|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 17-04-2020 الساعة : 08:49 AM
لا يَشتَكُون ، ولا يَتَشَكّون ! بل يَصبِرون ويَحتَسِبُون
🟤 قال مُغِيْرَة : ذَهَبَتْ عَيْنُ الأَحْنَف بن قَيْس ، فقال : ذَهَبَتْ مِن أَرْبَعِيْنَ سَنَة ، مَا شَكَوْتُهَا إلى أَحَد .
(سير أعلام النبلاء)
🔵 قال ابن الجوزي : كُنّا نَجْلس إلى الوزير ابن هُبَيْرَة ، فيُمْلِي علينا كتابه " الإفصاح " ، فبينا نحن كذلك إذْ قَدِم رَجُل - معه رَجُل ادّعى عليه أنه قَتل أخاه ، فقال له عَوْن الدّين [ابن هُبَيْرَة] : أقتَلْته ؟
قال : نعم ، جَرَى بيني وبينه كلام ؛ فَقَتَلْته .
فقال الْخَصْم : سَلّمه إلَيْنا حتى نَقْتُله ، فقد أقَرّ بِالقَتل .
فقال عَوْن الدّين : أطلِقُوه ولا تَقْتُلوه .
قالوا : كيف ذلك ، وقد قَتَل أخَانا ؟
قال : فتَبِيعُونِيه ، فاشتراه منهم بِستمائة دينار ، وسَلّم الذهب إليهم وذَهَبوا ، فقال للقاتِل : اقعُد عندنا لا تَبْرَح .
قال : فجَلَس عندهم ، وأعطاه الوَزِير خَمْسِين دينارا .
قال : فقُلنا للوزير : لقد أحسنتَ إلى هذا ، وعَمِلت معه أمرا عظيما ، وبَالَغَت في الإحسان إليه !
فقال الوزير : مِنْكم أحَد يَعلَم أن عَيْنِي اليُمْنى لا أُبْصِر بها شيئا ؟
فقلنا : معاذ الله ، فقال : بلى والله . أتَدْرُون ما سبب ذلك ؟
قلنا: لا .
قال : هذا الذي خَلّصْتُه مِن القَتْل جاء إلي وأنا في الدّوْر ومعي كِتاب مِن الفِقه أقرأ فيه ، ومعه سَلّة فاكهة ، فقال : احْمِل هذه السّلّة ، قلتُ له : ما هذا شُغْلِي ، فاطْلُب غَيْري ، فشَاكَلَني ، ولَكَمَنِي فقَلَع عَيْني ، ومَضَى ، ولم أرَه بعد ذلك إلى يَومِي هذا .
فَذَكَرت ما صَنَع بِي ، فأرَدت أن أُقَابِل إساءته إليّ بِالإحسان مع القُدْرة .
(ذيل طبقات الحنابلة ، وشَذَرَات الذّهب)
🔴 رأَى بَعْضُهُم رَجُلا يَشْكُو إلى آخَر فَاقَةً وَضَرُورَةً ، فقال : يَا هَذا ! تَشْكُو مَنْ يَرْحَمُك إلى مَنْ لا يَرْحَمُك ، ثُمَّ أَنْشَدَه :
وَإِذَا عَرَاك بَلِيَّةٌ فَاصْبِرْ لَهَا * صَبْرَ الْكَرِيمِ فَإِنَّهُ بِك أَعْلَمُ
وَإِذَا شَكَوْت إلى ابْنِ آدَمَ إنَّمَا * تَشْكُو الرَّحِيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ
(غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)
|
|
|
|
|