[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي شيخنا الفاضل الطيب الذي وسع صدره للجميع ولا نزكيك على الله أبدا . حبي لك في الله كبير وأتمنى أن أزور أرض الحرمين وأقابلك وأقبل أقدامك وأجلس تحتها للتعلم.
شيخنا الفاضل نحن شباب ثلاثة تقريبا أنا قررت معهم أن نجمع بعض المحاضرات من شيوخنا الأفاضل المعروفين من بلاد الحرمين وغيرهم وأن نقطع هذه المحاضرات لأجزاء وننشرها على اليوتيوب الإسلامي ونجعل أقراص تصدر ونوزعها للناس مجانا؟
السؤال هو : أنا بفضل الله ليس عالما في الحديث لكن لدي اطلاع فقط بفضل الله ومنه علي وأحب علم الحديث كثيرا ولدي كتب إلكترونية كثيرة وأحب أن أطلع على التخريج وحكم العلماء على الحديث . وفي هذه المحاضرات وجدت أن بعضهم يقول وينطق بحديث ضعيف أو موضوع؟
أنا قررت مع أصحابي أن يتم تخريج الحديث ونضعه مع المقطع للتنبيه فقط. بما أن العالم لم يذكر صحته فقط يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
فهل هذا يعتبر بالطعن في العلماء؟ رغم هؤلاء العلماء طبعا نحترمهم ونسمع منهم ونجلهم ولكن بذكر الحديث الضعيف في المحاضرة أو الخطبة ولا بد أن ننبه على هذا، وأنا خفت أن يكون عملي هذا طعن في العلماء فماذا ينصحني شيخي ووالدي عبد الرحمن السحيم
أرجو الإجابة بأسرع ما يمكن لو سمحتم
أخوكم أبو الحارث من أرض العراق
تنبيه
أشكر الإخوة الأفاضل القائمين على هذا الصرح الشامخ وأسأل الله لكم التوفيق




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ووفَّقَكم الله لكل خير .
وأحبّك الله الذي أحببتني فيه .

أما الحديث الموضوع المكذوب ، فيُنبّه إلى أنه موضوع مكذوب ، ويُوضَع ذلك في المقطَع ؛ لأنه لا يجوز السكوت عن الحديث الموضوع ، بل لا بُدّ مِن بيان حاله .

وأما الحديث الضعيف الذي ينجَبِر ضعفه ، فلا يلزَم التنبيه عليه ؛ لأن ما يكون في مثل هذه المرتبة تختلف أنظار الـنُّقَّاد فيه ، بين مُصَحِّح ومُضَعِّف ومُتَوقِّف .


وأما قولك حفظك الله في أوّل السؤال فهو غلوّ ومُجاوزة للحدّ ، لا أرضاه لنفسي ، ولا أرتضيه لك .
قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه : لو تعلمون ذنوبي ما وَطئ عَقبي رَجُلان .
وقال رجل لابن عمر : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم ، فغضب ، وقال : وما يُدْرِيك ما يُغْلِق عليه ابن أُمِّك بَابَه ؟!
وقال أبو المليح : قال رجل لِمَيْمُون بن مِهران : يا أبا أيوب ، ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم. قال : أقْبِل على شأنك ! ما يَزال الناس بِخَير ما اتَّقَوا ربهم .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد