إذا صح قصد العالم استراح من كلف التكلف ...والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ، ويتخشع في نفسه ولباسه ، والقلوب تنبو عنه ، وقدره في النفوس ليس بذاك .
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع ، والقلوب تتهافت على محبته .
فتدبرت السبب فوجدته السريرة ، كما روي عن أنس بن مالك أنه لم يكن له كبير عمل من صلاة وصوم ، وإنما كانت له سريرة .
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه . فالله الله في السرائر ، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر .