[مصابيح الدُّجى]

يا شيخ حفظك الله ..
أود أن لا أطيل عليك لكنك أنت الذي فتحت لنا قلبك وفرغت لنا جزءا من وقتك أسأل الله أن لا يحرمك الأجر وأن يبارك في وقتك..
سألتك عن دخول الحائض المسجد قبل فترة وأنا كنت أعلم بفتاوى علمائنا الكبار وفقهم الله بأنه بالمنع لكني طالبة علم أبحث عن الدليل ووجدت الحديث الذي استند عليه ضعيفا وهو ( إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب) ووجدت أن فتواك هي أقرب ولا يخفى تفصيلك للمسألة .. لكن سؤالي يا شيخ..
أنا أدرس في المسجد التفسير والتجويد في جدة والمكان ضيق وأحيانا أحتاج للدخول فأدخل ولا أخبر أحداً بأني معذورة لأني أخاف من الفتنة للعوام في دينهم ,, كيف أخبرهم بهذه الفتوى وإذا احتجوا علي بفتاوى كبار العلماء كيف أرد عليهم ؟؟ وهل هذا الأمر أصلا يسبب فتنة أم لا؟؟ أنا في موضع قدوة لكني أسعى وراء الدليل كيف أستطيع فك هذه الأزمة في هذا الموضوع ؟؟
أنا في أمس الحاجة إلى الجواب المفصل بارك الله في علمك ووقتك




الجواب:

آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يصلح إثارة مثل هذا القول على العامة ؛ لأنه قد يتسبب في بلبلة أفكارهم ! خاصة إذا كان مِن قِبَل من هو أصغر منهم سِنّا !
وإنما يحسن نشر هذا القول بين أهل العلم وطُلاّبه ، ويُبيّن لهم الحق في هذه المسألة .
فإذا ما ذكروا فتاوى بعض علمائنا ، فليُذكر لهم أن هذه أقوال وفتاوى علماء ، ويُقابِلها فتاوى علماء آخرين .
وأن مِن المتقرِّر عند أهل العلم أن كلام العالِم يُحتَجّ له ولا يُحتَجّ به ؛ لأن قول العالم ليس مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد اتفق السلف على أن كلّ أحد يُؤخذ مِن قوله ويُترك إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد