أنهم (لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) أي : لا يحضرون أعياد الكفار ، كما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة ، سواء سُمِّيت أعيادًا أو أيامًا أو مناسبات ، فالأسماء لا تُغَـيِّر الحقائق : وليس للمسلمين إلاَّ عِيدان كَريمان : عيد الفطر وعيد الأضحى .
فالواجب ترك هذه البدع والأعياد الجاهلية ، ومنها : اليوم العالمي للمعلم . وفق الله الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك البدع والمحدثات . اهـ .

وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : كُلّ مَن أقام عِيداً لأي مناسبة ، سواء كانت هذه المناسبة انتصاراً للمسلمين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، أو انتصاراً لهم فيما بعد ، أو انتصار قومية فإنه مبتدع ، وقد قَدِمَ النبي عليه الصلاة والسلام المدينة فَوَجد للأنصار عيدين يَلعبون فيهما فقال : " إن الله قد أبْدَلَكم بِخَير منهما عيد الفطر وعيد الأضحى" ، مِمَّا يَدُلّ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب أن تُحْدِث أمَّته أعياداً سوى الأعياد الشرعية التي شرعها الله عز وجل .
وسبق بيان حكم الاحتفال بأعياد الميلاد
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8259

وقول القائل : إنه يُحضر هدية ، أو لتغيير الجو ، أو غير ذلك من الأعذار ؛ هذه حِيَل وتحايل على الشرع ، وهي مِن طُرُق اليهود ، وقد حذّرنا ربنا تبارك وتعالى وحذّرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مِن حِيَل وطُرُق اليهود ، وتحايلهم على شرع ربهم تعالى .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد