هل فخذ الرجل عورة ؟
أرجو التكرم بالتفصيل في هذا السؤال.
والله يحفظكم ويرعاكم
الجواب/
وحَفِظَك الله وَرَعَاك .
الصحيح أن الفخذ عورة لقوله صلى الله عليه وسلم لجرهد - وكان من أصحاب الصفة - لما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم وفخذه منكشفة ، فقال : أما علمت أن الفخذ عورة . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
وعند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الفخذ عورة .
وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال : قلت : يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك . قال : قلت : يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : إن استطعت أن لا يرينها أحد ، فلا يرينها . قال : قلت : يا رسول الله إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : الله أحقّ أن يستحيا منه من الناس .
قال الإمام البخاري : باب ما يذكر في الفخذ ، ويُروى عن ابن عباس وجُرهد ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم : الفخذ عورة . وقال أنس : حَسَر النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه . وحديث أنس أسْند وحديث جرهد أحوط حتى يخرج من اختلافهم . وقال أبو موسى : غَطّى النبي صلى الله عليه وسلم ركبتيه حين دخل عثمان .
قال ابن رجب : أشار البخاري - رحمه الله - في هذا الباب إلى اختلاف العلماء في أن الفخذ : هل هي عورة ، أم ليست بعورة ؟ وأشار إلى أطراف كثير من الأحاديث التي يستدل بها على وجوب ستر الفخذ ، وعدم وجوبه ، ذكر ذلك تعليقا ، ولم يسند غير حديث أنس المستدل به على أن الفخذ لا يجب سترها وليست عورة ، وذكر أنه أسند من حديث جرهد - يعني : أصح إسنادا - ؛ وان حديث جُرهد أحوط ؛ لِمَا في الأخذ به من الخروج من اختلاف العلماء .