[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب تحية عطرة لك من مصر التي نتمنى أن يكون لها نصيب من صالح دعائك، فحبك يملاْ قلوب أبنائها الصالحين
شيخنا الفاضل
رجل كان يعمل عند رجل فاختلس منه مالاً طوال فترة عمله ثم تاب وأراد أن يرد المال الذي اختلسه ولكنه لا يعرف مقداره ثم جلس مع نفسه وقدر المال على مقدار ما تذكره ثم رده إلى صاحبه وهنا يبرز السؤال هل ما فعله صحيحاً ؟ فإذا كان الجواب بلا، فماذا يفعل حتى يصبح في حل من تلك المظلمة ؟
بارك الله فيك شيخنا الحبيب وجزاك الله عنا خير الجزاء



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وغفر الله لنا ولكم .

إذا احتاط لنفسه بتقدير ما اختلسه ، بحيث يكون بَنَى على غلبة الظن ، أو زيادة ، ثم ردَّه إلى صاحبه ؛ فقد بَرِئت ذِمّـته .
وإن أمكنه التحلل منه ، فهو أفضل ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : مَن كانت له مَظْلَمَة لأحَد مِن عِرْضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بِقَدْرِ مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أُخِذ مِن سيئات صاحِبه فَحُمِلَ عليه . رواه البخاري .

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ الْمِصْرِيُّ : التَّوْبَةُ النَّصُوحُ هِيَ رَدُّ الْمَظَالِمِ، وَاسْتِحْلالُ الْخُصُومِ، وَإِدْمَانُ الطَّاعَاتِ .

قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : وإن كان في المعصية حق للمخلوقين مِن سَرقة أو عدوان على بعض أموال الناس ، أو دِمائهم ، أو أعراضهم ؛ فلا بُدّ مِن التحلل مِن صاحب الحق ، أو إعطائه حقه ، فإذا سامحه سقط حقه . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية