[محب السلف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها الشيخ الفاضل لي قريبة وتود سؤالك عما يحيرها ويقلقها. سؤالها. أنا زوجة لشخص يعمل في إحدى السفارات .

وقد قدر الله أن يعمل في دولة أوروبية.. وهو يطلب مني الحجاب كاملاً كما لو كنت في السعودية .. ولله الحمد أنا متمسكة بديني جيداً وبكتاب الله وسنة نبي صلى الله عليه وسلم.. إلا اني خائفة جداً من حجابي بالنقاب وأنا في دولة أوروبية خصوصاً انه ملتحي ..

وأخاف من المضايقات وخاصة في هذا الوقت الصعب وبعد الأحداث.. وكما سمعت أيضا أنه يوجد أشخاص قد اعتقلوا في هذه الدول الأوروبية بسبب مابين المسلمين والعرب وغيرهم من المشاكل..

فقد قلت له أن أخرج بالعباءة الساترة الواسعة والتي لا تصف جسمي .. مع غطاء للشعر لا أبين منه شيء أبدا .. ولكن مع كشف وجهي بدون طبعاً وضع لا مكياج أو أي من الزينة ..فالسلام دين يسر .. لكن يرفض ذلك..

وخصوصي أنني لست جميلة.. وأيضا أنا خائفة وقلقة جدا لأنه معنا طفل وأخاف عليه من هؤلاء الغرب ومن أذيتهم ومن حقدهم للمسلمين والعرب. أرجوك أيها الشيخ أن تفتي لنا في هذه المسألة التي قد تكون سهلة لكنها صعبة بالنسبة لي جداً.

وشكرا وجزيت الخير إن شاء الله.



الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجُزيتِ خير الجزاء وبورك فيك طالما أن الزوج هو الذي يأمرها بذلك فالحمد لله على توفيقه ومن ناحية ثانية لا يوجد مضايقات في أوربا على وجه الخصوص وقد سافرت إليها مرات عديدة ، ولا يوجد مضايقات ، بل إن النساء الأوربيات عندما يُسلمن يحتجبن الحجاب الشرعي الكامل بما في ذلك الجوارب والقفاز !

أما في أمريكا فيختلف الوضع بعد الأحداث ولا زلت أذكر أن في فرنسا وفي أسبانيا شباب من السعودية ومعهم زوجاتهم بحجابهن ولا أحد يتعرض لهم وكل ما في الأمر أنها ( حرية شخصية )

بل قد سافر بعض الأقارب إلى أمريكا - قبل الأحداث - وكانت زوجته وبناته يتحجبن حجابا كاملا ، ولم يكن ذلك سببا للمضايقات بل كان مثار تساؤل : لماذا تلبسن هذا اللباس ؟

فيكون الجواب بمثابة الدعوة إلى دين الله .

بل إنني أعرف بعض أبناء الجاليات ممن تزوّجوا بأوربيات نصرانيات ثم هداهن الله إلى الإسلام فكنّ يُغطين رؤوسهن بقطعة قماش ويلبسن ملابس واسعة وزوجة أحدهم - وهو صديق لي - أدّت فريضة الحج قبل سنوات ، فلما رأت لباس المسلمات في مكة المتحجبات حجابا كاملاً أصرت أن تلبس مثل هذا الحجاب ( مثل حجاب السعوديات ! )

وذلك في أسبانيا رغم شدة معارضة أهلها النصارى !

وقولي لصاحبتك : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) وقولي لها أيضا : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَاف عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ )

ولا داعي من الخوف الزائد الذي ربما أدّى إلى خلل في العقيدة أعني الخوف من ضرر البشر لأنه لا يضر ولا ينفع إلا الله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك .

كما صح بذلك الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أفتكون العقيدة والتمسك بالدين وقت الرخاء ؟ عموما لو أُتيحت لي فرصة الذهاب مرة أخرى ، وكانت الرحلة طويلة لسنوات - مثلا - لأخذت زوجتي بكامل حجابها !

غير أني أسأل الله أن لا أُبتلى بهذا الأمر فتلك البلاد ليست بلاد معيشة !!! ولا زلت أذكر أنني قابلت شابا مغربيا يُتاجر بالمخدرات في فرنسا ! فكان يقول : هذي بلاد وِحشة ! فماذا يقول الصالحون ؟

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد