[راجية العفو]

شيخي حدث نقاش بين والدتي وزميلتها في المصلى
حول العقيدة الووووووووووووووالد ة الله يحفظها قالت لها اننا لم نحقق الربوبية أفعال الله
لأننا نشاهد مجتمعنا يقطعون صلة الرحم لأجل العطاء والمنع والنفع والضر ....
قالت لها الأخرى نحن حققنا الربوبية وانما لم نحقق مقتضيات الربوبية
علما أننا الكل يقر بربوبية ,ونحن ندرس الأسماء والصفات فمن فضلك أعطي لكلتاهما الجواب المقنع هل المنع والعطاء وسائر أفعال الله تسمى مقتضيات الربوبية ؟ومادا تسمى ؟



الجواب:



الْمَنْع والعطاء هنا ليس مِن أفعال الله ابتداء ، إلا أن إرضاء الناس بِسَخَط الله مِن ضَعْف اليقين ، بل ومَن ضَعْف تحقيق توحيد الربوبية ؛ لأن المؤمن إنما يُعطِي ويَمْنَع مِن أجل الله تعالى ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان . رواه أبو داود .
ولأن المؤمن يعلَم أن النفع والضرّ بِيَدِ الله ، فإذا رجا ذلك مِن غير الله ، فقد أخَلّ بِتوحيد الربوبية .
وتوحيد الربوبية هو إفراد الله تعالى بأفعاله هو سبحانه وتعالى .
ومِن أفعاله في عباده : الرزق ، والشفاء ، والنفع والضر ، وغير ذلك .
ومِن كمال إفراد الله تعالى بأفعاله أن لا يُرجَى سِواه ، ولا يُسأل غيره ، حتى فيما يقدر عليه الناس .

قال ابن القيم : المتوكِّل مُجْتَهِد في الأسباب المأمور بها غاية الاجتهاد ، مُسْتَرِيح مِن غيرها لِتَعَبِه بها .
وقال : المتوكِّل لا يَسأل غير الله .

وفي حديث عَوْف بْن مَالِك الأَشْجَعِيّ رضي الله عنه في ذِكر مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، قال : وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً : وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا . قال عوف : فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ . رواه مسلم .
وفي مسند الإمام أحمد من طريق ابن أبي مليكة قال كان ربما سقط الخطام مِن يَدِ أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال : فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه ، قال : فقالوا له : أفلا أمرتنا نُنَاوِلُكَه ؟ فقال : إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئا .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد