"الواو لا تفيد إلا مطلق الجمع" فكيف بوب البخاري باب العلم قبل القول والعمل؟
بتاريخ : 03-03-2021 الساعة : 01:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ
بوب البخاري "باب العلم قبل القول والعمل " واستدل بقوله تعالى :" فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.
السؤال :
من المقرر عند أهل اللغة كما ذكره ابن هشام في المغني والشذور : " أن الواو لا تفيد إلا مطلق الجمع " ،
فكيف نوجه الآية على ما ذكره الإمام البخاري رحمه الله ، وكيف يصح استدلاله؟
وجزاكم الله خيراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
قد يكون قد نَظَر رحمه الله إلى أن ترتيب الألفاظ في القرآن مقصود ، مثل : تقديم السماوات على الأرض في الذّكْر غالبا ، مع تقدّم خَلْق الأرض قبل السماوات .
ومثله تقديم المال على النفس في الجهاد .
وتقديم الليل على النهار .. وغير ذلك .
وهذا فنّ قد اعتنى به العلماء .
وسَبَب التَّقْدِيم والتَّأخِير " إمَّا لِكَون السِّيَاق في كُلّ مَوْضِع يَقْتَضِي مَا وَقَع ... وإمَّا لِقَصْد البَدَاءة بِه والْخَتْم بِه للاعْتِنَاء بِشَأنِه ... وإمَّا لِقَصْد التَّفَنُّن في الفَصَاحَة ، وإخْرَاج الكَلام عَلى عِدَّة أسَالِيب " كما قال السيوطي .
قال : وقد ألَّف فيه العلامة شمس الدين بن الصائغ كِتَابه "المقدِّمَة في سِرّ الألْفَاظ الْمُتَقَدِّمة" ، قال فيه : الْحِكْمَة الشَّائعَة الذَّائعَة في ذَلك الاهْتِمَام كما قال سِيبَويه في كِتَابِه ، كأنَّهم يُقدِّمون الذي بَيَانه أهَمّ ، وهُم بِبَيَانِه أعْنَى .
1 – التَّبَرُّك ، كَتَقْدِيم اسْم الله في الأمُور ذَوات الشَّأن .
2 – التَّعظِيم .
3 – التَّشْرِيف .
4 – الْمُنَاسَبَة ؛ وهي إمَّا مُنَاسَبة الْمُتَقَدِّم لِسِيَاق الكَلام ، وإمَّا مُنَاسَبَة لَفْظ هو مِن التَّقدّم أو التَّأخُّر .
5 – الْحَثّ عليه والْحَضّ على القِيام بِه حَذَرًا مِن التَّهَاون به ، كَتَقْدِيم الوَصِيَّة على الدَّين .
6 – السَّبْق ، وهو إمِّا في الزَّمَان باعْتِبَار الإيجاد ، كَتَقْدِيم الليل على النَّهار ، والظُّلُمَات على النُّور ، وآدَم على نُوح ... أو باعْتِبَار الإنْزَال ، أو باعْتِبَار الوُجُوب والتَّكْلِيف ، أو بالذَّات .
7 – السَّبَبِيَّـة ؛ كَتَقْدِيم " العَزِيز " عَلى " الْحَكِيم " ، لأنه عَزَّ فَحَكَم . و"العليم" عليه ؛ لأن الإحْكَام والإتْقَان نَاشِيء عَن العِلْم . وأمَّا تَقْدِيم " الْحَكِيم "
عليه في سورة الأنْعَام ؛ فلأنَّه مَقَام تَشْرِيع الأحْكَام .
8 – الكَثْرَة . قِيل : ولهذا قُدِّم السَّارِق على السَّارِقة ؛ لأن السَّرِقة في الذُّكُور أكْثَر . والزَّانِيَة على الزَّاني ؛ لأنَّ الزِّنا فيهن أكْثَر .
ومنه تَقْدِيم الرَّحْمَة على العَذَاب ، حيث وَقَع في القُرآن غَالبًا .
9 – التَّرَقِّي مِن الأدْنى إلى الأعْلَى . ومِن هَذا النَّوع تَأخِير الأبْلَغ ، وقد خُرِّج عليه تَقْدِيم " الرَّحمن " عَلى " الرَّحيم " ، و " الرَّءوف " على " الرَّحيم " ، و "الرَّسُول " على " النبيّ " .
10 – التَّدَلِّي مِن الأعْلى إلى الأدْنى .
" هذا مَا ذَكَره ابن الصَّائغ ، وزَاد غَيره أسْبابًا أُخَر ؛ مِنها كَوْنه أدَلّ عَلى القُدْرَة وأعْجَب ... ومنها رِعَاية الفَواصِل " .
ويُنظر : البُرْهَان في عُلُوم القرآن ، الزَّرْكَشي ، فقد ذَكَر سَبعة أسْباب .