راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي هل التحدّث عن أهل المعصية والتحذير من المعصية يُعتبَر استهزاءا ؟
قديم بتاريخ : 09-09-2016 الساعة : 11:29 PM


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم و زادكم بسطةً في العلم

دار بيني و بين إحدى الأخوات نقاش حول العلاقات المحرمة بين الشباب و الفتيات

و أبديت إستيائي الشديد من هذا الصنف من البنات فقلت : أنا أكرهـ كل فتاة على علاقة محرمة

و أحتقرها لأنها أرخصت نفسها و سمعتها و قتلت عفافها بيديها و هي تعلم أن العلاقات الغرامية حرام مع هذا تخوضها

ثم قلت : حينما تشاهدنَ فتاة على علاقة محرمة فاحمدنَ الله على أنكن لستنّ كذلك و أنكنّ نجوتنّ بعفتكن و أن الله هداكن و جنبكن سلوك الدروب الزلقة

فردت علي إحداهن قائلة ( كـ تعقيب على كلامي كله ) : انتبهي لنفسك لا تستهزئي بهؤلاء الفتيات فما هنّ فيه ابتلاء

فقد يبتليك الله تعالى أنتِ الأخرى بمثل ذلك ,, و سوف تذكرين ما أقوله لك مع الأيام ..

>> أنا خفت من كلامها خوفًا شديدًا فلم أقصد الإستهزاء أبدًا و أنما أخذتني الضيقة جراء استسهال الكثيرات من الفتيات بهذهـ المعصية

ثم أنني تحدثت بشكل عام و لم أخص أحدًا بعينه ..

فكيف أعرف إذا ما كان قولي و تعقيبي عن أي معصية من المعاصي استهزاء أم غير ذلك ,, و هل كلامي كان استهزاءً و قد يعاقبني الله عليه ؟

و جزيتم الجنة .


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كان الكلام مِن باب التحذير مِن المعاصي والتقصير ، فليس مِن الاستهزاء ولا مِن الشماتة التي عادة يُبْتَلى بها صاحبها .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِعَبْد اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ . رواه البخاري ومسلم .

وفي صحيح البخاري من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَلْعَنُوهُ ، فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
وفي رواية : فو الله ما عَلِمْتُ إلاَّ أنه يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .

وفي قصة المرأة التي زَنَت فرجموها : فأقبل خالد بن الوليد بِحَجَر فَرَمَى رأسها ، فتنضّح الدم على وَجه خالد ، فَسبّها ، فَسَمِع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها ، فقال : مهلا يا خالد ! فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكْس لغُفر له ، ثم أمَرَ بها فَصَلّى عليها ودُفنت . رواه مسلم .

وفَرْق بين ذمّ الفِعل وبين ذمّ الفاعل ، مع أن قول عمر رضي الله عنه في حقّ شارِب الخمر فيه ذمّ الفاعِل ، لِكثرة ما يُؤتى به ويُقام عليه الْحَدّ .
وفَرْق أيضا بين الكلام على العموم ، وبين تخصيص الكلام في شخص مُعيَّن .
وفَرْق أيضا بين كون الكلام خرج مخرج النصيحة والتحذير ، وبين كونه خَرَج على سبيل الشماتة وتزكية النفس والتعالي على الآخَرين .

وسبق :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11224


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل مِن شؤم المعصية أن يكون الأبناء غير صالحين ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 27-06-2016 09:31 AM
تدعو على والدتها هل تغفر لها هذه المعصية بالأستغفار ؟ راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 21-09-2012 10:54 PM
كيف استشعر مراقبة الله لي أثناء المعصية ؟ ناصرة السنة إرشـاد المـرأة 0 17-03-2010 05:13 PM
حكم قصر الصلاة في سفر المعصية محب السلف إرشــاد الـصــلاة 0 10-03-2010 11:35 PM
هل المعصية تحجب إجابة الدعاء ؟ نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 14-02-2010 01:48 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى