العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الأنترنـت
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الأنترنـت
افتراضي موضوع " أخطاء الأنبياء "
قديم بتاريخ : 07-11-2012 الساعة : 09:28 PM


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين وبعد .

قام أحد الإخوة بجمع أخطاء الرسل البشرية من القرآن كأكل نبي الله آدم من الشجرة وغيرها مدعي أن ذلك لكي يعلم الناس أنهم بشر وألا يعبدوهم .

وقد وعد بتجميع أخطاء كل الرسل في نفس الموضوع ، وقد طلبت منه عدم الاستمرار فقال إن هذا من كتاب الله

ولا أعلم هل فعله هذا صواب أم خطأ وهل سبقه أحد من السلف في فعله

الموضوع ليسهل عليكم أرد

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بحضراتكم

النهاردة هنتكلم عن أخطاء بشرية الرسل وليس أخطاء الرسل كما فهم البعض فالفرق كبير بين الاثنين كما قال رب العزة سبحانه وتعالى

1. الإسراء (93) :

أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا

ومن هنا سنبدأ بعون الله وتوفيقه الحديث عن أخطاء بشرية الرسل وإن كنت أراها ما هي إلا رحمة من رب العزة لجميع خلقه

أولا سيدنا آدم أبو البشر جميعا فبعد أن خلقه رب العزة وأسكنه جناته وأمره ألا يأكل من الشجرة ولكن غلبته بشريته فسمع لوسوسة إبليس في أنها شجرة الخلد كما أخبرنا رب العزة سبحانه وتعالى فقال

طه (120) : فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى

وقال

طه (121) :

فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى

وهذه شهادة من رب العزة ببراءة أمنا حواء من سبقها بالأكل من تلك الشجرة وإغواء آدم على فعل ذلك بدليل قوله سبحانه وتعالى

الأعراف (22) :

فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة

فما حمل آدم على الأكل من الشجرة إلا الطمع في الخلد وهذه من صفات البشر الغالبة على الرسل

ويروي الترمذي بمسنده في وفاة آدم أنه لما عرض الله سبحانه وتعالى الذرية على آدم رأى أحد ذريته وقد علا نور وجهه فسأل آدم رب العزة من هذا يا رب فقال أنه ابنك داؤود فقال وكم عمره قال ستون عام فقال رب زده إلى المئة قال إنه كتاب ورفع القلم فقال اللهم خذ من عمري أربعين عاما لابني داؤود وأتم له المائة ولما حان أجل آدم وأتاه ملك الموت فقال له آدم إني لي أربعين عام من عمري فقال ملك الموت لقد منحتها لولدك داؤود فقال آدم رب نفسي نفسي

فوكل رب العزة بكل ابن آدم ملكين رقيب وعتيد يسجلان ما يقول وما يفعل حتى لا ننكر أفعالنا أو أقوالنا

كما قال سبحانه وتعالى

ق (8)

ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

كان هذا من اجتهادي فإن كان هناك توفيق فمن الله وحده وإن كان هناك تقصير فمن الشيطان ونفسي والله من وراء القصد وعليه قصد السبيل

ولقائنا القادم مع نبي الله نوح بإذن الله وتوفيقه



الجواب :
هذا مِن الْخُذلان ،نعوذ بالله من الخذلان .

ألَم يَجِد ما يتحدّث به ويكتبه غير جَمْع أخطاء الأنبياء ؟

وبعضها في الحقيقة اجتهاد ، وليست أخطاء .

ولا يجوز نشر مثل ذلك .

قال القاضي أبو بكر بن العربي : لا يجوز لأحدٍ مِـنَّا اليوم أن يُخْبِر بذلك عن آدم إلاَّ إذا ذَكَرْناه في أثناء قوله تعالى عنه ، أو قَول نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، فأما أن يَبْتَدِئ ذلك مِن قِبل نفسه فليس بِجَائز لنا في آبائنا الأدْنَين إلينا ، المماثِلين لَنا ، فكيف في أبِينا الأقدم الأعظم الأكرم النبي الْمُقَدَّم ؟ الذي عَذَره الله سبحانه وتعالى وتاب عليه وغَفَر له . نَقَله القرطبي في تفسيره .

ومع كون بعضها مِن أخطاء الرُّسُل ، إلاّ أنهم تابوا منها .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى : أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنْ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ : أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ . رواه البخاري ومسلم .

قال القرطبي في تفسيره : وقال بعض المتأخرين مِن علمائنا : والذي ينبغي أن يُقال : إن الله تعالى قد أخبر بِوُقوع ذُنُوب مِن بعضهم ، ونَسَبها إليهم ، وعاتَبهم عليها ، وأخبروا بذلك عن نفوسهم وتَنَصَّلُوا منها ، واستغفروا منها وتابُوا ، وكل ذلك وَرَد في مواضع كثيرة لا يَقبل التأويل جُملتها ، وإن قَبِل ذلك آحادها ، وكل ذلك مما لا يُزْرِي بِمَنَاصِبهم ، وإنما تلك الأمور التي وَقَعت منهم جهة الندور ، وعلى جهة الخطأ والنسيان ، أو تأويل دعا إلى ذلك ، فهي بالنسبة إلى غيرهم حسنات ، وفي حقهم سيئات بالنسبة إلى مناصبهم ، وعُلُوّ أقدارهم ؛ إذ قد يُؤاخَذ الوزير بما يُثاب عليه السائس ؛ فأشْفَقُوا من ذلك في مَوقف القيامة ، مع عِلْمِهم بالأمْن والأمان والسلامة . قال : وهذا هو الحق . ولقد أحسن الجنيد حيث قال : حسنات الأبرار سيئات الْمُقَرَّبِين ؛ فهم صلوات الله وسلامه عليهم - وإن كانوا قد شهدت النصوص بوقوع ذنوب منهم ، فلم يُخِلّ ذلك بمناصبهم ، ولا قَدَح في رُتبتهم ، بل قد اجتباهم وهداهم ، ومَدَحهم وزَكّاهم واختارهم واصطفاهم ؛ صلوات الله عليهم وسلامه . اهـ .

وقال ابن حزم : ذنوب الانبياء عليهم السلام ليست إلا ما وَقَع بِنِسْيان أو بِقَصد إلى ما يظنون خيرا مما لا يُوافِقُون مُرَاد الله تعالى منهم . اهـ .

ومَن أراد إثبات بشريّة الرُّسُل فيستطيع ذلك مِن وُجوه كثيرة مِن غير التعرّض لمثل هذا .

فإن الله عَزّ وَجَلّ لَمّا أراد إثبات بشرية عيسى عليه الصلاة والسلام وأمه قال : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) .

وكان أبلغ ردّ على مَن زَعَمُوا ألُوهية عيسى عليه الصلاة والسلام أن أثبت الله أنه يأكل الطعام ، وبالتالي يحتاج إلى ما يحتاجه سائر البَشَر ، قال تبارك وتعالى : ( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ)

ولَمّا حكى الله قول المشركين : (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا) قال سبحانه وتعالى ردًّا على ذلك : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ) .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة حديث "يا محمد لقد أعطيتك ثلاثًا لم أعطها أحدًا من قبلك مِن الأنبياء" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 1 11-05-2016 06:55 PM
صحة موضوع القرآن يحوي "شفرة رقمية" تحميه من التحريف *المتفائله* قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 07-03-2010 01:49 PM
حكم ِمن يقلب "الألف" إلى "ألف مد" و "السين" إلى "صاد"فى المنتديات ناصرة السنة قسـم الأنترنـت 0 27-02-2010 02:21 PM
ما رأيكم في مَن ينكر إطلاق ألقاب "شيخ" ، " عالِم" ، "رجل الدين" ؟ ناصرة السنة قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 27-02-2010 01:23 PM
موضوع "ما هي حقيقة الإسلام ، والإسلام الذي يجب أن ندعوا له الناس " ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 23-02-2010 04:14 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى