|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسمات الفجر
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
بتاريخ : 13-09-2015 الساعة : 11:48 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يُمكن أن يَدخل ذلك في باب البلاء مُوكَل بالْمَنْطِق ، خاصة إذا كان فيها كُفْران النِّعَم ، أو جُحود فضل ، وأصبح الإنسان يُرددها وكأنه يعيش الأجواء التي قِيلَت فيه تلك الأبيات .
وبعض القصائد يُلمَس فيها الجحود والنكران ، وكُفران النِّعَم ، خاصة إذا كانت قِيلَت في إثر مُصيبة ، أو فاجعة ، أو حادثة مُعيّنة .
فإذا كَرَّرها أحد ، وتخيّل مواقف مُعيّنة ، كالذي يتقمّص دور الحزن والفقر والفجيعة ، وهو في خير وعافية وسِتر ؛ فلا يَبعُد أن يَقَع فيما قال وَرَدّد .
ولكن ذلك ليس دائما ولا على إطلاقه .
وكذلك الشماتة بالآخرين .
يُروى أنه اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد ، فَحَضَرت صلاة يُجهر فيها ، فقدّموا الكسائي يُصلّي ، فأرتُجّ عليه قوله : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ)
فلمّا سلّم قال اليزيدي : قارئ أهل الكوفة يرتَجّ عليه (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ؟
فحضرت صلاة يُجهر فيها ، فَقَدَّموا اليزيدي ، فأرتُجّ عليه في سورة " الْحَمْد " ، فلما سلَّم قال :
احفظ لسانك لا تقول فتُبْتَلَى *** إن البلاء مُوكّل بالمنطق
وقال شيخنا العثيمين في تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا) :
ومِن فوائد الآية : أن البلاء مُوكل بالمنطق ؛ لأنه قال لهم : (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا) ، فكان ما تَوقّعه نَبِيّهم واقِعا ؛ فإنهم لَمَّا كُتب عليهم القتال تَوَلّوا . اهـ .
وبَلَغني أن رجلا عاد إلى بيته مِن عَمله مُبكِّرا على غير عادته ، فسألته زوجته عن سبب رجوعه مُبكِّرا ، فقال : أتيت لأموت ! فدخل ونام ، فلما جاءت زوجته لتوقظه ، وجدته ميّتا .
والقصص في هذا الباب كثيرة مشهورة .
وبالله تعالى التوفيق .
|
|
|
|
|