[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم
حفظكم الله يا شيخ
هذه مشكلتي مع طليقي وظروفي فأرجو أن ألقى منك جوابا شافيا
منذ أشهر طلقني زوجي طلقة واحدة بسبب مشكلة وعند محاولتي للخروج من البيت طلقني مرة أخرى وقال أنتِ طالق ثلاث حارمة أو قال أنت علي حارمة بالثلاث ماني عارفة أي جملة منهم قال ، يعني مو متأكدة إذا نطق كلمة الطلاق أو لا
طلقتي الأولى فيه مشايخ قالوا تقع وفيه من قال لا تقع وطبعا للاحتياط وبعيدا عن الشك اعتبرتها وقعت . إذا رجعت ارجع له بعقد وذا قررت ما أرجع طلبت منه يطلق مرة ثانية عشان تكون الطلقة صحيحة وأكيدة
لكن مشكلتي بطلاقه الثاني لمن جيت أطلع من البيت هو اللي مو عارفة صحته فعندي أسئلة عنه
أنا طلعت من البيت لأني ما ودي أجلس أكثر معه وهالأسئلة هي اللي أبي أعرف أجوبتها
1- إذا كانت نيته للتخويف عشان أجلس بالبيت وأنا ما اهتميت بكلامه وطلعت يعتبر طلاق؟
2- إذا كان نيته طلاق هل يعتبر طلقة واحدة أم ثلاث ؟
3- طريقة لفظه ( أنت علي حارمة بالثلاث أو أنت بالثلاث حارمة ) تعتبر طلاق أو لا لأنه ما لفظ كلمة طلاق ؟
أنا ببيت أهلي وألاقي سوء معاملة من الأهل ( الأب وأحيانا من الأم وأحيانا من الأخوان ) معاملة أبوي سيئة ويضغط علي بتصرفاته عشان أرجع مغصوبة لأن طليقي يكون ولد أخوه وكارهة البيت وما ودي أجلس فيه يوم واحد شلون لاجلست سنين !!!
وودي أطلع منه لبيت جدي بس مقدر أطلع أبوي بيرفض وبيسبب لي مشاكل وما أقدر أوسط أحد بيني وبين أبوي عشان أنتقل لبيت جدي الموضوع صعب كثير علي لكن طلعتي من بيتي لبيت جدي أسهل بكثير فما لقيت إلا حل واحد
سمعت عن الزواج بنية الطلاق والمشايخ محرمينه إلا في بعض الحالات مثل السفر للدراسة أو العمل وسبب التحريم إنه يشبه زواج المتعة وأنا أبي أتزوج بهذي النية لكن مو للمتعة
أطرح الفكرة على طليقي وأفهمه الأسباب وهو عارف بعض مشاكل أهلي معي ويكون عارف نيتي إن رجعتي بتكون لشهر أو شهرين أو أقل أو أكثر على حسب الظروف بعدها ننفصل وأقدر أنتقل لبيت جدي بسهولة
والفوائد من هالطريقة بالزواج
1- إني انتقل من بيتي لبيت جدي بسهولة
2- أنا مسحورة وما خبرت أحد إلا طليقي ولا أبي أحد يعرف وأبي أروح لراقي متمرس فالحل إني أروح مع طليقي بعد ما أرجع له كذا محد بيعرف إلا بالوقت اللي أشوفه مناسب
3- رجعتي له كانت بنية طلاق بس في نفس الوقت ما أضمن إن الطلاق بيصير يمكن يتغير الحال ونقرر الاستمرار ويمكن ننفصل مثل ما اتفقنا لأن مشاكلنا قبل كانت كثير ووصلت للضرب والإهانة أكثر من مرة فأنا نفسي ماني عارفة إذا أظل معه ولا أنفصل عنه بعد هالزواج فتاركه هالشيء لوقته على حسب نفسيتي ونفسيته حاليا احتمال 75 % أنفصل بس أرجع وأقول لنفسي يمكن بعد هالزواج بصير شيء يخليني أظل معه وأكره فكرة الانفصال وتتغير نيتي من طلاق إلى استمرار
4- حياتنا بعد الزواج يمكن تكون مثل أي زوجين ويمكن لا وهالشيء هو اللي يقرره
يعني زواجي مو للمتعة أبدا أبدا ونية الزواج بالطلاق محد بيعرف عنها غيري أنا وهو بس وبرضانا
هذي ظروفي اللي خلتني أفكر بهالطريقة
ما حكم هالزواج إذا هذي ظروفي ؟
وأسئلتي اللي فوق عن الطلاق إن شاء الله إنك ما تنساها
ربي يحفظك يا شيخ




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله ورَعَاك .
وأعانك وعافاك .

الطلاق الذي يقع هو أن يُوقِع الزوج الطلاق في طُهْر لم يقع فيه جِماع . بمعنى أن تكون المرأة قد طهرت من حيضتها - إذا كانت ممن تحيض - ثم طلّقها زوجها قبل أن يقع بينهما معاشرة خلال هذا الطهر . أو يُطلّقها وهي حامِل قد استبان حَملها .
أما إذا كان طلّقها في حال حيض أو في حال طُهر وقَع فيه جِماع ، فالصحيح أنه لا يَقَع ، وهو طلاق بِدعيّ يأثم الزوج إذا طلّق في مثل هذا الحال . وبهذا أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية ومِن مشايخنا : ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله .
وتكرار الطلاق قبل انقضاء العِدّة الصحيح أنه لا يقع ، ويأثم الزوج لأنه تلاعب بالطلاق ، وقد قال الله عزّ وَجَلّ في آيات الطلاق : (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا) .
وقوله نحوا مِن (أنتِ طالق ثلاث حارمة ، أو قال أنت علي حارمة بالثلاث) لا يُعتبر ظِهارًا ، وإنما يُعتبر تحريم ، وفيه كفارة يمين ، لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
وهذا لو قاله قبل التلفّظ بالطلاق لكان يقع به طلاق – إذا أوقع الطلاق الشرعي في وقته - ، ولا يُعتبر هذا اللفظ على سبيل التهديد ، بِخلاف ما لو قال الزوج لزوجته : إن خرَجْتِ فأنت طالق ، فإن هذا يُرْجَع فيه إلى نيّة الزوج ؛ هل قصد التهديد أو قصد إيقاع الطلاق ؟
وإذا أشكل الأمر لَزِم الرجوع إلى المحكمة الشرعية لإثبات الواقعة والسماع مِن الزوجين .

ولا يجوز الزواج بِنيّة الطلاق مع اتفاق الزوجين على ذلك ، والذي أجازه بعض أهل العِلْم هو الزواج بِنيّة الطلاق مع عدم عِلْم الزوجة بذلك ، وبِعدم الاتفاق على ذلك بين الزوجين .
ولو تم الاتفاق بين الزوجين , وكان الاتفاق على مدة معلومة ، فلا يصِحّ ، بل يكون نِكاح مُتعة! وهو مُحرَّم .
ولذلك حُرِّم النكاح بِنيّة التحليل ، بل لُعِن الْمُحلِّل والْمُحلَّل له .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد